قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مساء الإثنين، إنه وثّق نزوح عشرات الآلاف من سكان غزة من مناطق متعددة في المدينة، وقد أصبحوا في العراء بفرض الأمر الواقع دون توفير أي ممرات للنزوح الآمن.
وأكد المرصد الأورومتوسطي في بيانٍ، أن عمليات النزوح جاءت نتيجة لتضارب توجيهات الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي في مناطق واسعة من غزة، وذلك بالتزامن مع استمرار حرب التجويع والقتل العشوائي على نطاق واسع.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق عملية عسكرية بالتوغل البري في المناطق المكتظة بالنازحين جنوب غربي مدينة غزة، وذلك بعد وقت قصير من طلبه من سكان أحياء "التفاح" و"الدرج" و"الشجاعية" في شرق المدينة، الانتقال إلى تلك المناطق المستهدفة.
وعبّر المرصد عن قلقه إزاء التقارير المتواترة عن عشرات القتلى والجرحى بسبب مباغتة الجيش الإسرائيلي للنازحين من سكان مدينة غزة دون سابق إنذار، وتضارب توجيهات الإخلاء.
وأوضح المرصد أن الجيش توغل بشكل مفاجئ في جنوب شرق المدينة، ثم في الأحياء الشمالية الغربية، تحت غطاء ناري كثيف استهدف الطرقات والمنازل والمباني السكنية.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي، أنهم رصدوا سلسلة من الغارات الإسرائيلية بعشرات الأحزمة النارية، وإطلاق القذائف المدفعية بالتزامن مع التوغل البري المستمر في مناطق واسعة من مدينة غزة، والذي شمل حملات دهم وتفتيش واعتقال للمدنيين، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم قتل.
وأوضح المرصد، أن إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار، حتى ولو كان مؤقتًا، في مراكز النزوح والإيواء.
وقال المرصد إن إسرائيل تتعمد من خلال القتل والتجويع فرض التهجير القسري على سكان قطاع غزة وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك استهداف مقرات الأمم المتحدة ومراكز الإيواء التابعة لها، وارتكاب جرائم قتل جماعية فيها، مما يشكل جرائم دولية مكتملة الأركان.
وأشار إلى أن منهجية القصف الإسرائيلي تدل على وجود سياسة واضحة تهدف إلى نزع الأمان عن كامل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار، ولو للحظات، من خلال استمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء في مدارس ومقرات "أونروا".
وأمس توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ في محيط منطقتي الجامعات والصناعة جنوبي حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، مما أدى إلى حركة نزوح كبيرة.
وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل كثيف في محور التوغل، تزامنًا مع غطاء ناري كثيف جدا من المدفعية والطائرات الحربية، والمدفعية الإسرائيلية تطلق قنابل الغاز في محيط منطقة الصناعة.