أكدت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام بالأونروا في غزة، إيناس حمدان، أن الأونروا رغم تضييق الاحتلال الإسرائيلي عليها إلّا أنها ملتزمة بتقديم جميع خدماتها للاجئين في القطاع.
وتحدثت حمدان أيضا خلال مقابلة خاصة مع "عربي21"، حول واقع التعليم في غزة نتيجة العدوان، حيث لفتت إلى أن الطلاب في القطاع يواجههم مستقبل مجهول خاصة مع تدمير الكثير من المدارس.
الالتزام بتقديم الخدمات للاجئين
وقالت حمدان، إن "الأونروا لا تزال ملتزمة بتقديم الخدمات الإغاثية والمساعدات الإنسانية للنازحين في قطاع غزة، بما في ذلك الخدمات الصحية والإستشارات الطبية والمساعدات الغذائية ومستلزمات المأوى وخدمات الصحة النفسية وخدمات صحة البيئة، بالإضافة إلى إدارة مراكز الإيواء".
وأكدت أن "الظروف الإنسانية الحالية في قطاع غزة كارثية ومأساوية، وأن الأمور تتدهور على كافة الأصعدة صحية كانت أم بيئية أم معيشية، فحياة سكان القطاع انقلبت رأساً على عقب مع استمرار الحرب الطاحنة للشهر العاشر وسط موجات نزوح كبيرة لمعظم السكان".
واقع التعليم مأساوي
وحول تأثير الحرب على قطاع التعليم، قالت حمدان، إن "استمرار الحرب أثّر على المنظومة التعليمية، حيث أكثر من 600,000 طالب وطالبة نصفهم كان يتلقى التعليم في مدارس الأونروا يواجهون مستقبلا مجهولا".
وأوضحت أن "ما فقده هؤلاء الطلاب سيؤثر بشكل كبير على تطورهم الأكاديمي، ناهيك عن الاضطرابات النفسية والصدمات التي بات يعاني منها معظم الأطفال، والتي تحتاج لتدخلات نفسية لعلاجها".
وأكدت أنه "خلال الحرب دُمّرت ثلثي مدارس الأونروا كليا أو جزئيا، وإعادة إعمارها وتأهيلها يحتاج إلى وقت وجهد وتمويل كبير حتى تصبح جاهزة لاستئناف خدمات التعليم".
تفكيك الأونروا!
ترى القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام بـ"الأونروا" في غزة، إيناس حمدان؛ أن "هناك خطة ممنهجة لمحاولة تفكيك الأونروا، وهذا واضح من خلال الاتهامات التي تم توجيهها لعدد من الموظفين، أو من خلال عرقلة دخول كميات كافية من المساعدات والإمدادات، بحيث يتم تقليص مساحة الاستجابة الإنسانية في الوقت الذي تُعتبر الأونروا هي طوق النجاة للنازحين".
وتابعت: "كما أنه تم تدمير حوالي 190 منشأة تابعة للأونروا خلال الحرب، وتم قتل 197 موظف وموظفة من موظفيها، في تجاوز واضح لكل القوانين الإنسانية، والتي تنص على أن العاملين في المجال الإنساني لا يجب أن يكونوا هدفاً".
وأكدت أنه "رغم كل تلك التحديات الكبيرة تبقى الأونروا العمود الفقري للاستجابة الإنسانية ليس في قطاع غزة فقط، ولكن في باقي مناطق العمليات الخمس، حيث يعتمد على خدماتها التعليمية والصحية والغذائية والنقدية والاجتماعية حوالي 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في كافة المناطق الخمس - قطاع غزة، الضفة الغربية، الأردن، سوريا، لبنان".
الدعم المالي المقدم للأونروا
كانت عدّة دول غربية قد جمدت الدعم المالي الذي كانت تقدمه للأونروا، وذلك على إثر اتهامات إسرائيلية لبعض موظفي المنظمة الأممية بأنهم أعضاء في حركة حماس وأنهم شاركوا في عملية طوفان الأقصى.
وقامت هذه الدول بتجميد الدعم المالي رغم أن الاحتلال لم يُقدم أدلة تُثبت ادعاءاته، الأمر الذي أثر على بعض عمليات الأونروا والخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.
في هذا السياق قالت إيناس حمدان إن "هناك ثقة واضحة بدور الأونروا المحوري في إدارة الاستجابة الإنسانية، فمعظم الدول التي كانت قد جمدت دعمها للأونروا منذ أشهر عادت واستأنفت التمويل وكان آخرها المملكة المتحدة، وهي شريك طويل الأمد للأونروا".