قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعود إلى استراتيجية المماطلة والتهرب من اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، عبر وضع "شروط جديدة".
وأضافت الحركة في بيان لها، تعقيبًا على مباحثات روما للتوصل إلى اتفاق: "من خلال ما نقله الوسطاء عن اجتماع روما، فإن نتنياهو عاد من جديد لاستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى اتفاق من خلال وضع شروط ومطالب جديدة".
الحركة أوضحت أن المطالب الجديدة "فيها تراجع عمّا نقله الوسطاء على أنه ورقة إسرائيلية، والتي كانت جزءًا من مشروع (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ولاحقًا قرارًا لمجلس الأمن الدولي".
من جانبه زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حركة حماس تمنع التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، وإن إسرائيل لم تغير أيا من شروطها.
وادعى أن "إسرائيل متمسكة بمبادئ الاقتراح الأصلي، والتي تشمل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وسيطرة إسرائيل على ممر الحدود بين غزة ومصر، ومنع الأسلحة والمسلحين الفلسطينيين من العودة إلى شمال قطاع غزة".
والأحد، وصل رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في اجتماع رباعي لبحث تبادل أسرى مع حركة حماس، بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وأعلن نتنياهو، الأحد، في بيان تسليم برنياع الورقة الإسرائيلية إلى الوسطاء مشيرًا إلى أنه "في الأيام المقبلة، ستستمر المفاوضات حول القضايا الرئيسية".
"وثيقة التوضيحات"
ولم يكشف البيان الشروط الجديدة التي تضمنها الرد الإسرائيلي، ولكن القناة 12 الإسرائيلية قالت: "وثيقة التوضيحات الإسرائيلية الجديدة توضح المبادئ الثلاثة التي أضافها نتنياهو مؤخرًا".
القناة أضافت: "تتعلق التوضيحات بالمسائل التالية: آلية لفحص المقاتلين الذين ينتقلون من جنوب قطاع غزة إلى شماله، ومسألة بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على طول طريق فيلادلفيا (حدود غزة ومصر)، وتلقي قائمة المختطفين الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم مسبقًا".
وتابعت: "في الواقع، تم تحديث الاقتراح الجديد بعد ضغوط كبيرة من الأمريكيين، الذين عملوا على إنتاج وثيقة توضيحية من شأنها أن تمكن من إحراز تقدم في المفاوضات، وفي الأيام القادمة، سوف نفهم كيف ستتعامل حماس مع هذه التغييرات".
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود 115 أسيرًا إسرائيليًا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 أسيرًا في غارات عشوائية شنتها إسرائيل.
ونهاية مايو/ أيار الماضي طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مقترح اتفاق عرضته عليه إسرائيل، يتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادل أسرى وإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى تبادل أسرى.
وتقول الفصائل الفلسطينية إن إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة لا ترغبان في إنهاء الحرب على غزة حاليا، وتحاولان كسب وقت عبر المفاوضات، على أمل أن يحقق نتنياهو مكاسب في القتال.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول حرباً على غزة أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.