قائمة الموقع

بالصور "لا أريد أن أنتهي في كيس".. وصية الشهيد إبراهيم الغولة ورسالته الأخيرة مؤلمة

2024-07-30T14:14:00+03:00
ابراهيم الغولة وابنائه
شمس نيوز - مطر الزق

"لا أريدُ أن أنتهي في كيس، أريد ذراعي وقدمي ورأسي، أريد كفنًا كاملًا"، هذا آخر ما كتبه المواطن إبراهيم الغولة على منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي، قبل أن ينال الشهادة في سبيل الله، فقد كان يخشى أن يتم استهدافه بصاروخ إسرائيلي وتتقطع أوصاله ويُحرم من قُبلة وداع أحبابه وأقربائه على جبينه، لم يكتب إبراهيم هذا الكلام عبثًا، إنما بعد مشاهدة ما تسببت به المجازر الإسرائيلية بحق أطفال ونساء قطاع غزة الذين فقدوا أجسادهم ورؤوسهم وأطرافهم.

إبراهيم الغولة هو مواطنٌ غزي عرف منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية بـ"أبو الغلابة"، صبر وصمد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ولم يلتفت لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي بالتوجه للمناطق التي يدعي بأنها مناطق آمنة جنوب وادي غزة، واستمر ثابتًا وصابرًا ومرابطًا شمال القطاع ليقدم المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان.

عاش إبراهيم المجاعة بكل تفاصيلها وشاهد بأم عينه المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال والتي مسحت عائلات من السجل المدني، وشاهد أجساد بلا رؤوس وأطراف مبتورة وأجساد مفحمة وأخرى مقطعة، وقد أثر ذلك على نفسيته كثيرًا، وبات يخشى أن يلقى مصير المئات من أبناء قطاع غزة الذين فقدوا رؤوسهم وأطرافهم.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وغرد إبراهيم على حسابه في الفيسبوك بكلمات مؤثرة جدًا وكتب: "أتنازلُ عن كل شيء عدا موتي!، أريدُ كفنًا كاملًا، طوله192 سنتمترات، لا أتنازلُ عن جثّتي، بل أريدها كاملة، أريدُ ذراعيّ، وقدميّ وقلبي ورأسي، وأصابعي العشرين، وعينيّ أيضًا، أريدُ أن أعود لِرحمِ الأرض، كما خلقتُ منها.. نفس الأرض هنا في هذه البلد.. لا أمانعُ إن دفِنتُ في قبرٍ جماعيّ، لكني أريد اسمي على الشاهد، عمري كذلك، وأني من هنا، من هذا الوطن الذبيح، وأودُّ برجاءٍ حدّ المرارِ، أن يكون قبري في مقبرةٍ حقيقية، لا شارع لا رصيف، لا شيء آخر".

وختم إبراهيم رسالته المبكية والمحزنة والمؤلمة بشكل كبير: "كأمنية أخيرة لنا وحق لنا الوداع" وألحق إبراهيم تغريدته بتعليق جاء فيه: "هذا حلم فقط".

يقول شقيقه أبو عايد لـ"شمس نيوز" إن إبراهيم كان ناشطًا في المجال الإغاثي والإنساني منذ بداية الحرب، ويعمل يوميًا على إعداد طعام وتوزيعه على المواطنين والنازحين في الشمال، ونفذ مشروع حفر بئر مياه الشرب في منطقة الهواشي وسط حي الشجاعية".

وكان إبراهيم يأمل ويحلم بأن يواصل أعماله الخيرية بتوصيل إمدادات المياه لكل البيوت في حي الشجاعية للتخفيف عن الناس، إذ كشف شقيقه عن مشروعه القادم الذي لم يكتمل بسبب استشهاده، قائلًا: "انزعج إبراهيم كثيرًا بسبب تكرار إعداد طعام المعلبات بشكل يومي، لذلك كان يحلم بأن يذبح بعضًا من الخراف ويوزع لحومها".

كيف استشهد إبراهيم؟

ومساء يوم السبت (27-7-2024) كان إبراهيم على موعد مع الشهادة، إذ عاد إلى شقته السكنية بعد قضاء ساعات النهار في خدمة الناس واغاثتهم؛ لكن طائرات الاحتلال التي رصدت تحركاته باغتته بصاروخ (أف 16)، صاروخ ألقى جثته وجثث أطفاله وزوجته خارج العمارة السكنية المكونة من ثلاثة طوابق.

على الفور استشهد إبراهيم وطفلته الرضيعة إيفان التي ولدت في الحرب وطفلته جود 6 سنوات وزوجته، بينما بقيت طفلته فاطمة 5 سنوات على قيد الحياة؛ إلا أنها أصيبت بجروح خطيرة جدًا، حيث ما زالت تتلقى العلاج في المستشفى المعمداني.

ونفذ أبو عايد أمنية شقيقه إبراهيم حيث كان يحلم بأن يدفن في قبر كامل، بعيدًا عن الطرق العشوائية التي سرعان ما كشفت الجثث فوق الأرض، فقد كان يخشى على جثته كثيرًا من أن تنهشها الكلاب الضالة، يقول أبو عايد: "شريت قبر كامل في مقبرة ابن مروان في حي الشجاعية ودفنت الجثمان بالطريقة التي يتمناها، والحمد لله استشهد ودفن وهو جثة كاملة لم تبتر يده أو يُقطع جسده".

 


 

اخبار ذات صلة