قالت وسائل إعلام عبرية إن الكيان يستعد لرد مشترك "حتمي" من قبل إيران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، مشيرة إلى مناقشات طارئة تجرى مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص.
وفي إطار عملية الاستعداد، جرت مناقشات ومشاورات في كيان الاحتلال لعدد من السيناريوهات، بما في ذلك احتمال توجيه ضربة استباقية، وخوض حرب على خمس جبهات، وفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ليل السبت.
ولفتت الصحيفة إلى أن محادثات "محمومة" تجرى مع الأميركيين الذين يزيدون وجودهم في المنطقة.
وقالت إن "الافتراض العملي هو أن الهجوم سيكون أوسع وأشد فتكاً من الهجوم الذي وقع في إبريل/ نيسان الماضي"، في إشارة إلى الرد الإيراني على استهداف قنصلية طهران في دمشق.
وأضافت على موقعها الإلكتروني أنه "رغم الذعر، لا تُنقل أي رسائل (تحذيرية) للجمهور".
ونهاية الأسبوع، جرت في "إسرائيل" سلسلة من المباحثات والمشاورات على المستويين السياسي والأمني تمهيداً للرد المحتمل لإيران وحزب الله على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إنّ "الافتراض العملي في إسرائيل هو أنّ الهجوم المشترك أو المنفصل أمر لا مفر منه، ولكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن توقيته ونطاقه".
ولفتت إلى أنّ حكومة الاحتلال تستعد لعدد من السيناريوهات، بما فيها السيناريوهات "الصعبة".
وفي الوقت نفسه، تجرى مناقشات حول "الرد على الرد"، وبحسب الصحيفة، "تنشأ معضلة في ما يتعلق بإمكانية توجيه ضربة استباقية حتى قبل أن يصل مثل هذا الهجوم إلى إسرائيل".
وقالت إن "الرسالة التي نُقلت إلى وزراء الحكومة خلال نهاية الأسبوع هي أنه يجب الاستعداد لجميع السيناريوهات، وإن الهجوم قد يأتي في أي لحظة ويمكن أن يتطور إلى حرب على خمس جبهات، بما في ذلك آلاف مواقع الدمار".
وأشارت إلى تزويد بعض الوزراء والرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين بهواتف "فضائية" تحسباً لانهيار شبكات الهاتف الخلوي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين للاحتلال تقديرهم أنّ حزب الله يبحث عن فرصة لشن هجوم كبير في "إسرائيل" لن يقتصر على الأغراض العسكرية.
كما قدر هؤلاء أن الإيرانيين لم ينتهوا بعد من حساباتهم وتحديد نطاق ردهم.
والسبت، توقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن يردّ حزب الله بضربات "في عمق" إسرائيل و"لا يكتفي بأهداف عسكرية"، بعدما أكد الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن "الردّ آت حتماً" على اغتيال شكر.
من جهتها، أوردت صحيفة كيهان الإيرانية، السبت، أن "مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الاستراتيجية، وخاصة مقار إقامة بعض المسؤولين المتورطين في الجرائم الأخيرة، هي من بين الأهداف".
محادثات "محمومة" مع واشنطن
وفي السياق نفسه، قالت الصحيفة إن محادثات "محمومة" تجرى بين "إسرائيل" والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى أقصى قدر من التنسيق في ما يتعلق باحتواء الرد و"ردع إيران وحزب الله".
وبينت أنّ الولايات المتحدة أوفدت حاملات طائرات وأسراب طائرات مقاتلة إلى المنطقة وتستعد للعمل على غرار العملية التي كانت في 13 إبريل/ نيسان.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنه على ضوء "احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم "للدفاع عن إسرائيل"، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة".
وقال البنتاغون إن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي "تحمل صواريخ باليستية دفاعية" و"سربا إضافيا من الطائرات الحربية" لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
ودبلوماسياً، حثّت سفارة الولايات المتحدة، السبت، رعاياها على مغادرة لبنان عبر "حجز أي بطاقة سفر متاحة".
تحذيرات أميركية لإيران عبر مصر
وقال مسؤول إسرائيلي لـ"يديعوت أحرونوت" إنه "إذا شُن الهجوم من عدة جبهات وبوتيرة مذهلة، فسيكون من الصعب على "إسرائيل" والولايات المتحدة التعامل معه وعلينا أن نستعد للكثير" من القتلى.
لا تعليمات للجمهور
وبحسب الصحيفة، على الرغم من الوضع المتوتر وعدم اليقين، فإن المؤسسة الإسرائيلية تتجنب إعطاء أي تعليمات للجمهور حول كيفية الاستعداد، ولم تُوجَّه أي رسائل بهذا الشأن، واصفة ذلك بأنه "انهيار كامل لمن يتولى إعلام الجمهور في حالة الطوارئ، وقرار محير من المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولي الأمن الإسرائيليين أنه اتُّخذ قرار بعدم تغيير التعليمات للجمهور "كجزء من تعلم الدروس" من الرد الإيراني في 13 إبريل.
وأوضح المسؤولون أن "أحد الأشياء التي فهمناها منذ إبريل هو أننا بحاجة إلى الحفاظ على الروتين. وقد دفعت التعليمات إيران إلى زيادة الهجوم". وأضافوا أنه إذا لزم الأمر، "فستُصدَر التعليمات قريباً".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري عن حالة "تأهب قصوى" في قواته، فيما أشارت تقارير عبرية إلى أن قوات جيش الاحتلال تراقب وتحد من نقل المواد الخطرة إلى العديد من المصانع في المناطق القريبة من حدود لبنان في إجراء احترازي.