قائمة الموقع

"سوق دير البلح".. وجهة النازحين نحو لقمة أطفالهم.. ولكن!

2024-08-17T16:35:00+03:00
سوق دير البلح 2024
شمس نيوز - خالد الشرباصي

ملتقى النازحين والمقيمين، ومركز المدينة وقلبها الذي فيه آخر نبضات الحياة، والتي أرهقتها آلة الحرب، ومزقتها الأسعار ليعيش الناس "ظلمات بعضها فوق بعض"، إنه سوق دير البلح.. المتكئ من البحر غربا، مرورا بالنخيل وسطا، وليس انتهاء بدوار "المدفع".

وسط سيل بشري تصدح حناجر الباعة المتجولين "هي الخضرة.. هي اللحوم الطازة.. السمك.. الفاكهة اللذيذة.. وين الي بدو يرزق" كلمات اتفق عليها الباعة لجذب انتباه الحشود البشرية التي تتردد كثيرًا عن الاستفسار عن الأسعار فهي تدرك تمامًا أنها مرتفعة جدًا، متهمين التجار الكبار باستغلال الحرب لرفع أسعار السلع الغذائية.

ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمستلزمات الأساسية ناتجٌ عن منع قوات الاحتلال السماح بإدخال كميات كبيرة وأصناف متعددة منها إلى الأسواق منذ نحو 10 أشهر على التوالي من الحرب الإسرائيلية، إضافة إلى جشع التجار واستغلال حاجة الناس لتلك السلع الأساسية للبقاء على قيد الحياة، الأمر الذي ضاعف معاناة النازحين والمواطنين وزاد من تحديات مواجهة حرب الإبادة والقتل والتجويع والتهجير القسري.

طالع مراسل وكالة "شمس نيوز" من أزقة السوق.. وقلبه.. آراء المواطنين والنازحين حول السوق والأسعار المتداولة للسلع الغذائية والمواد التجارية.

أبو محمد حجازي، قصد السوق باحثا عن وجبة الغداء الوحيدة.. يقول مستهجنا "لا أدري متى تنتهي الحرب المسعورة.. الأسعار كأننا بسانغافورة" -يقصد بأننا نعيش ظروفًا مرفهة- متسائلا عن سبب الغلاء في أسعار اللحوم مقابل بقية السلع "طب ليش والمعبر فاتح واللحوم معبية التلاجات".

وفي زاوية أخرى من سوق دير البلح يتجول النازح أبو محمود كحيل، فقد أرهق كاحله البحث عن "جنحان" في السوق، خاصة وأنها تفي بشيء من اشتهاء اللحوم التي فارقت النازحين على مدار تسعة أشهر من الحرب.

وينطق أبو محمود كحيل بكلمتين تتردد كثيرًا على ألسنة الناس: "و"الله ما أنا عارف إيش اللي بصير فينا اليهود من جهة والتجار أبناء جلدتنا من جهة أخرى، يا أخي مش خايفين من الله واحنا في عز الحرب"، لافتًا إلى أن السلع الغذائية متوفرة لكن أسعارها في العلالي".

أما عن المواطن أبو حمزة الشرقاوي، فيرى أن الأسعار معقولة في حال، وفلكية في أحوال أخرى.. وندرة السلع هي السبب"، مبينًا أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الأول والرئيسي في ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية فهو يمنع إدخالها بكميات كبيرة، ويحدد أصناف معدودة فقط، ويأتي التجار ثانيًا في سبب غلاء الأسعار".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

ويضطر الشرقاوي إلى شراء السلع الغذائية غالية الثمن فقط لإخماد جوع أطفاله قائلًا: "إحنا في النهاية بدنا نسكت صغارنا، ولو بالشيء القليل، الأطفال ما بفرقوا ما بين غالي ورخيص لذلك اضطر لشراء ما يحتاجونه ويسدون رمق جوعهم".

وعن الرقابة على التجار يقول مستنكرا "يا عمي لازم قبل رقابة الجهات الحكومية، يكون هناك رقابة داخلية، بين التجار أنفسهم، ليش التاجر ما يحط مخافة الله بين عينيه قبل كل رقيب، والله لو كل تاجر التزم بالتعاليم الإسلامية كان ما صار هالغلاء الفاحش".

ويستطرق" لجان الحماية موجودة، بس بدنا حل جذري"، لافتا إلى الواقع الذي يمر به النازحون في ظل العدوان الإسرائيلي "بيكفي اللي بصير فينا".

هكذا يمر السوق، وهكذا يتلون كالحرباء، ويتساءل المواطنون: إذا كانت الوزارة تنشر بشكل دوري أسعار المنتجات فلماذا يستمر جشع التجار، واحتكار المواد، ورفع أسعارها، رغم أن التجار يتحصلون ربحا يكفيهم عن التمادي في معاناة الناس.

 

اخبار ذات صلة