كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024، تفاصيل مقترح قدمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للوسطاء بشأن محور نتساريم خلال محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت الصحيفة، إن "نتنياهو اقترح حفر خنادق تقطع محور نتساريم من الشمال إلى الجنوب لمنع مرور المركبات، وكلف فريق المفاوضات بعرض المُقترح في القاهرة رغم معارضة المفاوضين".
وأضافت أن "اقتراح نتنياهو رفض إسرائيليا كونه غير عملي ولن تقبله حماس أو الوسطاء".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "مقترح نتنياهو سيتضمّن عودة الأشخاص المدنيين مشيًا على الأقدام، أما السيارات التي تتطلّب العودة إلى الشمال سيتطلّب تفتيشها وتحويلها إلى الفحص أولًا".
وأوضحت أن "الجهات الأمنية ترى هذا المقترح غير عملي، حيث تم عرضه قبل أشهر لكن تم رفض عرضه مرارًا، لأنه سيخلق عبئًا كبيرًا على حركة الفلسطينيين من الشمال للجنوب والعكس، وسيخرّب السبب الذي أُنشئ من أجله ممر نيتساريم".
وأكدت الصحيفة أن "فريق التفاوض أبلغ نتنياهو بالفعل بأنه يعارض هذا الاقتراح بشدة، لكن نتنياهو أصر على تقديمه إلى الوسطاء، الذين رفضوه رفضا قاطعا، كما كان متوقعا".
وقالت "بعد إصرارٍ طويل على استحالة الانسحاب من نيتساريم، غيّر الجيش الإسرائيلي في شهر مارس الماضي رأيه، وقرّر أن الأولوية لعودة المختطفين بدلًا من مرور الأسلحة إلى شمال غزّة، فالشمال مُشبع أصلًا بالأسلحة تحت الأرض، وبعد ضغوطٍ شديدة، وافق نتنياهو على المقترح المصيري في شهر مايو الماضي، لكنه عاد وناقش الأمر وطالب أن يكون هناك آلية لعدم مرور المسلحين".
وشددت الصحيفة على أن نتنياهو يحاول وضع أعباء جديدة على المفاوضات، قد تؤدي إلى أشهر عقيمة من التفاوض، من خلال طلبه حفر خندق في نيتساريم.
ولفتت إلى أن "هناك أشخاص يقضون أوقاتًا طويلة ويستثمرون طاقاتٍ هائلة من أجل تفكيك المشكلات الموجودة في الصفقة، ويعتقدون أن هناك فروعًا تم حلها، وعقباتٍ تم تجاوزها، وبمجرّد أن يتم حل هذا البند، يأتي نتنياهو بعقبة أُخرى، ويخلق عقباتٍ جديدة من العدم".
وتابعت "مؤخرًا أرسلت حماس إجابة على مقترح بايدن، وهو ما اعتقد الجميع أنه يؤدي إلى تقدم مهم نحو التوصل إلى صفقة، ورأته المؤسسة الأمنية جيدًا، وبعد الاستمرار، جاءت "الرسالة التوضيحية" من نتنياهو، التي أرسلها إلى اجتماع روما، ما أدخل المفاوضات في دوامة عميقة".
بدورها قالت القناة 12 العبرية، إن محور نيتساريم له غرضيْن، الأوّل تحريك القوات والعتاد من شرق قطاع غزة إلى الغرب بشكل سريع لغرض مواصلة الغارات، وضبط ومنع عودة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله.
وأضافت أنه في الأيام الأخيرة، حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع المحور، لكن ذلك يأتي بثمن باهظ: يوم الجمعة، قُتل أربعة من جنود الاحتياط، ثلاثة في انفجار قنبلة ومقاتل آخر في مواجهة، وبالأمس قُتل مقاتل آخر بانفجار قنبلة في المحور.
وأشارت إلى أن المحور يمنع عودة السكان إلى شمال قطاع غزة، وهو ما تريده حماس أكثر من أي شيء آخر من أجل الحفاظ على مركز حكمها في مدينة غزة.
وتابعت "من ناحية أخرى، في الخطوط العريضة للصفقة المطروحة سيتعين على "إسرائيل" الانسحاب من الجزء الغربي من المحور في وقت مبكر من المرحلة الأولى من الصفقة، وهذا يعني أن السكان سيتمكنون من العودة إلى شمال قطاع غزة، وستبقى إسرائيل من دون ورقة مساومة في المرحلة الثانية، والجنود الذين يسيطرون على المحور سيكونون عرضة للهجمات.