قائمة الموقع

بالصور الرضيع أبو الجديان.. مرض شلل الأطفال ينهش جسده وعائلته تصرخ أنقذونا!

2024-08-28T16:33:00+03:00
الطفل عبد الرحمن أبو الجديان أصيب بـ شلل الأطفال في غزة.jfif
شمس نيوز - مطر الزق

تُمرر السيدة نفين أبو الجديان يدها اليمنى على رأس طفلها عبد الرحمن (11 شهرًا)، بينما تراقب بعينيها الباكيتين حركة جسده وأقدامه التي تراجعت بشكل لافت، وبينما تتساقط دموعها على قدمي نجلها فقد كانت حرارته عالية جدًا، ويتقيأ بين الفينة والأخرى، وهي تقول: "يا رب ترجع ثاني تمشي وتجري في الخيمة مثل أطفال العالم".

لكن السيدة نفين لم تدرك أن حقيقة مرضه ستكون مرعبة جدًا، فبعد نحو شهر من إصابته تواصل معها الفريق الطبي عبر الهاتف: "السيدة نفين أبو الجديان والدة الطفل عبد الرحمن"، لتجيبهم بسرعة: "نعم من أنتم؟"، ليردوا عليها بأنهم من وزارة الصحة وأن عينة نجلها الرضيع التي تم إرسالها إلى المملكة الأردنية الهاشمية أثبتت أن عبد الرحمن مصاب بمرض شلل الأطفال".

 

صمتت نفين برهة من الوقت بعدما أدارت عينيها في خيمتها الصغيرة غير مصدقة ما سمعته آذانها بشأن طفلها، "نعم، هل تأكدتم من ذلك؟"، "صحيح نتيجة العينات أثبتت إصابة عبد الرحمن بالمرض"، فورًا طلب الفريق الطبي تجهيز الطفل والأبناء جميعًا من أجل تطعيمهم.

سويعات قليلة حتى وصلت الفرق الطبية وطعمت الطفل عبد الرحمن وجميع أفراد الأسرة وبعض جيرانهم خشية من تفشي المرض بشكل سريع بين أطفال الخيام تقول: "شعرت بالرعب والخوف منذ أن علمت أن طفلي مصاب بشلل الأطفال وبدأت أفكر كثيرًا هل سيفقد طفلي الحركة؟ هل سيصاب بالشلل؟ ماذا أفعل؟ كيف أحمي أطفالي التسعة؟".

نفين أبو الجديان (35 عامًا) هي أمٌ لتسعة أطفال أصغرهم عبد الرحمن من شمال قطاع غزة تعرضوا كمئات الآلاف من أبناء شعبنا للنزوح بعد أسابيع من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

انتقلت أبو الجديان وأسرتها إلى مدينة دير البلح وبعد شهرين تقريبًا رحلت وسط تحذيرات الاحتلال الإسرائيلية للمناطق الوسطى إلى مدينة رفح علها تجد الأمن والأمان، لكن بعد نحو 4 أشهر اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رفح واضطرت للعودة إلى مدرسة المزرعة في دير البلح لكن الأمر لم يطل كثيرًا حتى نزحت إلى أحد المخيمات على شاطئ بحر الزوايدة.

تلفت أبو الجديان لمراسل "شمس نيوز" أن الحياة المعيشية داخل الخيام وعمليات النزوح الكثيرة وعدم نظافة المياه والطعام تسببت بإصابة طفلها عبد الرحمن بالمرض، وتعتقد بأن مياه الشرب التي يتم بيعها أو توزيعها على النازحين هي السبب الرئيسي بنسبة 90% لانتشار مرض شلل الأطفال.

وتتمنى أبو الجديان من منظمة الصحة العالمية أو العالم أجمع أن يتدخل فورًا لإنقاذ أطفال قطاع غزة من المرض الخطير الذي يتفشى بسرعة بين الأطفال تقول: "نريد فقط أن نعيش حياة كريمة مثل دول العالم أجمع نريد كرامة وعزة نريد أن نشعر بالحياة الجميلة، نريد أن يتعلم أطفالنا في المدارس والجامعات أن نذهب للأسواق والمحال التجارية والحدائق العامة نريد أن نعيش كما يعيش العالم، أمنيتنا الوحيدة هي وقف الحرب الإسرائيلية وإعادتنا إلى بيوتنا في شمال القطاع وإدخال العلاج والمساعدات".

 

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

 

تحذيرات أممية

 

وحذر مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من الانتشار السريع لشلل الأطفال الذي يهدد أطفال غزة الذين أصبحوا ضعفاء بسبب النزوح والحرمان وسوء التغذية.

ودعا بوريل في تصريح صحفي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا لمدة 3 أيام في قطاع غزة، لتمكين اليونيسف والصحة العالمية من إجراء تطعيمات شلل الأطفال.

يُذكر أن الفترة الماضية هي الأقل حجما في دخول المساعدات إلى قطاع غزة بسبب العراقيل التي تفرضها دولة الاحتلال الإسرائيلي، في إطار سياسة التجويع التي تنتهجها ضد المواطنين الأبرياء في القطاع.

وتحول قوات الاحتلال الإسرائيلي دون إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وحتى المساعدات من منفذ كرم أبو سالم بشكل مؤقت، وتعمل دولة الاحتلال جاهدة على تقليص أعداد الشاحنات الداخلة إلى القطاع بشكل يومي.

وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة وصول مليون و260 ألف جرعة تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال إلى القطاع، وأوضحت في بيان لها يوم الأحد الماضي أنه "يجري التجهيز لإطلاق الحملة بالتنسيق مع الشركاء (لم تذكرهم)".

كما ولم تعلن الوزارة، التي طالبت سابقًا بوقف إطلاق النار في القطاع لتمكينها من إعطاء التطعيم للأطفال، عن موعد البدء بتنفيذ حملة التطعيم.

والجمعة، أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن "قلقه البالغ إزاء تأكيد إصابة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر بمرض شلل الأطفال بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة".

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها "بدأوا على الفور العمل على جمع ونقل عينات البراز للطفل، لفحصها في مختبر معتمد لدى منظمة الصحة العالمية في المنطقة".

وأوضح أن حالة الطفل المصاب بشلل أسفل ساقه اليسرى مستقرة، وأنه "نظرًا لارتفاع خطر الإصابة بالمرض في غزة ومحيطها فقد قررت وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة تنفيذ حملة تطعيم على مرحلتين لوقف انتقال الفيروس".

كما أشار إلى أن آلاف الأشخاص لا يزالون ينزحون قسرًا في منطقتي خانيونس ودير البلح بسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي تصدرها قوات الاحتلال الإسرائيلية، وبالتالي هناك خطر الإصابة بشلل الأطفال.

 

ما هو شلل الأطفال؟

إن شلل الأطفال يصيب الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.

إلى ذلك، تنبه المؤسسات ذات الصلة في الأمم المتحدة من أنه "طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض".

وكمحاولة لتجنب تفشي المرض بشكل كبير، تستعد منظمات الإغاثة المحلية في عموم القطاع، والعاملون الصحيون المحليون، لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل في الأسابيع المقبلة، وفي أقرب فرصة".

وتشدد هذه المنظمات في دعواتها المتكررة، خاصة في الآونة الأخيرة، على أن "خطط التطعيم الطموحة سيكون من المستحيل تنفيذها دون وقف القتال"، وهو الأمر الذي يعاني منه موظفو تسليم المواد الغذائية وإمدادات الإغاثة الأخرى منذ أشهر.

يذكر أنه قبل 7 أكتوبر، بداية الحرب الإسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، كان يتم تطعيم 99 بالمائة من سكان غزة ضد شلل الأطفال، وتم القضاء على شلل الأطفال في عموم القطاع قبل 25 عامًا، لكن التطعيمات انخفضت بعد اندلاع الحرب ليصبح القطاع أرضًا خصبة للفيروس حيث مئات الآلاف من الأهالي النازحين في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

 







 

اخبار ذات صلة