قائمة الموقع

خبر "شمس نيوز" تكشف عن سفر آلاف الغزيين عبر "إيرز".. فهل يصبح بديلا لـ"رفح"؟

2015-05-20T08:37:34+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

"مرضى وحالات إنسانية وطلاب ورجال أعمال".. وغيرهم الكثير من سكان قطاع غزة، بحاجة ماسة للسفر خارج البلاد، إلا أن دولة مصر تصر على إغلاق منفذهم الوحيد، معبر رفح البري، ليبحث هؤلاء عن منافذ أخرى للخروج من تلك الأزمة التي أعاقت الكثيرين دون وجود أي منفذ سوى معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع، والذي يُعتبر "مصيدة" لأهالي غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

فمن المعروف أن معبر "إيرز" يتم من خلاله اعتقال وابتزاز الفلسطينيين واحتجاز عشرات التجار لدى الاحتلال (الإسرائيلي)، الذي يسيطر على المعبر بشكلٍ كامل، الأمر الذي وقف عائقا أمام معظم المواطنين، خشية من الاعتقال أو المساومة من قبل مخابرات الاحتلال.

ويقع معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة، وهو مخصص للمشاة والحمولات وتحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويستخدم حالياً لنقل المرضى والمصابين للعلاج في الأردن أو إسرائيل أو الضفة الغربية، يعبر من خلاله الدبلوماسيون والبعثات الأجنبية والصحفيون والعمال والتجار الفلسطينيون وغيرهم ممن يملكون تصاريح للعبور إلى إسرائيل، وتغلقه السلطات الإسرائيلية من فترة إلى أخرى.

حركة نشطة

وفي ظل استمرار السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح البري، بدأت تظهر حركة نشطة للمسافرين عبر معبر "إيرز"، حيث أفادت إحصائية صادرة عن معبر بيت حانون أن حركة المسافرين في المعبر الإسرائيلي سجلت قبل يومين 1639 ما بين قادمين ومغادرين من بينهم أجانب وعرب الداخل وأهالي القطاع.

وأوضحت الإحصائية وصول 691 مواطنا قادمين من الأراضي المحتلة ومغادرة 802 مواطنا، مبينةً إرجاع 23 مواطنا من أصحاب الحالات الإنسانية إلى قطاع غزة وعدم السماح لهم بالسفر، فيما دخل القطاع 62 أجنبيا عبر "إيرز" بينما غادر 41 آخرون أراضي القطاع.

لا نعاني

"شمس نيوز" التقت بعدد من العائلات المسافرة عبر معبر "إيرز"، لتوضح عائلة السيد- ع. أبو رمضان، أنهم أرادوا السفر إلى تركيا بعد تخرج ابنتهم مرحلة البكالوريوس (قسم الهندسة)، وذلك من أجل استكمال دراسة الماجستير هناك، إضافة إلى أخذ فترة من السياحة هناك.

وقال أبو رمضان لـ"شمس نيوز": كنا نرغب بالسفر عبر معبر رفح بعيداً عن الاحتلال وأساليبه المستفزة، لكن للأسف بقي المعبر مغلقاً"، لافتاً إلى أن الجامعة راسلت ابنتهم العديد من المرات،" وقالوا لها إنها قد تفقد مقعدها في حال عدم التزامها بالحضور".

وأضاف: نظرا لحاجتنا الماسة للسفر اضطررنا للتواصل مع أحد معارفنا بالسلطة الفلسطينية في رام الله، من أجل التنسيق لنا للحصول على موافقة للسفر عبر "إيرز"، مبيّناً أنهم تفاجئوا بسرعة الموافقة على سفر ابنته ووالدتها وأختها وزوج أختها.

وأوضح أبو رمضان أنه في مدة لا تتجاوز اليومين خرجت تصاريحهم، لافتاً إلى أنهم لم يعانوا الذل خلال توجهم لمعبر بيت حانون، كالذي عانوه في معبر رفح في سفرياتهم السابقة، على حد تعبيره.

أما السيدة م. برزق فبينت لـ"شمس نيوز" أن عائلتها من القدس ولم ترهم منذ 15 عاماً، وهي تحاول عبر هذه السنين السفر إليهم دون فائدة.

وأوضحت برزق أنه بسبب إغلاق معبر رفح لم تتمكن من السفر، مضيفة: كنت أنوي الاجتماع مع أسرتي في الأردن ولكن اضطررت إلى التسجيل للسفر إلى القدس عبر معبر إيرز مباشرة".

وتابعت: كانت أول رحلة لي مباشرة بعد أسبوع فقط من التسجيل، حيث حصلت على موافقة بالسفر، ومكثت في القدس ما يزيد عن الشهر عند أهلي وأحبتي"، مشيرة إلى أنها بعد عودتها إلى غزة سافرت مرات أخرى عبر إيرز إلى القدس مباشرة دون أي معاناة.

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح الحدودي لفترات طويلة، بحجة الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، دون الالتفات إلى مُعاناة سكان القطاع من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية.

ليس بديلاً

من جهته، أكد مدير عام المعابر في حكومة غزة السابقة ماهر أبو صبحة أن هناك ازديادا في أعداد المسافرين عبر معبر بيت حانون، إلا أنه استبعد في الوقت ذاته أن يصبح بديلاً عن معبر رفح البري.

وقال أبو صبحة لـ"شمس نيوز": صحيح أن هناك زيادة في أعداد المسافرين خلال الأيام الماضية، حيث غادر قبل ثلاثة أيام 2200 شخص و700 شخص قدموا إلى القطاع، لكن لا يمكن أن يكون بديلا عن معبر رفح المغلق منذ فترة، ولا نقبل بأن يصير بديلا".

وأشار إلى أن معظم من يسافرون عبر "إيرز" يتبعون لمؤسسات دولية وأجنبية زائرين لقطاع غزة ومن فلسطيني الداخل، مستدركاً في حديثه: لكن الجانب الإسرائيلي لا يسمح بدخول معظم أبناء قطاع غزة من معبر بيت حانون".

ولفت مدير عام المعابر في حكومة غزة إلى أن الاحتلال يستغل المعبر للابتزاز ومساومة المرضى والطلاب، "وحتى التجار يبتز حاجتهم ويساومهم على العمالة، لذلك لا نحبذ سفر المواطنين من إيرز" حسب قول أبو صبحة.

ليس لكل المواطنين

أما نظمي مهنا، مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية، فذكر أن معبر "بيت حانون" مخصص لسفر بعض الحالات الخاصة، وليس لجميع فئات المواطنين، لافتاً إلى أن هناك آلاف المواطنين يرغبون بالسفر من قطاع غزة للخارج، ولم يحالفهم الحظ.

وأكد مهنا لـ"شمس نيوز" أن هناك عشرات ومئات الحالات تغادر يومياً قطاع غزة عن طريق معبر إيرز، بسبب إغلاق معبر رفح المربوط بجمهورية مصر العربية.

وقال: معبر إيرز مفتوح منذ عشرات السنين وهو للمضطرين إلى السفر كالطلاب والمرضى ورجال الأعمال"، مشدداً على أنه لا يغني عن معبر رفح الذي يعد معبر قطاع غزة الأول.

 

اخبار ذات صلة