أعلن الهستدروت (اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل)، مساء اليوم الأحد، 01 سبتمبر 2024، إضرابا اقتصاديا شاملا في "إسرائيل"، غدا الإثنين.
جاء ذلك بعد مداولات بحث خلالها اتّخاذ هذه الخطوة، تلبية لدعوة منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو ودفعها إلى إبرام صفقة تبادل أسرى.
يأتي ذلك في أعقاب العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين في نفق جنوبي قطاع غزة، وسط تقديرات إسرائيلية بأنهم قتلوا في اليومين الماضيين، علما بأنه كان من المفترض أن يتم الإفراج عن بعضهم في صفقة تبادل الأسرى المقترحة بين "إسرائيل" وحركة حماس والتي تعطلها حكومة نتنياهو.
وبحسب موقع والا العبري، فإنها خطوة غير مسبوقة لم تحدث منذ 7 أكتوبر، وآخر مرة حدث فيها ذلك كانت في مارس 2023 بعد أن حاول نتنياهو إقالة وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت.
وقال رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد: "لم يعد من الممكن الوقوف مكتوف الأيدي.. لا بد من التوصل إلى اتفاق.. الصفقة أهم من أي شيء آخر".
وأضاف، "الإضراب سيكون ليوم غد وسننظر غدا فيما إذا كنا سنمدده.. قررت بكل قوة وإيمان: الوقوف إلى جانب عوائل الأسرى.. حان الوقت لإعادتهم".
وتابع، "قررنا تنفيذ إضراب عام في الاقتصاد غدًا، تدخلنا وحده يمكن أن يحدث تغيير في قضية الأسرى".
وفي وقت سابق اليوم، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد أفادت بأن الهستدروت سيتخذ قراره خلال الساعات المقبلة بشأن الدعوة إلى الإضراب العام؛ فيما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الهستدروت، أرنون بار دافيد، دعا عائلات الأسرى إلى اجتماع عاجل في مكتبه، مع تزايد الدعوات لتعطيل الاقتصاد الإسرائيلي الليلة وغدا.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول رفيع في قطاع الأعمال أن "الأعداد في الشوارع هي ما سيحدد (إذا ما كان سيتم الإعلان عن إضراب عام). إذا كان هناك عدة آلاف في الشوارع الليلة، فإن فرصة الإضراب سترتفع.
وفي الاجتماع الطارئ الليلة، سيشارك المئات من كبار رجال الأعمال وكبار المستثمرين في قطاع الهايتك ورؤساء البلديات ومديرو المستشفيات. قرارنا سيتأثر بما سيحدث في الشوارع الليلة".
وفي هذه الأثناء، أعلنت العشرات من المصالح التجارية المهمة في إسرائيل عن مشاركتها في النشاط الاحتجاجي الذي تدعو إليه عائلات الأسرى للضغط على حكومة نتنياهو، عبر تعطيل أنشطتها الاقتصادية الليلة، وسط ترقب لقرار الهستدروت ومنتدى الأعمال في إسرائيل بشأن إمكانية إعلان الإضراب العام في الأنشطة الاقتصادية غدا.
وأعلنت إدارة "سارونا ماركيت"، الذي تمتلكه مجموعة "بيغ" و"ميغا أور"، دعمها الكامل للأعمال التجارية التي تختار الإغلاق مساء اليوم بين الساعة 18:00 و22:00، تضامنًا مع أسر الأسرى. وجاء في بيان للإدارة: "بناءً على المعلومات الصادمة التي ظهرت في الساعات الأخيرة، والتي تفيد بأن تخلي دولة إسرائيل عن الأسرى أدى إلى مقتلهم، نعرب عن تعازينا العميقة وندعم الأسر والعائلات التي فقدت أعز ما لديها".
في السياق ذاته، انتقد رئيس منظمة المعلمين، ران إيرز، حكومة نتنياهو خلال مؤتمر صحفي، متهمًا إياها بالتخلي عن الأسرى وتركهم في ما وصفه بـ"الجحيم". وأضاف إيرز: "الحكومة قررت التضحية بالأسرى لصالح الحفاظ على الموقف العسكري في محور فيلادلفيا".
وأكد على استعداد منظمة المعلمين لتنفيذ إضراب طويل الأمد من أجل دعم قضية الأسرى، مُشيرًا إلى أن قادة الحكومة يتخذون قرارات تتعلق بحياة الأسرى في إطار سياسة تتعلق بالحفاظ على هذا السيطرة على محور فيلادلفيا.
وفي ذات السياق، أعلن رئيس بلدية غيفعتايم، ران كونيك، عن إضراب عام في البلدية يوم غد، الإثنين، مؤكدًا وقف استقبال الجمهور"، وأن "عشرات الموظفين مع ممثلين عن طلاب المدارس الثانوية سيتوجهون إلى مقر منتدى عائلات الأسرى للتعبير عن دعمها"، ودعا رؤساء البلديات الأخرى إلى الانضمام إلى هذه الخطوة، قائلاً: "يجب إعادة الأسرى فورًا. نظرية الضغط العسكري لإعادة الأسرى أحياء قد فشلت، ولا مكان لمزيد من التبريرات".
يشار إلى أن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قد دعا في مكالمة هاتفية مع رئيس الهستدروت إلى الإضراب العام.