شهدت الضفة الغربية "بما فيها الجزء الشرقي من مدينة القدس" وقطاع غزة، 327 جريمة واعتداء على الحريات الإعلامية، خلال النصف الأول من العام الجاري، وفق المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى".
وقال مركز "مدى" في تقرير أصدره اليوم الأربعاء، إن ارتفاعا كبيراً قد طرأ على عدد الانتهاكات التي رصدها المركز خلال النصف الأول من العام 2024، مقارنة بما كانت عليه خلال النصف الأول من العام الماضي 2023، وبلغ هذا الارتفاع ما نسبته 40%.
وأوضح المركز أن السبب الرئيسي في هذا الارتفاع يعود إلى الارتفاع الكبير في أعداد الجرائم التي ارتكبتها سلطات وقوات الاحتلال، ضد الحريات الإعلامية منذ أن بدأت حرب الإبادة على قطاع غزة، وفي مقدمتها جرائم قتل الصحفيين.
وارتكب الاحتلال خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي، العدد الأكبر من الاعتداءات والبالغ 318 اعتداء بنسبة 97% من مجمل الانتهاكات الموثقة، وجاءت مرتفعة بنسبة 36% عن الاعتداءات الموثقة خلال ذات الفترة من العام الماضي وفق التقرير.
وأشار إلى أن الانتهاكات توزعت على 217 انتهاكات في الضفة الغربية و101 جريمة واعتداء وقعت في قطاع غزة منها قتل 47 صحفي.
وبين التقرير أن الاعتداءات التي وقعت ضمن 17 نوعًا، وأخطرها جرائم القتل في صفوف الصحفيين والصحفيات، مشيرًا إلى أنها ارتفعت بشكل كبير خلال النصف الأول من العام الجاري.
وذكر مركز "مدى" أن الجرائم ضد الصحفيين هدفت لإرهابهم وإبعادهم عن الميدان، ووقع معظمها بأوامر وتحريض من أعلى المستويات الصهيونية.
وأضاف: "استشهد 47 صحفي وصحفية، وأصيب العشرات منهم بالرصاص والأعيرة النارية أو بشظايا صواريخ الحرب، إضافة لارتكاب الأنواع المختلفة من الانتهاكات في الضفة الغربية خلال تغطية الصحفيين والطواقم الإعلامية الفعاليات المناهضة للحرب أو الناتجة عن تغطية الاعتداءات على المواطنين في المناطق التي تتمركز فيها المقاومة بنسب أعلى من غيرها".
وأشار التقرير إلى انخفاض ملحوظ في أعداد الانتهاكات الفلسطينية، والتي وقعت ضمن 6 أنواع سواء كان في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.
ووثّق مركز "مدى" ما مجموعه 9 اعتداءات ارتكبتها جهات فلسطينية في الضفة الغربية، في حين لم يوثق أي اعتداء على الحريات الإعلامية في قطاع غزة نتيجة لاستمرار الحرب، مقابل 30 انتهاكًا وثقت خلال
ذات الفترة من العام السابق 2023، ما يعني أن الانتهاكات الفلسطينية قد انخفضت بما نسبته 70% عن العام الماضي.
وأوضح المركز أنه لم يوثّق أية اعتداءات في أعداد الانتهاكات المرتكبة من شركات ومنصات التواصل الاجتماعي ضد الحريات الإعلامية في فلسطين؛ نتيجة لانصراف أنظار الصحفيين للانتهاكات الأشد خطورة التي ارتكبتها الجهات الصهيونية وعلى الأخص جرائم قتل الصحفيين.