غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"الخلايا الشمسية" .. شريان غزة الأخير في مواجهة انقطاع الكهرباء زمن الإبادة

شمس نيوز - خالد الشرباصي

تصطف خلايا الطاقة الشمسية كلوحةٍ فنية، في ترتيبٍ متتابعٍ، متعامدةً مع أشعة الشمس الملتهبة، على ألواحِ خشبية، يمتد منها سلكٌ كهربائيٌّ، يصل إلى خيمةِ النازح "بشير"، الذي اتخذ منها مصدراً أساسياً للرزق، في ظل انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ودخولها الشهر الثاني عشر توالياً.       

وأضحت ألواح الطاقة الشمسية في قطاع غزة عصباً وشرياناً رئيسياً للحياة لدى سكان قطاع غزة، لتوفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية والاحتياجات اليومية، بعد تدمير الاحتلال محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع خلال عدوانه المستمر منذ السابع من أكتوبر. 

أمام هذه الحالة، اتجه النازح "بشير الأسمر"، إلى افتتاح مشروعٍ الطاقة الشمسية؛ لتُلبي احتياجات النازحين اليومية، خاصة شحن الهواتف المحمولة التي أصبحت وسيلة التواصل الأساسية مع العالم الخارجي، إذ ابتاع ثلاثة خلايا خلال الحرب، واتخذها مصدراً أساسياً للرزق وإعالة أسرته، بعد أن مسيرة نزوح طويلة فقد على إثرها عمله وانعدمت سبل الحياة.

على باب الخيمة، علَّق "الأسمر" لافتة إعلانية كتب عليها "متوفر لدينا خدمة شحن الجوالات من الساعة الثامنة صباحاً حتى العصر"، رآها الشاب العشريني "أحمد"، الذي جاء مُبكِّراً ليحجز دوراً لشحن هاتفه، ولحسن حظه كان ضمن "الفريق الأول" حيث حمل جواله رقم "9"، في حين لم يسعف الحظُّ "محسن" لانشغال الشحن بعشرات الجوال وبُطء التيار وانقطاعه ما بين غيمة وأخرى.

يطمح "الأسمر" لتوسيع مشروعه الصغير ليشمل خدمات أخرى مثل: "المياه المثلجة، وحفظ الأطعمة بالتجميد ونحوها"، لكن الأوضاع المأساوية والفقر المدقع وغلاء الأسعار لم تدع له مجالاً لذلك، يقول لمراسل "شمس نيوز": "أسعار خلايا الطاقة الشمسية ارتفع بشكل جنوني ووصل إلى خمسة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب، فالخلية الواحدة كان سعرها 200 شيكل (53.3$) قبل الحرب والآن أصبح سعرها بـ 2000 شيكل (533.3$)!".

أما عن طبيعة الأسعار، فأبدى حرصه على عدم رفع أسعار الشحن رغم تكلفة المشروع الكبيرة، وذلك تماشياً مع أحوال الناس وظروفها "الجوال بشيكل.. ما رضينا نغلي.. الله يعين الناس على حملها وحالها".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

"أبو عوني كحيل"، الجار الأقرب للخيمة، حريصٌ على شحن جواله بانتظام، فلديه -كما معظم النازحين- حاجات لإبقاء الجوال قيد العمل، فمتابعة الأخبار والاطمئنان على الأهل والأصدقاء جزءٌ أصيلٌ من عمل الجوال طوال النهار..

يقول لمراسلنا: "توفر الطاقة الشمسية في المخيم يعتبر شريان مهم لتوفير شحن الجولات.. ريحة البر ولا عدمه".

أما النازح "أبو شكري غريب"، فقد أحضر جواله والباور power الخاص بتخزين الشحنات، فلا يرغب بانقطاع كونه طبيباً يعمل على بند الطوارئ منذ عام على الحرب، يوضح لمراسل "شمس نيوز": "خلف كل دقيقة شحن حالة طوارئ تنتظر في أي لحظة".

إضافةً إلى ذلك، تستخدم الطاقة الشمسية في شحن البطاريات التي يستخدمها النازحون وسيلةً للإنارة، وحفظ الأطعمة المتوفرة مثلجةً، في ظل واقع النزوح. 

وفي زمن الإبادة.. يعتمد أهالي القطاع على مصدر الطاقة الشمسية اعتماداً أساسياً ورئيسياً، ويعتبرونه مدًا للإنارة وحبلًا لبقاء اتصالهم وتواصلهم واطلاعهم على العالم مِن حولهم، وأضحى وجود هذه الطاقة أكبر من مجرد خلايا تلسعها أشعة الشمس دون جدوى.