أكد الدكتور قاسم حدرج مستشار في العلاقات الدولية، أن استهداف القوات اليمنية المسلحة عاصمة "الكيان" -تل أبيب- بصاروخ بالستي فرط صوتي حقق أهدافًا عدة ووضع سياسة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ضد محور المقاومة في مأزق حقيقي أمام المجتمع الصهيوني لا سيما المعارضة.
ويعتقد حدرج في حوار خاص مع وكالة "شمس نيوز"، بأن صاروخ القوات اليمنية أصاب هدفه العسكري بدقة وأصاب أهدافًا سياسية عدة أبرزها أن سياسة نتنياهو بضرب محور المقاومة لمساندته فلسطين فشلت فشلًا ذريعًا.
وقال: "عندما استهدف جيش الاحتلال بلاد المحور من ميناء الحديدة في اليمن إلى العاصمة الإيرانية طهران حتى جنوب لبنان ضمن حملة أطلق عليها "اليد الطويلة" أخرت جبهات المقاومة ردها على الجريمة الإسرائيلي ضمن تكتيك مدروس واستغل نتنياهو هذا التأخير للترويج بنجاح سياسته الردعية؛ لكن الرد اليمني اليوم دمر هذه النظرية بالكامل".
وحمل الرد اليمني كما يرى حدرج رسالة قوية وقاسية لـ"إسرائيل" أهمها بأن محور المقاومة ما زال يمتلك القدرات والامكانيات والشجاعة للاستمرار في دعم المقاومة في فلسطين مستدلًا على رؤيته بالوعد الذي قطعته القوات اليمنية باستمرار الهجمات ورفع وتيرتها مع اقتراب الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى.
وأشار مستشار العلاقات الدولية إلى أنه رغم تعاظم المواجهة مع العدو الإسرائيلي وخروج المواجهة من الجغرافيا الفلسطينية إلى حد المواجهة المباشرة مع القوى العظمى المساندة لها؛ إلا أن جبهات محور المقاومة لم تصاب بالوهن ولا بالضعف ولا بالتراجع بعد مرور عام على حرب الإبادة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أنه الصاروخ اليمني الذي حقق هدفه المنشود وجه لطمة للقادة العسكريين الإسرائيليين وحلفائهم في المنطقة ويتمثل ذلك كما يعتقد المستشار حدرج بأن جميع الأنظمة الدفاعية الجوية للكيان وحلفائه عاجزة عن الوقوف بوجه صاروخ واحد، متسائلًا "كيف لو أمطرت إيران واليمن ولبنان مئات بل آلاف الصواريخ والمسيرات عشية مصادقة "الكابينت" على خطة لتوسيع الحرب في الجبهة الشمالية والتسريبات الأميركية حول انتقال قوات يمنية برية إلى سوريا لمؤازرة حزب الله".
ولم ينسَ مستشار العلاقات الدولية بان الصاروخ اليمني وجه ضربة قاسية لعصابة نتنياهو بأن محور المقاومة هو جسد واحد ينبض بـ"قلب فلسطين" ويقول: "إن المواجهة لن تكون مع ضلع واحد بل مع المحور مجتمعا فهل تتحمل "إسرائيل" الإقدام على هذه المغامرة الانتحارية وهي تشهد انسحابا للقطع البحرية الأمريكية".
ومن الناحية السياسية للمشهد الداخلي الإسرائيلي أشار حدرج، إلى أن هذه الضربة وضعت نتنياهو أمام مقصلة معارضيه ففي الوقت الذي يعد فيه بإعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال اهتز أمنه في القلب وظهر عاجزا عن حماية مستوطنيه في العاصمة المحصنة وبالتالي فمن المتوقع أن يزداد الضغط على نتنياهو من كافة الجهات لإجباره على الرضوخ لصفقة تكن للمقاومة فيها اليد العليا.
ولفت إلى أن الأهم في الاستهداف اليمني هو التوقيت قائلًا: "إن الضربة أتت بالتزامن مع وصول الموفد الرئاسي الأميركي إلى "تل أبيب"؛ لنقل رسالة تحذير إلى نتنياهو بأنه سيتحمل لوحده نتيجة أية مغامرة غير محسوبة".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وعن السيناريو المتوقع بعد كل تلك المعطيات رجح مستشار العلاقات الدولية إلى أن نتنياهو قد يبتلع الضربة كما ابتلع من قبلها الرد الإيراني واللبناني، وسيبقى على حالة المراوحة بين الميدانين الفلسطيني واللبناني بانتظار تبدل الإدارة الأميركية.
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفذتِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ من خلالِها هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا في فلسطينَ المحتلة، مستخدمة صاروخٍ باليستيٍّ جديدٍ فرطِ صوتيٍّ نجحَ في الوصولِ إلى هدفِه وأخفقتْ دفاعاتُ العدوِّ في اعتراضِه والتصدي له، إذ قطعَ الصاروخ مسافةً تقدرُ بـ 2040 كم في غضونِ 11 دقيقةً ونصفِ الدقيقة، ما سبب حالةٍ من الخوفِ والهلعِ في أوساطِ الصهاينةِ حيث توجهَ أكثرَ من مِليوني صهيونيٍّ إلى الملاجئِ وذلك لأولِ مرةٍ في تاريخِ العدوِّ الإسرائيلي.
واعترفت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 9 إسرائيليين أثناء هروبهم إلى الملاجئ، وسقوط شظايا الصاروخ الإعتراضي صوب منطقة مفتوحة في "تل أبيب".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن منظومتي القبة الحديدية والسهم، فشلتا في محاولات اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلق من اليمن.
اخترنا لكم: مع بداية العام الجديد.. قطاع غزة بلا مقاعد دراسية ولا طلاب