غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"موسم الزيتون".. لا زيت يضيء ولا أمان لقطفه في "هذا البلد الأمين"

موسم الزيتون.jpg
شمس نيوز - خالد الشرباصي

غابت طقوس موسم "قطف الزيتون" للعام الثاني على التوالي في قطاع غزة نتيجة حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" منذ السابع من أكتوبر (عام 2023).

وعادة ما يشهد موسم "قطف الزيتون" كل عام طقوسًا خاصة، إذ تجتمع العائلات الغزيَّة منذ الصباح الباكر متجهة إلى أراضيهم الزراعية لقطف ثمار أشجار الزيتون، ويتناولون قبل بداية أعمالهم الفطور الشهير "الدقة والزيت والزيتون".

وترافق الدبكة والكوفية الفلسطينية والأناشيد الشعبية أعمالهم في "قطف الزيتون"؛ لكن هذه العام اختفت كل تلك المظاهر الجميلة وحلت مكانها مظاهر الهم والألم والخوف، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة والتي دمرت آلاف الدنمات من الأراضي الزراعية.

وهناك نحو 33 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون في قطاع غزة؛ لتنتج سنويًا نحو 23 ألف طن من الزيتون، وفقًا لإحصائيات ما قبل الحرب التي أصدرتها وزارة الزراعة.

وأمام خيمة على شاطئ البحر غرب دير البلح، يجلس المسن أبو عوني حجازي واضعًا كفه على جبينه وهو ينظر بحسرة وألم على أمواج البحر، يقول: "لقد أُصيب قلبي بغصة وألم شديد منذ فارقت منزلي في الشجاعية، واليوم تزداد الغصة بسبب موسم قطف الزيتون".

ويُعد موسم الزيتون للمسن حجازي واحدًا من أكثر المواسم الجميلة التي تلتأم فيها العائلة كل عام، مشيرًا إلى أن موسم الزيتون فتح في قلبي جرح عميق وحزن كبير لقد اختفت كل تلك المظاهر الاجتماعية منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأضاف أبو عوني: "في مثل هذا الوقت تكون العائلة مجتمعة ويصدح أبناء العائلة بالأهازيج الفلسطينية الشعبية في حالة من الفرحة والسرور"، مبينًا أنه يملك وأسرته مساحة تصل إلى 2 دنم مزروعة بـ ثلاثين شجرة زيتون وأشجار أخرى".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

ويعتني حجازي بأشجار الزيتون كثيرًا مشددًا على أن الشجرة لها ارتباط دون غيرها من الأشجار بالوطن والدين فهي ذات أغصان عميقة في الأرض، وشجرة مباركة في القرآن الكريم، لذلك أعتني بهذه الأشجار مذ كان طفلًا.

وينتج شجر الزيتون للمسن حجازي كمية كبيرة من حبات الزيتون إذ يقول: "كنت أقسم الزيتون إلى نصفين، نصف للتخزين وآخر للزيت، ويكفيني هذا الإنتاج لعام قادم".

وعلى مقربة من المسن حجازي يجلس المزارع "أبو محمد المصري" تحت شمسية صغيرة تقيه من أشعة الشمس، يقول: "عندما سمعتكم تتحدثون عن موسم الزيتون أُصبت في مقتل، وعُدت بذاكرتي لألوراء كثيرًا ولم أجد سوى الدموع تذرف من عيوني".

ويصف المصري شجرة الزيتون، بأنها عماد كل بيت فلسطيني، وهي بركة هذه الأرض، وتعتبر روح الانسان"، أما الأرض فهي قلب المزارع الذي ينبض بالحياة.

وترتفع نبرة المصري خلال حديثه لمراسل "شمس نيوز"، وهو يقول: "والله لو ندرك أن الحرب ستستمر أكثر من شهرين لما خرجنا من أرضنا وديارنا وكان قتلنا على ترابها بدلًا من هذا الوضع الصعب".

وعلى مقربة من سوق معسكر دير البلح التقى مراسلنا، بالمواطن أبو أحمد النباهين الذي تفقد زوايا السوق بحثًا عن الزيتون، إذ يقول: "كمية الزيتون المتوفرة في الأسواق لا تكفي لمدة شهر من الاستهلاك علاوة على ذلك أسعارها مرتفعة وجودتها رديئة أيضًا".

ويعتقد المواطن النباهين بأن موسم الزيتون مهم جدًا بالنسبة للفلسطينيين وهو أحد أعمدة الاقتصاد لديهم، مؤكدًا بأن الموسم يوفر سنويًا فرص عمل للعديد من الفئات بدء من مرحلة القطف مرورًا بمرحلة عصر الزيتون والتغليف حتى بيعه".