غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مؤرخ عسكري إسرائيلي: الجيش الإسرائيلي يعمل كمليشيا

شمس نيوز - متابعة

كشف المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين عن الأسباب التي أدت إلى الفشل العسكري الكبير الذي وقع في السابع من أكتوبر الماضي، والذي وصفه بأنه "أكبر فشل في تاريخ إسرائيل"، معتبراً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يعمل كمليشيا، وذلك في تذكير لخلفية تشكيل هذا الجيش من عصابات إسرائيلية مثل الهاغاناة والشتيرن، والتي مارست أعمالاً إرهابية تسببت في تهجير الفلسطينيين عام 1948.

وأكد ميلشتاين -الذي لطالما كان منتقداً شرساً لمؤسسة "الجيش" الإسرائيلية- ، في مقابلة مع صحيفة معاريف العبرية، أن الإخفاقات التي حذر منها على مدى سنوات عديدة قد تجمعت لتؤدي إلى هذا الحدث المدمر.

وقال: "إن الجيش الإسرائيلي بدأ كمليشيا وما زال يعاني من هذا الإرث حتى اليوم، وإن إسرائيل لم تطور جيشاً محترفاً حقيقياً".

وأضاف: "لم أفاجأ بما حدث، لقد حذرت لسنوات من أوجه القصور في الجيش الإسرائيلي وثقافته العسكرية، وهذا الفشل كان نتيجة حتمية لتجاهل تلك التحذيرات".

وتابع: "لا يزال الجيش يعتمد بشكل كبير على الوحدات الخاصة ذات المستوى العالي، لكن على مستوى الجيش العام ما زلنا نعمل كمليشيا".

وانتقد ميلشتاين الفجوة الكبيرة بين الأداء التكتيكي للجنود والقيادة الإستراتيجية، مشيراً إلى أن الأداء الجيد على المستوى التكتيكي لم يكن كافياً لتعويض غياب التخطيط الإستراتيجي، وأن "الجنود نجحوا في المواجهة المباشرة، لكن غياب التفكير الإستراتيجي أدى إلى عدم الجاهزية لحرب شاملة". -حسب قوله-.

وأكد أن هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى طبيعة جيش الاحتلال منذ نشأته، وقال "كان يجب على قادة الجيش أن يدركوا أن التحضير للحرب لا يتعلق فقط بإدارة المعارك الصغيرة، بل بالتفكير في إستراتيجيات شاملة".

وأشار ميلشتاين إلى مشكلة أخرى في القيادة جيش الاحتلال تتمثل بغياب الشفافية في تفسير ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مطالباً رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي ومدير المخابرات العسكرية المتقاعد أهارون هاليفا بالخروج إلى العلن لتقديم توضيحات بشأن ما جرى، لأن عدم وضوح القيادة أدى إلى انتشار نظريات المؤامرة بين الجمهور.

وقال: "هناك روايات متداولة بشأن تخطيط الحكومة لفشل صغير يسمح لحماس بالاختراق كجزء من خطة لاحتواء الصراع، وأن الفشل كان جزءاً من خطة لجعل حماس تقوم باختراق محدود يمكن احتواؤه بسرعة، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة" -حسب زعمه-.

وأوضح أنه كان "يجب على هرتسي هاليفي أن يمثل أمام الجمهور ويشرح ماذا حدث ولماذا اتخذت تلك القرارات الخاطئة".

وإلى جانب النقد العسكري وجه ميلشتاين انتقاداته إلى النظام السياسي في كيان الاحتلال، مشيراً إلى أن الثقافة الحزبية التي ترسخت منذ تأسيس كيان الاحتلال كانت من العوامل التي أسهمت في هذا الفشل.

وأوضح أن "إسرائيل تأسست على يد حزب واحد هو ماباي فقط، وتلك الثقافة الحزبية أدت إلى تحويل الخصوم السياسيين إلى أعداء داخليين، مما أضعف تركيز البلاد على التحديات الأمنية الحقيقية"، مشيراً إلى أن هذا النهج أثر بشكل مباشر على مؤسسة جيش الاحتلال وعلى قدرتها على التكيف مع التحديات العسكرية الحديثة.

وختم مقابلته بتحذير واضح من أن "إسرائيل" ستواجه إخفاقات مشابهة إذا لم تقم بتغيير جذري في ثقافتها العسكرية والأمنية، وقال "إذا لم نغير النهج الحالي فسنستمر في تكرار الأخطاء نفسها، وربما نواجه فشلاً آخر على القدر نفسه من الخطورة".

ورغم أنه أعرب عن أمله في أن تتم معالجة المشاكل الأمنية قبل الذكرى الـ80 لنكبة فلسطين وتأسيس كيان الاحتلال،/ فإنه أكد أن هذا لن يحدث دون "تغيير عميق في العقلية الأمنية والإستراتيجية".