شمس نيوز / عبدالله عبيد
لم تكن تصريحات قادة ووزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلية الجديدة متطرفة وعنصرية فقط ضد القدس، وفي اتجاه تعميق الاستيطان، بل تعدتها لتطاول بعنصريتها الأسرى القابعين داخل السجون، ما ينذر بفترة أشد سوء على الأسرى في ظل حكومة جديدة تقودها أقطاب يمينية غاية في التطرف.
ويحذر خبراء في شؤون الأسرى من مستقبل وضع السجون والتعدي على القانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات الدولية التي تحمى الأسرى في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة حرض أعضاؤها سابقاً على الأسرى ودعوا إلى إعدامهم والتضييق عليهم.
ووصف الناشط الخبير في شؤون الأسرى، رأفت حمدونة، مدير مركز الأسرى للدراسات، الحكومة الإسرائيلية الحالية بالمتطرفة والمحرضة على الأسرى، مستذكراً سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي تبنى نهجا حاقدا على المعتقلين طوال فترات حكمه السابقة.
تصريحات تحريضية
وقال حمدونة لـ"شمس نيوز": هناك تصريحات من وزراء تحرض على الأسرى، مثل وصفهم من قبل أفير جنلدمان بالإرهابيين وغير الأبطال كما يدعى الشعب الفلسطيني، وتبنى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي سياسة تحريضية ممنهجة ، وتبعه سلفان شالوم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية بدعوات لإعدام الأسرى".
وأضاف: ودعا نفتالي بينت عن البيت اليهودي، لقتل الأسرى، محاكياً دعوة أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلية في الحكومة السابقة، وغيره من الوزراء الذين حرضوا ويحرضون مراراً وتكراراً"، معتبراً حياة الأسرى الفلسطينيين في خطر، لأن إسرائيل تنتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف ولا تلتزم بالحقوق الأساسية للأسرى.
وطالب حمدونة صناع القرار والدوائر الرسمية في الاتحاد الأوربي والبرلمانات الديمقراطية المختلفة والمحاكم الدولية بأن تتدخل من أجل إنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قبل فوات الأوان.
وكانت "ميري رغيف"، وزيرة الثقافة والرياضة في الحكومة الحالية، قد وصفت الأسرى بالحيوانات البشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع وصفهم.
"داني دانون" وزير العلوم والفضاء الخارجي في هذه الحكومة اقترح في السابق قانون شاليط الذي ينص على مضاعفة معاناة الأسرى ، وحرمانهم من الحقوق الأساسية.
الأسوأ والأصعب
في السياق، يرى رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس أن الوضع بشكل عام سيكون أسوأ وأصعب على حياة الأسرى، في ظل حكومة صهيونية متطرفة.
وذكر فارس لـ"شمس نيوز" أن طبيعة الائتلاف القائم بإسرائيل عنصري فاشي عدواني يظهر ويفصح عن عدائه ونواياه الخبيثة والسيئة.
وأكد على ضرورة بذل جهد كبير، فلسطينياً وعربياً ودولياً، لتوفير مظلة حماية للأسرى، مشيراً إلى أن العديد من الوزراء الحاليين هددوا في تصريحاتهم الأسرى ووصفوهم بالإرهابيين.
ويعاني الأسرى في سجون الاحتلال أشد ألوان المعاناة في ظل الانتهاكات التي تمارس بحقهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من سياسة الإهمال الطبي والقتل الممنهج ومنع زيارات ذويهم لهم وغيرها من الأساليب.
الجدير ذكره أن عدد الأسرى داخل السجون وصل إلى 5000 أسير يعانون أسوأ أنواع التعذيب النفسي والجسدي، مما يؤدي لإضعاف أجساد الكثيرين منهم. ومن هذه الأساليب: الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين -والذين وصل عددهم إلى 1400 أسير مريض.
وشهد تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة استشهاد عدد من الأسرى داخل السجون بسبب الإهمال الطبي والتعذيب، إلى جانب آخرن استشهدوا بعد الإفراج عنهم بسبب أمراض حملوها داخل الأسر.