تقرير: الغارديان
تفضل وكالة الاستخبارات المركزية CIA، ولجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، تجنب استخدام كلمة “تعذيب”، وتحبذ بدلاً من ذلك استعمال عبارات ملطفة، مثل “تقنيات الاستجواب المحسنة” و “برنامج الترحيل، والاعتقال، والاستجواب“.
وقد تم توثيق العديد من التقنيات التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية ضد المشتبه بهم، في مذكرات CIA الصادرة عن إدارة أوباما، والعديد من التسريبات، بما في ذلك تقرير مكتوب من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وفيما يلي، بعض من التقنيات التي استخدمتها الوكالة، والآثار المترتبة على المعتقلين:
التغذية عبر المستقيم
يتضمن تقرير التعذيب معلومات جديدة عن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية للتغذية عبر المستقيم ومعالجة الجفاف، وقد تعرض خمسة على الأقل من المعتقلين لهذه العملية، وفقًا لما جاء في التقرير، من بينهم المتهم بتفجير السفينة الأمريكية، يو إس إس كول، عبد الرحيم الناشري، وآخر يدعى ماجد خان، وهو مقيم شرعي في الولايات المتحدة.
الحبس في صندوق
وافقت إدارة بوش على وضع المتهم داخل صندوق لتقييد حركته في قضية أبو زبيدة، ويقول هذا الأخير إنه وضع في عدد من صناديق الحبس المختلفة خلال فترة استجوابه المكثفة في أفغانستان عام 2002، وأضاف أبو زبيدة في حديثه مع لجنة الصليب الأحمر الدولية أن الصناديق جعلت من الصعب عليه التنفس، وأدت إلى إصابته بجراح في ساقيه، وقال أيضًا إنه لا يستطيع أن يتذكر كم من الوقت أمضى في كل صندوق، ويعتقد أنه تعرض للإغماء في الداخل.
هذا، وتمت الموافقة على استخدام الحشرات داخل هذه الصناديق أيضًا، من أجل استغلال نوع من الإرهاب (الفوبيا) كان يعاني منه أبو زبيدة، إلا أن هذا العنصر لم يستخدم في نهاية المطاف، وفقًا لمذكرات الوكالة.
استخدام الماء البارد
قال عدد من الذين تمت مقابلتهم من قبل اللجنة الدولية إنهم غالبًا ما تعرضوا لسكب الماء البارد عليهم أثناء الاستجواب، وقال زميل المتهم خالد شيخ محمد، وليد بن عطاش، إنه في أول أسبوعين من اعتقاله في أفغانستان كان جسده العاري قد لف بالبلاستيك بعد أن صب عليه الماء البارد، وإنه أبقي داخل الماء البارد لعدة دقائق.
وفي نوفمبر 2002، توفي غول رحمن، وهو أفغاني يشتبه بأنه متشدد، نتيجة انخفاض حرارة جسده داخل موقع تعذيب تديره الـ CIA في شمال كابول، يعرف باسم “حفرة الملح”، وكان رحمن قد ترك في زنزانة باردة، وجرد من ثيابه من الخصر إلى الأسفل، ووضع في الماء البارد، وفقًا للتقارير الواردة من وكالة أسوشيتد برس للأنباء.
الإيهام بالغرق
تتضمن عملية الإيهام بالغرق ربط الفرد رأسًا على عقب إلى لوحة مائلة، ووضع قطعة قماش على وجوهه، تغطي أنفه وفمه، ومن ثم يتم سكب الماء بشكل مستمر على قطعة القماش لمنع التنفس، وهو ما يحدث حالة من الذعر لدى السجين.
وقد أجريت هذه العملية بحق ثلاثة معتقلين، وفقًا لما قاله مسؤولون في إدارة بوش؛ ولكن هذا العدد قد يكون أعلى من ذلك في الواقع، وفقًا لتقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش في عام 2012.
وقال واحد ممن تعرضوا لهذه العملية، وهو أبو زبيدة الذي كان يشتبه بأنه من كبار ضباط بن لادن، للجنة الدولية: “لقد ناضلت دون النجاح من أجل التنفس، ظننت أنني سأموت، وفقدت السيطرة على مثانتي“.
وقد خضع أبو زبيدة لهذه العملية 83 مرة، في حين تعرض معتقل آخر أعلى قيمة بالنسبة لوكالة الاستخبارات المركزية، وهو خالد شيخ محمد المتهم بأنه المهندس الرئيس لهجمات 11/9، لمحاكاة الغرق 183 مرة.
الضرب والتهديد
أفاد العديد من المعتقلين بتعرضهم للضرب من قبل المحققين، وقال معظم الذين تمت مقابلتهم من قبل اللجنة الدولية إنهم تعرضوا للضرب في كثير من الأحيان في أعقاب القبض عليهم، ولعدة مرات في اليوم.
وقال أحد المعتقلين: “لقد تعرضت للكم والصفع على وجهي وظهري، إلى حد النزيف، وبعد أن تم وضع حبل حول عنقي وربطي إلى عمود، تم رطم رأسي بذلك العمود مرارًا وتكرارًا“.
وقال ستة من المعتقلين الأخرين إنه تم دفعهم للارتطام بالجدران بعد أن وضع طوق حول رقابهم، وتقول وكالة المخابرات المركزية بدورها إن هذه الجدران وهمية ومرنة، بحيث تجعل المعتقل يرتد عنها بقوة وتخلق ضوضاء عالية تؤدي إلى اعتقاد المعتقل بأنه قد تعرض للإصابة.
وذكر المعتقلون أيضًا أنهم تعرضوا للتهديد بالعنف الشديد، وبالاعتداء الجنسي عليهم وعلى أسرهم، وقال خالد شيخ محمد للصليب الأحمر الدولي إنه كان يصل إلى “حافة الموت ويعود مرة أخرى“.
ويشير تقرير التعذيب أيضًا إلى أن ما لا يقل عن ثلاثة معتقلين تعرضوا للتهديد بإلحاق الضرر بأسرهم، وقال المحققون للناشري إنه سيتم جلب والدته أمامه والاعتداء عليها جنسيًا.
ورغم تعريضه للتهديد بواسطة وضع مسدس بالقرب من رأسه أيضًا، “لم يقدم الناشري أية معلومات إضافية خلال التهديد، أو بعد هذه الاستجوابات“، وفقًا لما خلص إليه التقرير.
أوضاع مجهدة
استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية مجموعة متنوعة من الأوضاع المجهدة، وقد زعم عشرة إرهابيين مشتبه بهم في شهاداتهم للجنة الدولية أن هذه الأوضاع شملت إجبارهم على الوقوف بشكل مستقيم وتقييدهم إلى الحد الأقصى لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، وفي بعض الحالات لفترات تجاوزت الثلاثة أشهر، وشملت الأوضاع المجهدة الأخرى تقييد المعتقل إلى أرضية الغرفة مع مد ذراعيه فوق رأسه.
وقال ثلاثة من المعتقلين الذين قابلتهم اللجنة الدولية إنهم أجبروا على التبول والتبرز على أنفسهم في هذه المواقف، وقد تم تصميم واستخدام هذه الوضعيات بحيث تتسبب بتعب في العضلات، وعدم راحة جسدية، وإرهاق.
الحرمان من النوم
استخدم الحرمان من النوم بشكل روتيني، وكان ينظر إليه على أنه أداة رئيسة في عمليات الاستجواب المحسنة، وتتداخل هذه التقنية مع العديد من إجراءات التحقيق الأخرى، مثل استخدام أوضاع مؤلمة، وعلى وجه الخصوص تكبيل المعتقل واقفًا، ويداه ممدودتان أمام جسمه.
ومن بين أكثر هذه التقنيات سمعة سيئة كان استخدام الموسيقى الصاخبة، وإبقاء الغرف باردة عمدًا، لمنع المعتقلين من النوم، وقد فوضت الوكالة للحفاظ على المعتقل مستيقظًا لمدة تصل إلى 180 ساعة، أي نحو أسبوع، ولكن الوكالة أبلغت وزارة العدل أنها أبقت ثلاثة من معتقليها فقط مستيقظين لمدة 96 ساعة كحد أقصى.
وقال أحد عشر معتقلًا قابلتهم اللجنة الدولية إنهم تعرضوا للحرمان من النوم، وقال واحد منهم: “كلما بدأت أغفو، كان يأتي الحارس ويرش الماء على وجهي“.
(الدول التي استضافت سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية باللون الأزرق الغامق؛ الدول التي سهلت عمليات تعذيب وكالة الاستخبارات المركزية باللون الأزرق الفاتح)