أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ علي أبو شاهين، أن الكيان الإسرائيلي بعد عام على معركة "طوفان الأقصى" البطولية، بات أسيرًا لمأزق استراتيجي ووجودي كبير ووضعت مستقبله على المحك، فلا هو أوقف الحرب لصالحه، ولا حقق أهدافه المعلنة وغير المعلنة.
وقال الشيخ أبو شاهين في حوار مع "شمس نيوز" اليوم الاثنين (7-10-2024): "رغم كل الجرائم والمجازر وحرب الإبادة والأعمال الوحشية التي يرتكبها الكيان، والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين وما يزيد على مئة ألف جريح، وتدمير هائل في البنى التحتية ومقومات الحياة في قطاع غزة، إلا أن الكل يعلم بأن العدو لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة أو غير المعلنة في هذه الحرب، ولم يتمكن من تهجير أبناء قطاع غزة، ولا القضاء على المقاومة أو فرض إرادته عليها.
وأوضح الشيخ أبو شاهين، أن معركة طوفان الأقصى كانت الحدث الأبرز في مسار الصراع مع الكيان منذ النكبة في العام 1948، فقد أعادت المعركة وضع القضية الفلسطينية على رأس الاهتمام الدولي والإقليمي، بعد أن سعى البعض طويلا إلى تهميشها والقضاء عليها وتحويلها إلى قضية إنسانية واحتياجات لاجئين.
وأشار إلى أن هناك نتائج كبيرة ومهمة لمعركة طوفان الأقصى، أبرزها أنها أعادت الصراع مع العدو إلى أصله، وهو صراع على الأرض والوجود، وليس صراعًا على سلطة أو تقديمات، فقد أحدثت المعركة نقلة نوعية في الرأي العام العالمي، وبتنا نسمع شعارات (تحرير فلسطين من النهر إلى البحر) في أكثر من عاصمة وبأكثر من لغة.
ولفت الشيخ أبو شاهين إلى أن القضية الفلسطينية عادت لتفرض وجودها الإقليمي، رغم كل مساعي الدول المطبعة لتهميشها والتقليل من شأنها ومحاولات إقصاء الشعوب العربية والإسلامية عنها، مؤكدًا أن مصير المنطقة العربية والإسلامية يتحدد بناء على حسم الصراع في فلسطين، وهو الصراع الذي يؤدي فيه شعبنا الفلسطيني خط الدفاع الأول عن الأمة جميعها.
وعن جبهات الإسناد والضربات الصاروخية الإيرانية للكيان الصهيوني أكد أن الأحداث الأخيرة والتطورات على جبهات الإسناد في جنوب لبنان واليمن والعراق، والضربات الصاروخية التي تلقاها الكيان من الجمهورية الإسلامية في إيران، فاقمت من مأزقه الوجودي.
وقال: "إن التصعيد غير المسبوق الذي يقوم به الكيان واستخدام القدرات التدميرية الهائلة التي زودته بها إدارة بايدن، الشريكة للكيان والمشرفة على كل جرائمه، هو دليل ضعف وإحساس بالخوف وليس دليل قوة".
هدف نتنياهو من شرق أوسط جديد
وعن هدف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من الحديث عن شرق أوسط جديد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد الشيخ أبو شاهين، أن نتنياهو حدد أهدافاً أعلى لهذه المواجهة، ونقلها إلى مستوى إقليمي، قائلًا: "صحيح أنه يسعى من وراء ذلك إلى جر الولايات المتحدة إلى خوض حرب شاملة في المنطقة نيابة عن جيشه المأزوم والمهزوم، ولكنه في ذلك أشبه بالمقامر الذي يراهن على كل ما يملك دفعة واحدة".
رؤية الجهاد الإسلامي
وعن رؤية حركة الجهاد الإسلامي من مقترحات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب أكد عضو المكتب السياسي للحركة أن الأمين العام للحركة القائد المجاهد زياد نخالة، أعلن منذ اليوم الأول لمعركة "طوفان الأقصى" أن المخرج الوحيد هو إجراء صفقة تبادل للأسرى.
وأشار إلى أن الرسالة إلى العدو كانت واضحة بأن الحرب والعدوان لن يوصلاه إلى أية نتيجة، وهو ما حصل فعلاً، وكان الهدف هو محاولة تجنيب أهلنا في قطاع غزة ويلات العدوان، فمنذ اليوم الأول، كان موقفنا أن التوصل إلى صفقة تبادل هو المخرج الوحيد.
وشدد الشيخ أبو شاهين على أن تصعيد العدو من عدوانه الهمجي والإرهابي بعد فشله في تحقيق أهدافه، كان لا بد للمقاومة من حرمان العدو من جني أية مكاسب على حساب أهلنا في غزة، الذين دفعوا من دمائهم ودماء أبنائهم، ثمن هذا العدوان؛ قائلًا: "نحن نصر على الوقف الشامل لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة ومحور صلاح الدين، وفك الحصار الظالم، وإدخال المواد الإغاثية، ووضع آلية بضمانات مقبولة لإعادة إعمار قطاع غزة".
نص الحوار كاملًا:
1 - مع مرور عام على عملية طوفان الأقصى البطولية وما تلاها من حرب ابادة جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، كيف تقرأون المشهد السياسي والاستراتيجي؟
أعتقد أن المشهد السياسي والاستراتيجي اليوم بات واضحاً أكثر من اي وقت مضى: وضعت معركة طوفان الأقصى وجود الكيان ومستقبله على المحك. فرغم كل الجرائم والمجازر وحرب الإبادة والأعمال الوحشية التي يرتكبها الكيان، والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين وما يزيد على مئة ألف جريح، وتدمير هائل في البنى التحتية ومقومات الحياة في قطاع غزة، إلا أن الكل يعلم بأن العدو لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة أو غير المعلنة في هذه الحرب. فلا هو استطاع تهجير أبناء قطاع غزة، ولا هو استطاع القضاء على المقاومة، ولا أن يفرض إعادة احتلال القطاع. ورغم كل ما قدمته وتقدمه الحكومات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، من عتاد وسلاح وذخيرة وخبرات واستشاريين، إلا أن الكل يعلم بأن الكيان الصهيوني لم يستطع فرض إرادته على المقاومة، وبات أسيراً لمأزق استراتيجي ووجودي كبير: فإن هو أوقف الحرب دون أن يحقق أهدافه، فإن ذلك سيرتد على الكيان بطريقة يرى البعض أنها قد تسبب حرباً أهلية داخلية، بعد أن تنكسر القاعدة الصلبة التي يرتكز عليها وجود الكيان: وهي المؤسسة العسكرية والأمنية. إن خرج جيش العدو مهزوماً من هذه المعركة، أي دون قدرة على تحقيق أهدافه رغم كل الدعم الهائل الذي تلقاه، فإن ذلك يعني ببساطة نهاية المشروع الصهيوني.
وخلال الأسابيع الأخيرة، فاقمت التطورات الأخيرة على جبهات الإسناد في جنوب لبنان واليمن والعراق، والضربات الصاروخية التي تلقاها الكيان من الجمهورية الإسلامية في إيران، من مأزقه الوجودي. التصعيد غير المسبوق الذي يقوم به الكيان واستخدام القدرات التدميرية الهائلة التي زودته بها إدارة بايدن، الشريكة للكيان والمشرفة على كل جرائمه، هو دليل ضعف وإحساس بالخوف وليس دليل قوة. الكيان يدرك أنه يخوض معركة البقاء، وأنه في حال خسارته لهذه المعركة فذلك يعني نهايته المؤكدة وسقوطه الحتمي. وحين يتحدث نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الشرق الأوسط الجديد، فإنه بذلك قد حدد أهدافاً أعلى لهذه المواجهة، ونقلها إلى مستوى إقليمي. صحيح أنه يسعى من وراء ذلك إلى جر الولايات المتحدة إلى خوض حرباً شاملة في المنطقة نيابة عن جيشه المأزوم والمهزوم، ولكنه في ذلك أشبه بالمقامر الذي يراهن على كل ما يملك دفعة واحدة.
نحن واثقون بأن صمود شعبنا في قطاع غزة، وعمليات المقاومة في الضفة المحتلة، على مدى عامل كامل، وما قام به إخواننا في جبهات الإسناد، ستؤدي في النهاية إلى هزيمة هذا الكيان وسقوطه المدوي بإذن الله.
2 - خلال عام من هذه المعركة البطولية ما هو دور وآليات الجهاد الاسلامي وتعاملها ميدانيا وسياسيا مع العدو الاسرائيلي؟
في الميدان، شاركت حركة الجهاد الإسلامي، ومنذ اليوم الأول، في صد العدوان الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة، وانخرطت سرايا القدس في عمليات نوعية، واشتبكت مع قوات العدو المتوغلة في كل قطاع غزة. كما خاض إخواننا في كتائب الضفة اشتباكات بطولية، في كل المخيمات والمدن في الضفة. وميدانيا أيضاً، ساهمت حركة الجهاد ولا تزال تساهم، بما يتوفر لديها من إمكانيات، في دعم صمود أبناء شعبنا في قطاع غزة.
ومن الناحية السياسية، كانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حاضرة في المفاوضات، من خلال التنسيق مع الإخوة في حركة حماس، وإجراء الاتصالات الضرورية وعقد الاجتماعات اللازمة في أكثر من عاصمة عربية بما يخدم تحقيق أهداف شعبنا ويسقط أهداف العدوان. كما أفشلت الجهاد الإسلامي كل محاولات العدو في إحداث انشقاق داخل صفوف المقاومة في غزة أو الاستفراد بحركة حماس، وساهمت في إسقاط كل المشاريع التي روج لها العدو والإدارة الأمريكية حول ما عرف إعلاميا باليوم التالي للحرب.
3 - خلال الحرب تم تقديم العديد من المقترحات لوقف الحرب ما هي رؤية الجهاد الإسلامي مع ما يتم طرحه من اتفاقيات ومبادرات حتى الان؟
منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، صرح الأمين العام للحركة، القائد المجاهد زياد نخالة، أن المخرج الوحيد هو في إجراء صفقة تبادل للأسرى. الرسالة إلى العدو كانت واضحة بأن الحرب والعدوان لن يوصله إلى أية نتيجة، وهو ما حصل فعلاً. وكان الهدف هو محاولة تجنيب أهلنا في قطاع غزة ويلات العدوان. فمنذ اليوم الأول، كان موقفنا أن التوصل إلى صفقة تبادل هو المخرج الوحيد.
لكن، وبعد أن صعد العدو من عدوانه، وفشل في تحقيق أهدافه، كان لا بد للمقاومة من حرمان العدو من جني أية مكاسب على حساب أهلنا في غزة، الذين دفعوا من دمائهم ودماء أبنائهم، ثمن هذا العدوان. لذلك، نحن نصر على الوقف الشامل لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة ومحور صلاح الدين، وفك الحصار الظالم، وإدخال المواد الإغاثية، ووضع آلية بضمانات مقبولة لإعادة إعمار قطاع غزة.
العالم كله، بمن فيهم أهالي الأسرى الصهاينة في أيدي المقاومة، بات يدرك أن عدم التوصل إلى اتفاق هو بسبب نتنياهو وأعضاء في حكومته، حفاظاً على مستقبلهم السياسي والشخصي. وقد مارست الإدارة الأمريكية الخداع الاستراتيجي والتضليل الإعلامي بهدف منح الكيان الفرصة الكافية لفرض أجندته.
4 - في الختام كيف تقرأون تأثير معركة طوفان الأقصى على القضية الفلسطينية؟
لا شك أن معركة طوفان الأقصى ربما تكون الحدث الأبرز في مسار الصراع مع الكيان منذ النكبة في العام 1948. أعادت معركة طوفان الأقصى وضع القضية الفلسطينية على رأس الاهتمام الدولي والإقليمي، بعد ان سعى البعض طويلا إلى تهميشها والقضاء عليها وتحويلها إلى قضية إنسانية واحتياجات لاجئين.
هناك نتائج كبيرة ومهمة لمعركة طوفان الأقصى، أبرزها أنها أعادت الصراع مع العدو إلى أصله، وهو صراع على الأرض والوجود، وليس صراع على سلطة أو تقديمات. أحدثت عملية طوفان الأقصى نقلة نوعية في الرأي العام العالمي، وبتنا نسمع شعارات (تحرير فلسطين من النهر إلى البحر) في أكثر من عاصمة وبأكثر من لغة. كما وضعت هذه المعركة وجود العدو على المحك. وأياً تكن نتائج هذه المعركة، فإن ما بعدها لن يكون كما قبلها ابداً.
وأظهرت تطورات الأسابيع الأخيرة بأن القضية الفلسطينية عادت لتفرض وجودها الإقليمي، رغم كل مساعي الدول المطبعة لتهميشها والتقليل من شأنها ومحاولات إقصاء الشعوب العربية والإسلامية عنها. مصير منطقتنا يتحدد بناء على حسم الصراع في فلسطين، وهو الصراع الذي يؤدي فيه شعبنا الفلسطيني خط الدفاع الأول عن الأمة جميعها. حين يتحدث نتنياهو عن شرق أوسط جديد، ويعلن تسيده على منطقتنا، فإن دول المنطقة وشعوبها لا تستطيع بعد ذلك أن تصم آذانها، والحرائق تقترب من عواصمها.
إننا على ثقة تامة، أنه وأياً تكن المسارات التي ستسلكه المواجهة العسكرية والسياسية خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن النصر سيكون حليف شعوب منطقتنا، وأن هذا الكيان إلى انهيار قريباً. وإنما النصر صبر ساعة.