قائمة الموقع

عام على حرب الإبادة.. حكايات مفقودي الحرب معاناة بلا نهاية "لا هم شهداء ولا هم أسرى"!

2024-10-07T14:38:00+03:00
مفقودو الحرب على غزة
شمس نيوز - عبدالله نصيف

تحاول المواطنة داليا ماهر عطالله منذ شهر مارس الماضي البحث عن معلومة واحدة تُسكت من خلالها بكاء أطفالها وتخفف آلامهم وتنتشلهم جميعا من المعاناة الشديدة التي تعرضوا لها منذ فقدان زوجها أثناء عودته إلى مدينة غزة قرب ما يُسمى "محور نتساريم" الذي يفصل شمال غزة عن جنوبه.

وتعرضت الآلاف من الأسر الغزية لفقدان رب الأسرة أو أحد أفرادها خلال عام على حرب الإبادة إذ أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن نحو (10,000) شخص فقدوا خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" ضد المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتُعيل داليا (8 أطفال)، وكانت حياتها قبل الحرب مليئة بالمحبة والأمان حتى السابع من أكتوبر لتنقلب حياتها رأسًا على عقب، فقد نزحت وأسرتها من منطقة إلى أخرى ومن مدرسة إلى مستشفى داخل مدينة غزة، قبل أن يقرر زوجها الانتقال إلى جنوب وادي غزة باعتبارها منطقة آمنة كما كان يدعي الاحتلال الإسرائيلي.

حاول زوج داليا التأقلم مع الواقع الذي فرض عليه؛ إلا أنه لم يتمكن من الاستقرار، وفي تاريخ (28 مارس 2024) قرر زوجها العودة إلى مدينة غزة متجاوزًا محور نتساريم، ومنذ تلك اللحظة انقطعت أخباره عن أسرته التي باتت معلقة لا تعرف إن كان "شهيدًا أو أسيرًا".

عاشت داليا أيامًا صعبة جدًا وآلامًا لا يمكن تحملها، إذ تقول لمراسل "شمس نيوز": "الجبال لا تستطيع أن تحمل هذه الهموم والآلام التي أحملها على أكتافي"، مستذكرة معاناتها في تربية أطفالها وتعبئة المياه وتوفير الطعام والملبس والعمل على حمايتهم من صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، فقد نزحت داليا مرات عديدة بدون وجود زوجها.

وبعد نزوح 4 مرات في المنطقة الوسطى عادت داليا لتعيش في خيمة بمخيم النصيرات قرب مستشفى العودة وسط قطاع غزة علها تسمع خبرًا عن زوجها أو تتعرف على جثمانه من بين الجثامين التي تصل المستشفى من ممر محور نتساريم عبر سيارات الإسعاف أو المؤسسات الدولية بين الفينة والأخرى.

تصف داليا حياتها بعد فقدان زوجها بالكارثة والمأساة الحقيقية فهي باتت معلقة لا تعرف إن كان زوجها شهيدًا تبكيه وتدعوا له بالرحمة والمغفرة والجنة، أو أسيرًا تدعوا الله بان يفك قيده ويعيده لأحضان أطفاله، وأكثر ما تتمناه بان تتلقى معلومة واحدة عن زوجها.

معاناة داليا لا تختلف كثيرًا عن معاناة لميس ماهر الدريملي التي تعيل (6 أطفال) فهي الأخرى نزحت من شمال برفقة أطفالها وتركت خلفها زوجها الذي قطع به الاتصال نهائيا منذ عملية النزوح جنوب وادي غزة.

واضطرت داليا للنزوح نحو 6 مرات حتى استقرت شمال مخيم النصيرات وما زالت تبحث عن الأمن والأمان والاستقرار بعدما تشتت حياتها بين فقدان زوجها وحماية أطفالها وتوفير ما يلزمهم من طعام وشراب وملبس.

وباتت داليا تمارس دور "الأب والأم" معًا وتصف حياتها بالجحيم والكابوس، إذ تقول: "لا أستطيع أن ألبي متطلبات الأطفال مطلقًا فالأوضاع الاقتصادية هنا فلكية لا أملك المال ولا أستطيع شراء الطعام والخضروات لأطفالي".

أكثر ما تتمناه داليا هو إنهاء الحرب والعودة إلى منزلها شمال قطاع غزة، والالتقاء بزوجها ليساعدها في الهموم المتراكمة والمتلاطمة كأمواج البحر في ظل الحرب والفقر والجوع وفقدان الامن والأمان.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

"إن قضية المفقودين هي الأكثر إيلاما خلال الحرب فإن عائلات عديدة في قطاع غزة ما زالت تبحث عن أبنائها المفقودين وهي في حيرة من أمرها، هل هم تحت ركام المباني؟ أم معتقلون من قبل جيش الاحتلال؟ أم استشهدوا قرب نتساريم؟" تقول المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي سارة ديفيز في تصريح سابق.

وأضافت المتحدثة باسم الصليب الأحمر: "منذ السابع من أكتوبر 2023، دشنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خطوط اتصال ساخنة تتيح الاتصال بأي وقت من أجل مساعدة الأشخاص الذين فقدوا أقارب لهم لأي سبب من الأسباب بما في ذلك مزاعم الاحتجاز أو حالات التشتت أثناء عمليات الإخلاء أو حالات الإصابة أو الموت".

الجدير بالذكر أنه يتم احتجاز العديد من الفلسطينيين بموجب قانون "احتجاز المقاتلين غير الشرعيين" الذي أقره الاحتلال خلال الحرب على غزة إذ يسمح القانون لجيش الاحتلال باعتقال مسلحين مشتبه بهم واحتجازهم لفترات طويلة من دون محاكمة أو تمثيل قانوني ومن دون إجراءات الحماية الممنوحة للأسرى.

وفي السياق ذاته يتم نقل جثامين لشهداء سواء كانوا على طريق محور صلاح الدين نتساريم أو محور شارع الرشيد وقد تحللت أجسادهم بالكامل، حيث يتم انتشالهم عبر سيارات المؤسسات الدولية والإنسانية التي تتحرك بين شمال وجنوب القطاع بموافقة الاحتلال.

 

اخبار ذات صلة