قال أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس أبو أحمد، إن عاماً مضى على معركة "طوفان الأقصى" التي خاضتها المقاومة وعلى رأسها السرايا وكتائب القسام من خلال عمل عسكري مهني شهد له العدو والصديق، حققنا عبره أروع الملاحم وكبّدنا ألوية العدو ونخبه هزائم مدوية ومُذلة".
وأكد القائد أبو أحمد، في الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى التي توافق السابع من أكتوبر، أنه "في اليوم الأول أخرجنا فرقة غزة عن الخدمة، وقتلنا وجرحنا المئات من الضباط والجنود الصهاينة، وأسرنا ما أسرنا منهم بكل جرأة وقدرة وبسالة".
وبيَّن القائد في سرايا القدس أن "كل التجهيزات الهندسية والجدران الإلكترونية وأجهزة المراقبة التي أنفق عليها نتنياهو وكيانه مليارات الدولارات عند السياج الفاصل انهارت تحت أقدام مقاتلينا الذين طهروا رفقة إخوانهم في القسام عشرات المواقع العسكرية وقتلوا وأصابوا المئات من الضباط والجنود".
وأشار إلى أن ما ظهر في الميدان من تكتيكات ومهارات وقوة في أداء مجاهدي سرايا القدس هو نتاج تراكم خبرات لمعارك عديدة خضناها باقتدار ضد العدو الصهيوني في العقد الأخير وارتقى خلالها خيرة قادتنا ومجاهدينا.
وأضاف القائد أبو أحمد: "لقد أثبتنا في طوفان الأقصى أن الكيان الصهيوني قابل للهزيمة، وبرهنَّا كمقاومة بأقل الإمكانيات هشاشة ووهن العدو وجيشه، وهذه رسالة يجب أن تلتقطها ترسانات العرب العسكرية".
وشدد أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس على أن "القوة الصاروخية في سرايا القدس وعلى مدار عام كامل واصلت أداءها بكل جدارة، وتحكمنا بمدى النيران وفق خطط ميدانية أعددناها، وما زال في جعبتنا ما يمس بهيبة الجيش الصهيوني".
وأكد القائد في سرايا القدس أن مشروع المقاومة يتقدم في كل الساحات وما جرى على أيدي تشكيلات كتائبنا في الضفة الغربية في معركة "رعب المخيمات" دليل جديد على أننا استطعنا النهوض.
وقال: "نقاتل وعيوننا على القدس التي نوجه في المقاومة للمرابطين فيها التحية".
وأوضح أن "وحدة الساحات التي نادينا بها، وعمدنا طريقها بمداد من دماء قادتنا الأبرار، هي نافذة الآن في الميدان من جديد، ويشارك فيها محور المقاومة كل بجهده ودوره في معركة تحقق انكفاءات متواصلة للعدو".
واعتبر القائد أبو أحمد أن ما يجري في جبهة لبنان إفلاساً إسرائيلياً جديداً، وقفزةً في الهواء سيكون من خلالها انكسار جديد لقيادة العدو التي بدأت تُستنزف وتدفع الأثمان قتلاً، وهجرةً، وتشريداً على يد الأبطال في حزب الله".
كما شدد على أن جبهات الإسناد في إيران، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا، تبرهن أننا أمة تمتلك قوةً، وإرادةً، وشجاعةً تستطيع من خلالها المواجهة، والانتصار، وتغيير الوقائع لصالح شعوبها.
وحول ملف الأسرى الصهاينة لدى المقاومة بغزة، أكد القائد أبو أحمد أن "العدو سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، وبعيداً عن فكرة ما لدينا من أسرى أحياء أو قتلى، فإن ملف الأسرى هو مسار إجباري للقادة الصهاينة يجب العبور منه تجاه صفقة جادة، وعامل الوقت بالتأكيد ليس في صالح العدو أو أسراه".
ولفت أمين سر المجلس العكسري للسرايا، إلى أن الوعي الإسرائيلي الجمعي أصبح يفكر بالهجرة العكسية، وبدأت العجلة تسير فعلاً؛ كنتيجة أولية لـ"طوفان الأقصى"، وإن ارتدادات هذا الفعل الشجاع ستكون مدوية على المدى القريب.
كما لفت إلى أن "طوفان الأقصى" عززت قناعة أحرار العالم بأن مسرح المجتمع الدولي، وهيئاته التي تهيمن عليها واشنطن والغرب، ليس إلا أداة لتكريس الهيمنة، والاستعمار في منطقتنا؛ حمايةً للاحتلال.
وأضاف أن "قيام القادة الصهاينة بتشويه فكرة المقاومة، عبر تظهير افتراءات أمام المنابر الدولية، لا رصيد له أمام حقيقة أننا سحقنا العدو وجيشه في غلاف غزة بأقل الإمكانيات".
وفي رسالته إلى المتخاذلين والمتقاعسين عن نصرة غزة، قال: "ليعلم الذين لم يناصروا شعبنا ولم يساندوه من أبناء أمتنا أنهم ارتكبوا خطيئة الخذلان، فتحرير فلسطين والدفاع عن المسجد الأقصى ليست مسؤولية الفلسطيني وحده".