قائمة الموقع

بالصور محرقة خيام الأقصى... أهوال مرعبة يرويها الناجون: "رأينا الموت بأعيننا!"

2024-10-14T15:16:00+03:00
آثار قصف الاحتلال خيام النازحين بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح8.jpeg
شمس نيوز - خاص

لم تدرك ما يجري حولها، نيران تلتهم الأخضر واليابس وصراخ وعويل دب الرعب في قلبها، يرتجف جسد السيدة أم محمد وادي من الحدث المريب، فقد كانت نائمة في خيمتها بجانب بناتها السبعة، عندما وقع انفجار ضخم على بعد نحو 7 أمتار من خيمتها داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة.

بصعوبة بالغة، تمكنت أم محمد من انقاذ أطفالها السبعة من وسط ألسنة النيران؛ إلا أن ابنتيها روضة وشهد أصيبتا بحروق في أنحاء مختلفة من جسديهما، ليتم نقل الإصابات من مستشفى الأقصى إلى المستشفى الأمريكي الميداني أو مستشفى ناصر الطبي في خانيونس لتلقي العلاج اللازم بسبب كثرة الإصابات وقلة توفر المواد الطبية اللازمة داخل المستشفيات.

والتهمت ألسنة النيران عشرات خيام النازحين بمن فيها من أطفال ونساء ورجال وهُم نيام، منهم من استيقظ على أهوال عِظام، ومنهم من غفى إلى الأبد(..)

وروى شهود عيان عن محاولتهم لإنقاذ المصابين إلا أنهم لم يتمكنوا من مساعدة النازحين الذين أُضرمت النار في خيامهم ما أدى إلى "احتراقهم أحياء حتى الموت"، وقد أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حجم المحرقة البشعة، ومشاهد المستغيثين تحت ألسنة اللهب الذين ارتقوا حرقاً وهُم أحياء.

 

بداية المحرقة

 


 

بدأت محرقة خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح عندما وصلت عقارب الساعة إلى الواحدة وعشر دقائق ليلًا، تقول أم محمد لمراسلنا: "كنت وبناتي السبعة نائمين داخل خيمتنا الصغيرة في ساحة مستشفى الأقصى؛ لكن صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كان يخرق الآذان استيقظت من نومي وشعرت بحالة من الخوف والرعب".

دقائقٌ قليلةٌ مرت على استيقاظ أم محمد حتى أطلقت طائرات الاستطلاع صاروخٍ واحد على الأقل استهدف خيمة مجاورة لخيمتها؛ وعلى وجه السرعة وضعت أم محمد يدها فوق رأسها ورمت بجسدها فوق بناتها السبعة ولسانها ينطق الشاهدتين -"أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله"-.

وفجأة لمعت ألسنة النيران في عينيها، وبدأت تشم رائحة احتراق أجساد جيرانها وتسمع صراخهم الذي هز أعماق قلبها: "يا الله.. يا الله.. يا رب.. النار تحرقنا.. أنقذونا يا عالم"، فورًا ركضت أم محمد وبناتها السبعة صوب مبنى قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الأقصى وهي تشير إلى انها رأت الموت بعينها في تلك اللحظة المرعبة.


 

أثناء ركض أم محمد وبناتها خارج الخيمة كانت النيران تتمدد بسرعة البرق لتلتهم كل شيء في طريقها فقد أصيبت ابنتيها شهد وروضة بأنحاء مختلفة في جسديهما، لتضيف: "أصيبت ابنتي واحدة تم نقلها للمستشفى الأمريكي الميداني بينما نقلت الأخرى إلى مستشفى ناصر في خانيونس لتلقي العلاج اللازم".

لم يبقَ شيء على حاله في خيمة أم محمد وادي فقد احترق كل ما تملكه من ملابس وأغطية وخيمة تقيهم حر الشمس وبرد الشتاء وعيون الناس، وتستذكر: "كنت عايشة في شمال غزة بأمن وأمان لكن مع اندلاع بداية حرب الإبادة الجماعية استشهد ابني ونزحت مع بناتي الى مستشفى الأقصى في دير البلح علنا نجد مكانًا آمنًا في المستشفى إلا أن ذلك صعب جدًا في ظل استمرار الحرب".

 

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

 

وين أروح؟

وعلى ما تبقى من أغطية محترقة يجلس الشاب كمال ماضِ بجواره زوجته وأطفاله، ينظر بعينيه الدامعتين على خيمته التي باتت كومة من الركام المحترق، يقول: "كنا نائم في خيمتي مع زوجتي وأطفالي؛ لكن فجأة طائرات الاحتلال قصفت خيمة للنازحين في ساعات الليل وانتشرت ألسنة النيران في كل مكان بسرعة لم نتخيلها".

"أصيب ابني عمر بشظايا الصاروخ الذي انتشرت في كل مكان، بينما التهمت النيران خيام النازحين بشكل كامل وهربنا وسط اشتعال النيران داخل مبنى الاستقبال والطوارئ في المستشفى لنلتقط أنفاسنا حاولنا العودة للخيام دون جدوى حيث ألسنة النيران كانت تلتهم كل شيء في طريقها" يضيف النازح ماضي بألم وحسرة.

يحاول النازح ماضي تماسك نفسه إلا أنه أشار إلى حالة من الذعر والخوف والرعب التي أصابت أبنائه السبعة الذين بكوا طوال الوقت لشدة الخوف وصوت القصف الإسرائيلي لخيام النازحين، يضرب ماضي كفًا بكف وهو يردد: "وين بدي أروح الآن، الخيمة حرقت بالكامل وأنا لا أملك مالًا، ولا أملك أرضًا ولا بيتًا أنا نازح من شمال غزة ولا أعرف أحد في هذه المنطقة".


 

وبعد برهة من الوقت قرر ماضي البقاء على أنقاض خيمته التي باتت كومة من الملابس المحترقة ولن يتخلى أو يبتعد عن هذا المكان مطلقًا، يقول والدموع تحرق وجنتيه: "أنا غلطتي اطلعت من الشمال، الموت أرحم النا مما نعيشه اليوم من ذل واهانة وتشريد وملاحقة من طائرات الاحتلال".

وفي إطار ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي: "إن جيش الاحتلال ارتكب محرقة مروعة داخل أسوار المستشفى راح ضحيتها ٤ شهداء و٤٠ جريحاً، حُرقوا أحياءً".

وأكد أن هذه ليست المرة الأولى لاستهداف خيام النازحين داخل أسوار المستشفى، فقد نفذت طائرات جرائم قصف لخيام النازحين في شهر "يناير، مارس، يوليو، أغسطس، ومرتين في شهر سبتمبر"، حتى المحرقة الأخيرة أمس.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال؛ لوقف هذه المحرقة التي تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة.


 

اخبار ذات صلة