أدار المسعف مقبض سياراته بسرعة قصوى نحو المستشفى بعدما تمكن من نقل 4 أشخاص -طفل رضيع وسيدة كبيرة في السن وجثتين- تخطى المسعف بصعوبة عالية بضعة أمتار وسط نيران طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية وفجأة وقع المحظور "انفجار عنيف رفع سيارة الإسعاف ثم أسقطها أرضًا".
لحظات قليلة فقط حتى تمكن المسعف من فتح عينيه والنزول من مركبته محاولًا استيعاب الصدمة يقول: "سمعت صوت الانفجار ثم صراخ الطفل الرضيع والست المصابة داخل كبينة الإسعاف"، حاول المسعف فتح أبواب الإسعاف وبصعوبة كبيرة تمكن من فتح الباب الخلفي، لكنه لم يتمكن من تقديم الواجب.
أدار المسعف عينيه يمنة ويسرة ليجد الطفل الرضيع والسيدة الكبيرة في السن وهما يصرخان بشدة، حاول التقدم ونقلهما لإسعاف آخر إلا أن قناصة الاحتلال الإسرائيلي أوقفت عملية الإنقاذ وأطلقت وابلًا من الرصاص صوب المسعف الأمر الذي دفعه للانتقال بسرعة لمكان آمن.
لم يمضِ سوى دقائق معدودة حتى قرر المسعف العودة مرة أخرى ليتفاجأ بوجود كلاب حول الطفل الرضيع والسيدة والجثامين يقول: "كانت الكلاب تنهش بجسد الجثتين المقطعتين حيث أكلت جزءًا من رقاب الشهداء ووجوههم".
يُشير المسعف خلال مقطع فيديو إلى أنه تمكن بعد دقائق معدودة من نقل الطفل الرضيع وهو بصحة جيدة، والسيدة الكبيرة في السن إلى منطقة آمنة لتلقي العلاج اللازم، علمًا أن الاحتلال أطبق حصاره للمستشفيات الثلاثة شمال القطاع (كمال عدوان – الاندونيسي – العودة).
يُشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لجأت بعد 17 يومًا من العدوان المستمر لمخيم جباليا ومناطق شمال قطاع غزة لاستخدام 4 طرق مستحدثة لتطبيق "خطة الجنرالات" أول تلك الطرق الإبادة الجماعية باستهداف مربعات سكنية بالكامل وقتل كل من فيها، ثاني الطرق تتمثل بتشديد الحصار على شمال القطاع حيث منعت إدخال الأكل والشراب والتنقل من مكان لآخر، أما ثالث الطرق تتمثل باستهداف المستشفيات الثلاثة شمال القطاع ومنع تقديم العلاج اللازم للمصابين والجرحى، أما الطريقة الرابعة تتمثل بتجميع المواطنين شمال القطاع واعتقال بعضهم وتهجير بعضهم الأخر عنوة لمناطق غرب مدينة غزة.
وفي ذات السياق فقد وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، جرائم مُروعة ضد المدنيين في مخيم جباليا وعموم شمال قطاع غزة، مع تصاعد وتيرة الهجوم الإسرائيلي الذي بلغ ذروته مطلع الأسبوع الجاري، بقصف بات يستهدف مربعات سكنية مكتظة.
وأكد المرصد أن أعدادا أخرى من المواطنين، لم يعرف عددهم، ما زالوا في عداد المفقودين، ويُرجح أنهم فارقوا الحياة تحت الأنقاض، ليرتفع عدد الذين استشهدوا منذ بداية الهجوم الأخير على شمال القطاع إلى أكثر من 500 شخص.
وشدد على أن جيش الاحتلال يعمل بشكل منهجي على إخراج ما تبقى من المنظومة الصحية عن العمل بالكامل في شمال غزة، رغم أنها تعمل أصلاً بشكل جزئي.
وأوضح المرصد أن أكثر منن 400 ألف مواطن يواجهون خطر الموت قتلاً بالقصف أو الموت جوعاً شمال وادي غزة، حيث تمنع قوات الاحتلال إدخال أي مساعدات منذ بداية الشهر الجاري.
وطالب بالتعامل مع ما يجري في شمال غزة كمنطقة منكوبة بما يقتضيه ذلك من تدخلات عاجلة أولها إلزام إسرائيل بوقف هجومها ضد المدنيين، وتوجيه مساعدات طارئة منقذة للحياة بشكل عاجل، ووقف حملة الإبادة الجماعية العنيفة التي ترتكبها ضده.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام