تحدث مدير المستشفيات الميدانية في غزة الدكتور مروان الهمص، عن آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على المستشفيات والمنظومة الصحية عقب انسحاب قواته من مستشفى كمال عدوان، وما خلفه من دمار واسع في كافة أقسام المستشفى وإهانة وضرب للكادر الطبي.
وقال الهمص في تصريح خاص لـ"شمس نيوز": "إن قوات الاحتلال انسحبت من مستشفى كمال عدوان وتركت آثارًا كارثية، حيث دمرت وأحرقت واستهدفت جميع مرافق المستشفى حيث استهدفت ألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه وأحرقت الدواء والشاش وأهانت الكادر الطبي والجرحى، وباتت المستشفى خرابة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
وأوضح الهمص أن قوات الاحتلال عندما اقتحمت المستشفى قامت باعتقال كل الكادر الطبي وحشرته في غرفة واحدة، وكذلك فعلت بالمرضى فيما وضعت الأطفال والنساء في ساحة مقابلة، مشيرًا إلى قوات الاحتلال تعمدت إهانة الكادر الطبي أمام الجميع إذ قامت بتجريدهم من الملابس وتعريتهم أمام بعضهم البعض.
وبين أن الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان تعرض للضرب والإهانة وتعرض لصدمة قوية عندما ألقى جنود الاحتلال الإسرائيلي نجله إبراهيم أمامه وهو مضرج بدمائه الطاهرة حيث استشهد خارج أسوار المستشفى".
ولفت إلى أن وزارة الصحة لا تعلم شيئًا عن بعض الكوادر الطبية إذ أخرجهم جنود الاحتلال من داخل أسوار المستشفى وانتقلوا لجهة مجهولة، مؤكدًا بأن الاحتلال يفرض تعتيمًا كاملًا عن مصير بعض أفراد الكادر الطبي الأمر الذي يدفعنا للاعتقاد بأنهم أعدموا برصاص قوات الاحتلال.
وفيما يتعلق بمستشفى العودة قال د. الهمص: "إن المستشفى تمت محاصرته بشكل كامل وفرض الاحتلال منعًا للتجوال في محيطه كما منع الدخول والخروج للمستشفى سواء للكوادر الطبية أو المرضى والمصابين.
وهدد جنود الاحتلال الطواقم الطبية -وفق د. الهمص- بالاعتقال والقتل إذا خرج أحدهم من المستشفى وتزامن ذلك مع استهداف آليات الاحتلال الإسرائيلي الطوابق العلوية من المستشفى الأمر الذي آثار حالة من الخوف والرعب بين صفوف الكادر الطبي والمرضى والجرحى.
وفيما يتعلق بالمستشفى الاندونيسي قال د. الهمص: "إن جنود الاحتلال الإسرائيلي أخرجوا كل المرضى والكادر الطبي من داخل المستشفى؛ إلا أنه أبقى فقط على 12 شخصًا من الكادر الطبي بينما أبقت على نحو 30 جريحًا محاصرين جميعًا داخل المستشفى"، وفي الوقت ذاته منعت خروج أو دخول أحد للمستشفى".
واستهدفت قوات الاحتلال كما أشار د. الهمص جميع شبكات المياه وألواح الطاقة وتدمير كل ما يحيط بمستشفى الإندونيسي.
وفيما يتعلق بقدرة مستشفيات شمال قطاع غزة على علاج المصابين، أوضح د. الهمص أن المشهد في مستشفيات شمال القطاع صعب جدًا وكارثي لا يوجد ماء ولا دواء ولا يوجد مهام طبية، وذكر مدير المستشفيات الميدانية في غزة أن المستشفيات في شمال غزة تفتقد للشاش والمسكنات والمخدر والمنوم الذي يلزم لإجراء عمليات جراحية.
وشدد على أن فقدان أبسط المستلزمات الطبية يهدد حياة الجرحى، مبينًا أن بعض الجرحى ماتوا داخل المستشفيات لعدم قدرة الكادر الطبي من تقديم العلاج المناسب له.
وأمام المشهد الكارثي في مستشفيات شمال قطاع غزة يعتقد د. الهمص بأن الاحتلال يتعمد استهداف المنظومة الصحية وإخراجها عن الخدمة في شمال قطاع غزة لدفع الناس للنزوح من جباليا المعسكر وجباليا البلد وبيت لاهيا وبيت حانون وغيرها من المناطق والبلدات شمال قطاع غزة، لأن بقاء المنظومة الصحية يعني بقاء الحياة والسكان في الشمال.