شمس نيوز /عبدالله مغاري
مع اقتراب انطلاق القافلة البحرية "أسطول الحرية 3" تزداد تساؤلات المواطن الغزي عمّا إذا كان سينجح هذه المرة في اجتياز دائرة النار الإسرائيلية، خاصة في الوقت الذي يتحدث القائمون عليه, عن وجود شخصيات دولية ذات ثقل على متن السفن التضامنية.. وهل سيختلف المناخ في ظل وجود حكومة إسرائيلية جديدة؟
وأعرب محللون ومراقبون سياسيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل لن تغير من سياستها في التعامل مع السفن التضامنية, وأن أي رفع للحصار في ذهن إسرائيل مرتبط باتفاقيات، وليس رغما عن أنفها, فيما رأى آخرون أن السفن التضامنية ليست إلا جهودا رمزية لا تقدم حلولا في حال وصولها.
إرادة قوية
منسق قوافل أميال من الابتسامات "عصام يوسف" أكد على أن المتضامنين المشاركين في أسطول الحرية "3" ,يمتلكون إرادة وعزيمة قوية للوصول إلى قطاع غزة, بالرغم من التهديدات الإسرائيلية ,لافتا إلى أن أكثر من ستين متضامنا من دول عربية وأجنبية قرروا الانضمام إلى القافلة حتى اللحظة.
وقال "يوسف" المقيم في بريطانيا، متحدثا لـ"شمس نيوز":لا يوجد ضمانات من أي جهة سوى أن المتضامنين يمتلكون عزيمة وإصرارا للوصول إلى قطاع غزة المحاصر, وهناك تهديدات إسرائيلية معلنة عبر الإعلام، ولم يهدد أي متضامن بشكل شخصي ,كون أن إسرائيل لا تعرف أسمائهم" بحسب اعتقاده.
ونوه إلى أن الترتيبات والتجهيزات لا زالت مستمرة لإطلاق الأسطول في موعد سيتم إعلانه قريبا ,لافتا إلى أن أكثر من ستين متضامنا من دول أجنبية وعربية انضموا للأسطول.
نفس الأسلوب
المحلل السياسي طلال عوكل توقع ألا تغير إسرائيل هذه المرة من أسلوبها في التعامل مع السفن التضامنية, مشيرا إلى أن وجود الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيؤثر بالمعنى السلبي كونها حكومة أكثر تطرفا.
وقال عوكل لـ"شمس نيوز": إسرائيل دخلت مغامرة كبيرة مع أسطول الحرية ومع دولة كبيرة مثل تركيا, وبالرغم من التعاون الكبير، إلا أن إسرائيل ارتكبت جريمة البحر، فكيف فيما يتعلق بدول أخرى".
وأضاف: هناك سفينة سويدية، والسويد اعترفت بدولة فلسطين، وإسرائيل تعاملت بازدراء وسلبية كبيرة, ومن غير المتوقع أن تغير إسرائيل أسلوبها في التعامل مع سفن التضامنية".
ولفت المحلل السياسي إلى أن إسرائيل يمكن لها أن تفكر في رفع الحصار المفروض على قطاع غزة ولكن دون أن يرفع بالقوة وبالرغم عنها, منوها إلى أن رفع الحصار في ذهن إسرائيل مرتبط باتفاقيات تقوم بالترويج لها حاليا.
وبيّن عوكل إلى أنه "وبالرغم من أن المناخ العام أصبح أكثر قوة في المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة ,إلا أن وجود الحكومة الإسرائيلية الجديدة وطبيعة إسرائيل كدولة إرهاب, سيؤثر سلبا على التضامن الدولي مع فلسطين".
تضامن رمزي
المحلل السياسي محمد أبو مهادي، يرى أن الجهود التي تبذلها قوافل المتضامنين المحملة بالأدوية والمساعدات, جهود رمزية لا تقدم حلولا لإنهاء معاناة الغزيين ,لافتا إلى ضرورة إيجاد إستراتيجية وطنية لدفع ودعم التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية .
وقال أبو مهادي لـ"شمس نيوز": هذا الجهد الحالي جيد، ولكن قافلة تأتي محملة بالأدوية شيء رمزي، فكيف يمكن لقافلة محدودة من المتضامنين أن تقدم حلولا، خاصة وأن غزة خرجت من حرب راح ضحيتها آلاف المواطنين ودمرت آلاف المنازل؟".
ونوه المحلل السياسي إلى ضرورة إيجاد إستراتيجية وطنية لقضية التضامن الدولي, تسير بالشعوب التي تتضامن مع القضية الفلسطينية نحو النهوض ضد سياسات حكوماتها ,التي كانت سببا في معاناة الشعب الفلسطيني، بحسب قوله .
وبيّن أبو مهادي أن الجهد الفلسطيني المشتت يغفل بعض المجتمعات الهامة التي تتأثر بالرأي العام، ليقول : المجتمع الأمريكي والمجتمع الإسرائيلي ساحتان مهمتان تتأثران بالرأي العام ,هذه المجتمعات يهمها جدا قضية الرأي العام، ويجب أن تصب الجهود داخل هذه المجتمعات, وألا يترك اللوبي الصهيوني يلعب وحده داخل هذه المجتمعات الهامة".
و يتكون أسطول الحرية 3 من عدة سفن تنطلق من دول أوروبية، من بينها سفينة “ماريان” السويدية التي انطلقت الأسبوع الماضي، حيث وصلت ميناء “كيل” الألماني، وستتوجه إلى ميناء “برست” الفرنسي في المحطة المقبلة.
وكانت قوات الاحتلال هاجمت في الأول من مايو 2010 أسطول الحرية 1، الذي كان يضم عدة سفن من ضمنها سفينة مرمرة التركية التي كانت متجهة لقطاع غزة، والتي استشهد من على متنها عشرة متضامنين أتراك في المياه الدولية ,ما أدى إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل .