مع مرور أسابيع عدة لإغلاق الاحتلال الإسرائيلي حاجز "كرم أبو سالم" ومنع دخول الشاحنات التجارية والمساعدات الإغاثية إلى مناطق جنوب قطاع غزة والتي زعم الاحتلال أنها مناطق آمنة، وتزامنًا مع شح توفر المواد الأساسية، طفت على السطح أزمة الخبز وظهور السوس والدود فيما تبقى من أكياس الدقيق المخبأة في خيام النازحين.
وقضت أم أحمد الحطاب ساعات عدة أمام كيس الدقيق لتنظيفه من شوائب -السوس والدود- الذي غزا الكيس بشكل كامل، تقول لمراسل "شمس نيوز": "استلمت حصتي من الدقيق قبل أشهر عدة تقريبًا ولم يبقَ إلا كيس واحد لعدم حصولي على الدفعة الثالثة من الدقيق ولعدم توفره في الأسواق".
وتفاجأت الحطاب عندما فتحت كيس الدقيق بجيش من السوس يغزو الطحين مشيرة إلى أنها لم تكن تدرك أن الكيس ممتلئ بالسوس والدود ولم تتوقع يومًا أن تضطر إلى تنظيفه مرة ومرتين وثلاث مرات من أجل تنظيفه.
وتشتكي الحطاب من غزو السوس والدود لكيس الطحين، متسائلة "كيف ستتمكن مع اصطياد رغيف صالح للأكل بدون وجود السوس؟، وتردد بحزن وألم: "فجأة انقطع الخبز من البلد.. والطحين اختفى.. والمتوفر مليء بالسوس".
وحاولت الحطاب توفير الدقيق من جيرانها إلا أن محاولتها باءت بالفشل معللة السبب إلى أن الجميع أخفى الدقيق بعدما اختفت الأكياس من السوق بشكل كامل قائلة: "الكل كامش على طحينو"، وعللت الحطاب السبب إلى إغلاق "كرم أبو سالم" ومنع دخول المساعدات الإغاثية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت حاجز "كرم أبو سالم" منذ بداية شهر أكتوبر بحجة الأعياد اليهودية والإجازات الأسبوعية أمام المساعدات الإغاثية والسلع التجارية مما تسبب بشح توفر السلع الأساسية لحياة الانسان في أسواق جنوب قطاع غزة (الدقيق – السيرج – السكر – الملح – الغاز – الخضروات.." إلخ.
وعندما فرغت خيمة أبو محمد خضير من الدقيق اضطر للبحث عن الدقيق في الأسواق ليتفاجأ بعدم توفرها قائلًا: "عثرت على شخص ببيع طحين بشق الأنفس لكن المشكلة أن سعره مرتفع جدًا فـ"كيس" الطحين 25 كيلو بسعر 120 شيكل"، ويلفت خضير إلى أن الطحين مسوس ومليء بالدود.
وأمام صعوبة العثور على أكياس الدقيق النظيفة اضطر خضير كما قال لمراسل "شمس نيوز" إلى التوجه للمخابز لشراء ربطة خبز ليتفاجأ بأنه يقف أمام سيل من طوابير الانتظار قائلًا: ""لو بدي اشتري خبز من المخبز ح نصل الخيمة على العشا" وفضل خضير رحلة البحث عن الطحين النظيف عن الوقوف بطابور لا نهاية له كما وصف.
واتهم المواطن أبو خالد المدهون، التجار في اختلاق أزمة ارتفاع سعر الدقيق وإخفائه من الأسواق قائلًا: "أتفهم رفع سعر كيلو السكر بسبب إغلاق المعبر، لكن لماذا يتم رفع سعر الطحين؟"، داعيًا التجار للخوف من الله تعالى تجاه أبناء شعبهم الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ أكثر من 387 يوم على التوالي".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وأضاف: "سعر كيس الطحين 25 كيلو نار -وصل من 100 إلى 120 شيكل-، والله تقول وزنه ذهب، يا عمي مفروض التجار يراعوا أحوال الناس، ويكون عندهم دين والذبح بالميت حرام".
وأمام استمرار منع الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية والسلع التجارية إلى قطاع غزة سواء إلى مناطق الشمال أو الجنوب، فإن معالم المجاعة تلوح في الأفق وتضرب مفاصل الحياة في القطاع، ويتزامن ذلك مع تحذير هيئات دولية وإغاثية منها لعودة أزمة المجاعة في قطاع غزة