وقع مئات المواطنين في جباليا ضحية لإعادة التموضع العسكري لقوات الاحتلال على مدار خمسة وعشرين يوماً من اجتياحها وحصارها المطبق على البلدة ومخيمها.
فمئات المواطنين ارتقوا شهداء وأصيب الآلاف نتيجة عمليات التمويه والخداع التي تمارسها قوات الاحتلال بشكل شبه يومي في مختلف المربعات السكنية في البلدة وأحيائها ومخيمها.
وتبدع قوات الاحتلال في نصب الكمائن واصطياد المواطنين وقتلهم بدم بارد في مختلف أرجاء البلدة والمخيم وتتراوح هذه الأساليب بين ترك قناصة في نقاط مموهة وبين المسيرات الصغيرة الحجم المخبأة بين خزانات المياه وبين العودة السريعة للدبابات والآليات المدرعة بعيد عملية انسحاب وهمية.
وتحدث علاء موسى، وهو ناج من مجزرة ارتكبها الاحتلال في حي النزلة غرب بلدة جباليا عندما شاع خبر انسحاب قوات الاحتلال بشكل جزئي من المنطقة ما دفع مئات المواطنين للعودة لمنازلهم وجلب ما يمكن الانتفاع منه ليتفاجؤوا بعد نصف ساعة بعودة سريعة لعشرات الدبابات التي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة في الشارع الرئيس المؤدي إلى منطقة الصفطاوي ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة العشرات.
وقال موسى إنه وعند اقترابه من منزله بالقرب من نادي جباليا النزلة الرياضي تفاجأ بإطلاق نار كثيف وقذائف مدفعية بعد أقل من نصف ساعة من خلو المنطقة من أي وجود عسكري إسرائيلي.
وشدد على أنه نجا بأعجوبة من الموت المحقق بعد أن غادر المكان واحتمى بحفرة عميقة كانت قد حفرتها قوات الاحتلال قبل انسحابها من المكان.
وفي حادثة أخرى تحدث المواطن إبراهيم جميل عن حادثة مماثلة وقعت غرب بلدة جباليا حينما وصلت أعداد غفيرة من المواطنين لانتظار شاحنات تنقل مساعدات.
وأوضح جميل: أنه بمجرد وصولهم إلى نهاية شارع البحر من الناحية الغربية لانتظار الشاحنات حتى باغتت ثلاث دبابات جموع المواطنين وشرعت بفتح نيران أسلحتها الرشاشة نحوهم ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير من المواطنين.
وقدر جميل في نهاية العشرينيات من عمره عدد الذين استشهدوا وأصيبوا بالحادثة بالعشرات عدا مئات المعتقلين الذين حاصرتهم قوات الاحتلال وشرعت باعتقالهم ونقل بعضهم لجهات غير معلومة.
بينما لم يكن ذنب المواطن محمود نبهان الذي أصيب بجروح خطيرة إلا محاولته الوصول لمنزله في منطقة السوق في بلدة جباليا عندما تناهى إلى مسامعه خبر تراجع قوات الاحتلال عن المنطقة.