غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مع استمرار العدوان والحصار.. سكان جباليا يواجهون شبح الموت عطشاً

عطش في غزة.webp
شمس نيوز -الأيام

يواجه سكان بلدة جباليا ومخيمها، شمال قطاع غزة، مخاطر الموت عطشاً بعد نفاد المياه من منازلهم ومناطقهم المحاصرة، منذ أكثر من ثلاثين يوماً.
ويطلق مواطنون من المنطقة التي تضم البلدة ومخيمها وأحياءها مناشدات يومية وكل ساعة لتزويدهم بمياه الشرب ولكن لا أحد يستجيب بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال عليهم منذ اليوم الأول لعمليتها العسكرية العميقة، التي تسببت باستشهاد واعتقال آلاف المواطنين، وتدمير معظم مبانيها.
وحسب شهادات مواطنين، يستحيل التحرك في معظم أرجاء المنطقة بسبب سيطرة قوات الاحتلال عليها سواء القوات البرية أو المدرعة أو عبر مئات الطائرات المسيّرة خاصة "كواد كابتر" صغيرة الحجم التي تحلّق في سماء المنطقة بشكل متواصل.
ورصدت "الأيام" في الساعات الـ48 الأخيرة استشهاد وإصابة أكثر من مائة مواطن في مربع سكني محدود بحي النزلة في قلب جباليا بسبب محاولاتهم التسلل إلى أماكن يظنون أنها تحتوي على مياه شرب لتوفيرها لأفراد أسرهم.
وأصيب جميع هؤلاء تقريباً بنيران أسلحة وقذائف الطائرات المسيرة التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة جداً، وتراقب جميع المنافذ ومداخل المنطقة لليوم السابع على التوالي دون انقطاع.
ورغم الخسائر الفادحة في الأرواح إلا أن أزمة نقص المياه الحادة والخوف من الموت عطشاً يدفعان العديد من المواطنين لا سيما الشباب القادرين على التحرك والركض، إلى الخروج ومحاولة كسر الحصار لتوفير المياه.
وأكد مواطنون محاصرون لـ"الأيام" أن الأولوية بالنسبة لهم الآن هي توفير مياه الشرب من مناطق مجاورة لا تتعرض لحصار كحي الشيخ رضوان وحي التفاح في مدينة غزة.
ولوحظ تمكن أعداد محدودة جداً من المواطنين من جلب كميات قليلة من المياه لا تتجاوز عشرين لتراً من مناطق بعيدة، وبجهود ومخاطر عالية جداً، حيث لجأ هؤلاء إلى حيل لتضليل الطائرات عبر كسرهم الحصار وتحركهم من أكثر من جهة وشارع في محاولة منهم لتمكين مجموعة من الخروج من المنطقة والوصول إلى مناطق آمنة لجلب كميات أكبر من المياه حملاً على الأكتاف، رغم الصعوبات والمخاطر الجسيمة.
ورغم محدودية كمية المياه التي يأتي بها هؤلاء إلا أنهم سرعان ما يوزعونها على المنازل والأسر للحفاظ على حياة الأطفال، وتجنيبهم الدخول في مخاطر الجفاف ثم الموت.
ولا تكفي هذه الكميات إلا لبضع ساعات للمنزل الواحد في ظل تكدسه بالنازحين الذين يعانون من العطش والجوع.
ويضطر المواطنون إلى شرب المياه الملوثة وغير الصحية المعدة للاستخدام المنزلي، والتي تتوفر منها كميات بسيطة، حيث يقومون بغليها عبر مواقد الحطب من أجل تخفيف وطأة تلوثها، كما يفعل المواطن محمد عيسى الذي لجأ إلى هذه الطريقة منذ نفاد المياه الصالحة للشرب.
من جهته، بيّن المواطن فايز رشدي أنه يضطر إلى توزيع مياه الشرب حتى غير الصالحة للشرب بكميات قليلة جداً على أفراد أسرته حتى لا يفقدها بشكل نهائي.
وأوضح رشدي أنه وفي ظل عجزه وعدم قدرته على توفير المياه يضطر إلى استخدام هذا الأسلوب للحفاظ على حياة أفراد أسرته وأعداد كبيرة من أقاربه النازحين في منزله.
وامتنعت جميع المؤسسات المانحة التي كانت تعمل على إدخال بعض شاحنات المياه للمنطقة منذ بدء العملية العسكرية الحالية، عن إدخالها منذ سبعة أيام بعد استهدافها من قبل قوات الاحتلال واستشهاد العديد من المواطنين خلال اصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على بعض اللترات.
وعلى وقع تصاعد هذه الأزمة، يناشد القاطنون في جميع أرجاء بلدة جباليا ومخيمها العالم التدخل الفوري لوقف المجازر أولاً، ثم رفع الحصار وتوفير المياه والطعام فوراً.