أكد مفتي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، سماحة الشيخ إحسان عاشور، أن "التجار الفجار، الذين يقومون بدور العملاء الطوعيين للاحتلال الإسرائيلي، ويساهمون في ضرب الجبهة الداخلية، ويمارسون الآن تمرير مخططهم الخبيث من خلال تطبيق سياسة تجارية قذرة، مجرمون يجب التصدي لهم".
وقال مفتي خانيونس، إن هؤلاء التجار يستعملون ثلاثة مصطلحات تجارية خبيثة، وتمثل كل واحدة منها مرحلة مستقلة:
- المرحلة الأولى (مرحلة التخزين):
وهي مرحلة جلب البضائع، ووضعها في المخازن، وعدم ضخها في السوق، حتى يضمنوا السيطرة عليها، والتحكم فيها.
- المرحلة الثانية/ (مرحلة التعطيش):
وهي إبقاء السوق في حاجة ماسة للسلع، حيث يجعلون المواطن يبحث عنها بجنون، ويمسي وعنده استعداد كامل لدفع عشرين ضعفَ ثمنِها للحصول عليها.
- المرحلة الثالثة/ (مرحلة التقطير):
البدء في نشر البضائع في السوق بكميات قليلة جدًا، حتى تبقى محافظة على سعرها، ويظل المواطنون يبحثون عنها، وهنا في هذه المرحلة لا تستغرب أن ترى الأسعار فلكية، والمواطن (دايخ السبع دوخات) في الأسواق، رغم أن المخازن مكدسة بالبضائع.
وشدد على أن "هؤلاء المجرمون إن لم يقرعهم دينهم، ولا تمنعهم وطنيتهم، فلا بد أن تردعهم العصا"، مشيراً إلى أن "لذلك أساليب كثيرة يعرفها أهل الاختصاص والمسؤولية، وإن لم يقوموا هؤلاء بدورهم فعلي أهل الحل والعقد في البلد أن يُجمِعوا أمرهم، ويتخذوا خطوات جادة لحل هذه الأزمة".
وختم حديثه: "ألا لعنة الله على التجار الفجار المجرمين المحتكرين الاستغلاليين، فقد لعنهم مِنْ قَبلِنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم".
وشهدت مدن جنوب قطاع غزة لأول مرة منذ نحو أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية، حراكًا شعبيًا ضد غلاء أسعار السلع والمنتجات الغذائية والتموينية، ورفضًا لمبررات التجار تزامنًا مع ضعف الدور الرقابي لوزارة الاقتصاد في حماية المستهلكين سواء النازحين أو السكان.
ويأتي الحراك الشعبي ضد غلاء الأسعار جنوب قطاع غزة في ظل تفاقم أزمة المجاعة؛ لاختفاء جميع أصناف السلع والمنتجات الغذائية من الأسواق والمحال التجارية وبسطات الباعة المتجولين، فلا يوجد سوى بعض المعلبات والتي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني إن وجدت.
وأغلق الحراك الشعبي منذ صباح اليوم الثلاثاء (5 نوفمبر 2024) جميع أسواق "دير البلح وخانيونس والزوايدة" حيث ألقى المتظاهرون باللوم على التجار وضعف الرقابة الحكومية رافعين شعارات مناهضة لرفع الأسعار منها: "يسقط جشع التجار"، "قطاع الطرق مجرمون"، "نحن الشعب جياع".
وتغلق قوات الاحتلال الإسرائيلي كرم أبو سالم -الحاجز التجاري الوحيد جنوب القطاع- منذ بداية شهر أكتوبر الماضي بحجة الأعياد الإسرائيلية، وتمنع دخول البضائع والسلع التجارية، فيما تسمح بدخول 30 شاحنة يوميًا من المساعدات الإنسانية للمؤسسات الدولية تهدف إلى ذر الرماد في العيون، ومنذ تلك اللحظة ارتفعت أسعار السلع والمنتجات بشكل غير مسبوق في الأسواق، ومع مرور الوقت اختفت جميع السلع والمنتجات ما أدى إلى اشتداد أزمة المجاعة بين النازحين.
المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني قال، أمس الاثنين: "إن إسرائيل قلصت عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بالدخول لقطاع غزة إلى 30 شاحنة فقط يومياً خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2024".
وأكد لازاريني، في بيان نشره على حسابه عبر منصة إكس، أن "دخول 30 شاحنة مساعدات يومياً فقط إلى غزة خلال أكتوبر الماضي، هو أدنى مستوى من المساعدات منذ فترة طويلة، وبذلك تكون المساعدات انخفضت إلى المستوى الذي كانت عليه في بداية الحرب".
وتكمن أزمة المجاعة جنوب قطاع غزة بمنع قوات الاحتلال إدخال البضائع والسلع التجارية، فيما يتهم النازحون والمواطنون التجار بالتلاعب بأسعار ما تبقى من بضائع ومنتجات لأضعاف مضاعفة للأسعار الحقيقية.