قائمة الموقع

باحث سياسي لـ"شمس نيوز": تحديات مهمة وخطيرة تواجه استقرار حكومة نتنياهو في المرحلة المقبلة!

2024-11-11T11:16:00+02:00
تقرير التسريبات د.رائد نجم.jpeg
شمس نيوز -مطر الزق


من المتوقع أن تشهد "إسرائيل" خلال المرحلة المقبلة أحداثًا درامية مثيرة لا سيما مع استمرار الحديث عن تسريب مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو معلومات أمنية حساسة تتعلق بإدارة الحرب على قطاع غزة، تزامنًا مع وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية برؤية واضحة تتمثل بإنهاء الحروب في المنطقة لا سيما حرب "إسرائيل" ضد القطاع.

وعن تأثير التسريبات الأمنية على الحرب ورؤية دونالد ترامب للمنطقة أجرت وكالة "شمس نيوز" حوارًا خاصًا، مع الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية الدكتور رائد نجم الذي يرى، بأن تسريب معلومات أمنية حساسة من مكتب نتنياهو تشكل فضيحة أخلاقية وأمنية، وتكشف حقيقة المواقف الضبابية لنتنياهو، مع إشارته إلى أن التسريبات لن تؤثر مباشرة على مجريات الحرب ضد قطاع غزة.

ويعتقد د. نجم بأن مسألة التسريبات الأمنية لن تؤثر بشكل مباشر على مجريات الحرب الدائرة ضد قطاع غزة؛ لكنها تعرض بنيامين نتنياهو لمزيد من الضغوط خاصة مع تبني المعارضة الإسرائيلية لهذه الرواية، ومهاجمة نتنياهو باعتباره شريكا في عملية التسريبات أو على الأقل عدم معرفته بما يدور داخل مكتبه من خلال تسريب معلومات حساسة والتلاعب بها ونقلها لوسائل الاعلام دون معرفة أجهزة أمن الاحتلال.

ويُشير إلى أن التأثير المباشر للتسريبات الأمنية إذا توحدت الجبهة الداخلية من معارضة وأهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة والجمهور الإسرائيلي ضد نتنياهو وحكومته ما من شأنه أن يزيد الضغط على نتنياهو، كما سيكون أيضًا لها تأثير قانوني، حيث ما زالت الجهات القانونية تحاول البحث عن الطرف أو الشخص المسؤول عن إعطاء الأوامر للقيام بمهمة تسريب المعلومات، لافتًا إلى أنه إذا تم اكتشاف أن ثمة علاقة بين نتنياهو وأوامر التسريب، فإن ذلك سيشكل منعطفا مهما في القضية.

كشفت أمرًا مهمًا

وتوقع د. نجم بأن التسريبات الأمنية كشفت موقف نتنياهو بكل وضوح من حرب الإبادة ضد سكان قطاع غزة، إذ أثبتت بأن نتنياهو هو المعطل الرئيسي أمام إتمام صفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب، ما يجعل تحركاته حساسة سواء من جهة الإدارة الأمريكية أو من جهة الوسطاء، معتقدًا بأن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب والتوترات الإقليمية الى حين تسلم ترامب زمام القيادة في البيت الأبيض.

وقال: "قد لا تكون التسريبات هي المسؤولة عن مستقبل حكومة نتنياهو بشكل مباشر، لكنها تضعف موقفها أمام الشارع والجمهور الإسرائيلي، الذي عمل نتنياهو بشكل واضح بالتلاعب بالجمهور من خلال تسريب معلومات والتلاعب بها من أجل الضغط على الجمهور وتحذيرهم من الوقوع في فخ حماس، بأن حماس هي التي تريد تأجيل الصفقة والضغط على الحكومة وليس هو كما يزعم".

ولفت د. نجم إلى أن التأثير المباشر من التسريبات الأمنية الحساسة سيكون على الجبهة الداخلية من خلال اتحاد موقف وإجماع المعارضة الإسرائيلية للتحرك ضد الحكومة، لا سيما تحريك الجمهور وأهالي الأسرى الإسرائيليين مما يزيد الضغط على حكومة نتنياهو.

 

حكومة نتنياهو مستقرة!

وحول تأثير أزمة تسريب المعلومات الأمنية على استقرار حكومة نتنياهو، قال: "أعتقد بأن نتنياهو يتمتع بحصانة برلمانية تحافظ على استقرار حكومته حتى عام 2026 حيث موعد الانتخابات الرسمية"، مشيرًا إلى أن نتنياهو ضم إلى حكومته جدعون ساعر للحكومة وتوليته منصب وزير الخارجية، وبذلك دعم استقرار حكومته بـ68 نائبًا، مما يحمي الحكومة من السقوط سواء بوجود حراك داخلي أو خلافات داخلية أو ضغوط من أهالي الأسرى المعتقلين في قطاع غزة.

واستدل د. نجم برؤيته في استقرار حكومة نتنياهو بقرار إقالة وزير الحرب يؤاف غالانت الذي كان يؤكد في كل ظهور إعلامي بأن الأمور نضجت، والعملية العسكرية استوفت أهدافها، ويمكن للمستوى السياسي الذهاب لإبرام صفقة تبادل؛ لكن سياسة نتنياهو تتعارض مع سياسة غالانت برفض إنهاء الحرب وإفشال عقد صفقة أسرى.

ويرى بأن نتنياهو نجح خلال 13 شهرًا من إطالة أمد الحرب بخلق الأزمات والتي كان آخرها تسريب المعلومات الأمنية والحساسة من أجل التهرب من عقد أي صفقة تبادل أسرى، لأن إطلاق الأسرى يعني هدنة ووقف إطلاق نار؛ مما يجعل حماس تعيد بناء نفسها من جديد، وهذا يتعارض مع هدف نتنياهو الرئيسي للحرب بالقضاء على قدرات حماس الإدارية والعسكرية.

 

رؤية ترامب قد تعيق حكومة نتنياهو

وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة وسيناريو عودة دونالد ترامب لقيادة واشنطن، يعتقد د. نجم أن طبيعة العلاقة بين حكومة نتنياهو ومدى انسجامها مع رؤية دونالد ترامب الداعية إلى إنهاء الحروب في المنطقة ومن ضمنها حرب غزة، قد يشكل ذلك عاملًا ضاغطًا ومهمًا وقويًا ضد إسرائيل لوقف الحرب.

وأشار إلى أن حروب إسرائيل في المنطقة ضد غزة ولبنان واليمن والعراق وايران كلفت الولايات المتحدة الأمريكية ضرائب كثيرة بسبب ما يقدم لإسرائيل من دعم مباشر سواء مالي أو عسكري، لذلك قد يحاول ترامب وضع حد للاستنزاف المالي والاقتصادي الأمريكي في المرحلة المقبلة.

ويعتقد د. نجم بأن الرؤية الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب في المنطقة قد تؤثر على موقف حكومة نتنياهو التي اعتمدت على إدامة الحرب وعدم التوصل لصفقة تبادل باعتبارها فرصة تاريخية لليمين الإسرائيلي المتطرف؛ لتحقيق تطلعات ما يعرف بـ"إسرائيل" الكبرى والتي تعني عدم إقامة دولة فلسطينية وطرد الفلسطينيين من أراضيهم.

واستذكر د. نجم ما قاله وزير المالية الإسرائيلي "بتسلئيل سموتريش" في تسجيل صوتي مسرب كشف خلاله عن خطة سرية خطيرة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وإجهاض أي محاولة لأن تكون الضفة الغربية جزءًا من الدولة الفلسطينية، إضافة إلى تعزيز السيطرة المدنية للإسرائيليين على الضفة: "أقول لكم إنه أمر درامي للغاية، مثل هذه التغييرات تشبه تغيير الحمض النووي للنظام"، وباعتقاد د. نجم أن هذه التغيرات التي يسعى إليها سموتريش تتطلب مواجهة طويلة وممتدة قد لا تتحملها إدارة ترامب بشكل خاص في المرحلة القادمة.

وقال د. نجم: "إن دونالد ترامب سيحاول مجددًا العودة إلى مسار التطبيع ضمن رؤيته للمنطقة في مواجهة إيران وهذه الرؤية تتطلب كبح جماح حكومة نتنياهو وإيجاد صيغ للتعاون وترتيب الأوضاع في الإقليم، وبدوره قد يؤثر على مستقبل حكومة نتنياهو ومشروعها الذي أقيم وتأسس على فكرة حسم الصراع والقضاء على أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية ودفع الفلسطينيين إلى الرحيل سواء بالحرب أو التدمير الممنهج والاجتياحات كما يحدث شمال الضفة الغربية باستراتيجية ما يعرف بـ "حسم الصراع".

اخبار ذات صلة