قائمة الموقع

مساعدات مغمسة بالدم.. "إسرائيل" تضلل العالم باستخدام سياسة "ذر الرماد في العيون"

2024-11-12T16:09:00+02:00
الحرب على غزة .. شمال غزة تباد
شمس نيوز - خاص

تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تخفيف الضغوط الأمريكية لإدخال بعض من شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية بعد توقف دام أكثر من شهر ونصف شمال قطاع غزة ما تسبب بارتفاع وتيرة تحذيرات المؤسسات والمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية من عودة المجاعة بشكل أكبر عما كانت عليه في بداية الحرب شمال القطاع.

وأقدمت "إسرائيل" على تضليل الرأي العام إذ سمحت بإدخال بعض شاحنات المساعدات الإغاثية شمال القطاع، وذلك لذر الرماد في العيون وللتغطية على الإبادة الجماعية التي يرتكبها جنودها، وعلى خلفية التهديدات التي حذّرت إسرائيل بأنها يجب أن تعمل على تحسين الوضع الإنساني في غزة وإلا ستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية.

وكان جيش الاحتلال قد منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة منذ 25 سبتمبر/أيلول الماضي، ثم منع البضائع في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليشن بعد ذلك هجوما عسكريا واسعا على سكان جباليا وبيت لاهيا فصل فعليا شمال غزة عن باقي القطاع.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الوصول الإنساني إلى محافظة شمال غزة لا يزال محدودا للغاية، معربا عن قلقه بشأن مصير الفلسطينيين الباقين في شمال غزة، حيث يستمر الحصار الإسرائيلي المفروض على المنطقة.

ودعا المكتب الأممي "إسرائيل" إلى فتح ممر إنساني بشكل عاجل أمام المساعدات الإنسانية نظرا للاحتياجات الهائلة للسكان.

وفي تقرير حديث، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الوكالات الإنسانية قدمت خلال الشهر الماضي 50 طلبا إلى حكومة الاحتلال لدخول محافظة شمال غزة، رفض 33 منها مباشرة وقُبلت 8 طلبات قُوبلت بعد ذلك بالعوائق.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وذكر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الوصول الإنساني إلى شمال غزة بشكل عام كان محدودا للغاية، وأن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية سجل 98 محاولة خلال الشهر الماضي لتنسيق الحركة إلى الشمال عبر نقطة تفتيش على طول وادي غزة، موضحا أن 85% من تلك الطلبات قد رفضت أو عُرقلت.

 

لذر الرماد في العيون

الكاتب والمحلل السياسي أسامة سعد يرى بأن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة "ذر الرماد في العيون" أمام أية ضغوط أمريكية أو دولية لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية أو وقف حرب الإبادة ضد سكان قطاع غزة، مع إشارته إلى أن الاحتلال ماضٍ في سياسته لتضييق الخناق والحصار ليرفع أهل غزة الراية البيضاء.

وقال الكاتب سعد لـ"شمس نيوز": "إن الإدارة الأمريكية وجهت قبل أيام تحذير لحكومة الاحتلال وأجبرته على إدخال مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة بعد نحو أكثر من شهر من توقف إدخال المساعدات وفعلًا استجابت حكومة الاحتلال بإدخال بعض المساعدات؛ لكن في اليوم ذاته هاجمت مراكز الإيواء وأجبرت السكان للنزوح واجتاحت مناطق واسعة من بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة".

ويعتقد الكاتب سعد أن الهدف الإسرائيلي من إدخال المساعدات هو تخفيف الضغوط الأمريكية "لذر الرماد في العيون"، بينما الهدف الآخر من استهداف تلك المساعدات هو تشدد الحصار وإجبار السكان لرفع الراية البيضاء وفرض التهجير من أراضيهم.

ويؤكد أن السبب الرئيسي في سياسية تنقيط المساعدات التي تنتهجها "إسرائيل" وعدم استجابتها؛ لمطالب المنظمات الإنسانية والحقوقية، هو منحها غطاءً سياسيًا وقانونيًا أمريكي ودولي، إضافة إلى ضعف ردود الدول العربية التي لا ترتقي مطالبهم مطلقًا أمام مجازر الاحتلال وإراقة دماء الفلسطينيين في مجازر مروعة منذ أكثر من 403 أيام.

وأشار إلى أن الاحتلال يتمتع بدعم أمريكي وبريطاني وألماني وغربي مطلق ليمارس جرائمه فوق القانون، ويعتقد الكاتب سعد أن الاحتلال بات يحدد قوانين العالم أجمع وفق أهوائه ومعتقداته ومخططاته، مستدلًا بذلك بمطالبته لقوات اليونيفيل بالانسحاب من حدود لبنان وعدم تطبيق قرار وقف الحرب على غزة في تحدِ سافر لقوانين مجلس الأمن الدولي.

ولفت إلى أن العالم يدرك حقيقة ذلك لكنه لا يتعامل مع القضية الفلسطينية من ناحية حقوقية وإنسانية مطلقًا إنما يتحدث بلغة المصالح، فـ"إسرائيل" بالنسبة للحكومات الغربية أهم بكثير من فلسطين، إذ تمثل "إسرائيل" لهم الخندق المتقدم في الشرق الأوسط، ويدركون تماما أن الاحتلال يرتكب جرائم ومجازر بشعة مروعة تنتهك قوانينهم، لكنهم يغضون أبصارهم وفق مصالحهم الخاصة".

وعن الإجراءات المطلوبة لاستمرار الضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية وإنقاذ أهالي شمال قطاع غزة من المجاعة، قال الكاتب سعد: "الدول العربية والإسلامية تمتلك قوة هائلة وكبيرة سياسيًا وقانونيًا؛ للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومن ضمنها طرد السفراء ومقاطعة إسرائيل وإدخال المساعدات عبر المعابر بالقوة".

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال اجتياحا بريا شمال قطاع غزة بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة، في حين يقول الفلسطينيون إن "إسرائيل" ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه.

وبدعم أميركي تشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة استشهد خلالها عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

اخبار ذات صلة