غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حدد آليات المواجهة

مفكر عربي يحذر عبر "شمس نيوز" من سياسة ترامب لتصفية قضية فلسطين: استعدوا للمعركة جيدًا!

المفكر برهان غليون.jfif
شمس نيوز - خاص

أكد المفكر السوري وأستاذ علم الاجتماع السياسي برهان غليون، أن الأمتين العربية والإسلامية أمام تحد خطير جدًا في المستقبل القريب بعد تولي دونالد ترامب ولايته الثانية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، مع إشارته إلى أن ترامب سيسعى جاهدًا لاستكمال مشروع تصفية القضية الفلسطينية الذي بدأه في ولايته الأولى.

ويرى المفكر غليون في حوار خاص لـ"وكالة شمس نيوز" أن المشروع الذي بدأه ترامب في ولايته الأولى عام 2016 سيتم تفعيله مجددًا في ولايته الثانية، بهدف تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية والاعتراف بضم "إسرائيل" للضفة الغربية، وإجبار الدول العربية لا سيما الخليجية على الاعتراف المجاني بـ"إسرائيل".

وقال: "إن ترامب سيقدم وعودًا لحماية الدول العربية والخليجية التي تطبق مشروع تصفية قضية فلسطين"، مشددًا على أن تعهد ترامب سيكون شكليًا "لا يسمن ولا يغني من جوع"، لتكون الدول العربية والإسلامية أمام تحدِ كبير.

واستذكر المفكر غليون ما نقلته صحيفة الغارديان في آخر مقالاتها يوم (13 نوفمبر 2024) عن مرشح إدارة ترامب الإنجيلي مايك هوكابي ليكون سفيرًا في "تل أبيب"، إذ قال في تصريحات حول القدس: "إن الشعب الوحيد الذي اتخذ من أورشليم عاصمة له هم اليهود، لم يتمكن أي شخص آخر من جعل هذه المدينة عاصمة على الإطلاق، لذلك لا ينبغي أن يكون الأمر موضع نقاش".

كما نقل عن هوكابي فيما يتعلق بالضفة الغربية قوله: "أعتقد أن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة، لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة، لا يوجد شيء اسمه مستوطنات إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن، لا يوجد شيء اسمه احتلال".

وأمام هذه التصريحات للمرشح هوكابي يعتقد المفكر غليون، بأن المرحلة المقبلة عقب تولي ترامب إدارة شؤون الرئاسة الأمريكية ستكون خطيرة، وأن الأمتين العربية والإسلامية ستكونان أمام تحدِ كبير، مشيرًا إلى أن تصريحات هوكابي الحماسية والداعمة لـ"إسرائيل" تثير في بعض الأحيان استياء الكثير من الجماعات اليهودية.

وأوضح أن أميركا وإسرائيل ستستخدمان كل أشكال التهديد والابتزاز الممكنة لإخضاع الدول العربية، خاصة الخليجية لإرادتهم؛ لكن المفكر غليون يعتقد بأن الدول العربية والإسلامية حاولتا استباق الأمر بعقد المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض للتأكيد على عدم تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بالمجان، والاشتراط على أي تسوية بالاعتراف بدولة فلسطين.

وحذر المفكر غليون من فرض خطة ترامب على الدول العربية للاعتراف المجاني بـ"إسرائيل"، قائلًا: "أنا على ثقة بأن فرض اعتراف الدول العربية بـ"إسرائيل" سوف يفجر الدول العربية من الداخل ولا يمكن اخماد غضب الشعوب العربية".

ويعتقد المفكر الفرنسي السوري، أن مفاوضات طويلة ستتم خلال المرحلة المقبلة بين الدول العربية وإدارة ترامب لإيجاد تخريجة على حساب الفلسطينيين مثل الاقتصار على الاعتراف بضم مستوطنات الضفة كمرحلة أولى؛ لكن حتى مثل هذا الحل لن يكون مقبولًا من الشعوب العربية والاسلامية بالتأكيد".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وفيما يتعلق بالإجراءات التي يجب على الفلسطينيين اتخاذها، قال: "المعركة ستكون قاسية جدًا؛ وعلى الفلسطينيين الاستعداد جيدًا للمخطط الأمريكي، وإعداد رد متقن لإفشال ضغوط بعض الدول العربية التي ستسعى للوصول إلى تسوية مع "إسرائيل" كالعادة لإرضاء واشنطن".

وأشار إلى أن أفضل وسيلة للرد الفلسطيني هو توحيد الصف، وإنتاج قيادة مشتركة توحد الموقف وتحشد الفلسطينيين والعرب وراءه، والرأي العالمي المؤيد للقضية الفلسطينية والذي بات حاقدًا على "إسرائيل" بسبب استمرار جريمة حرب الإبادة في قطاع غزة".

ولفت إلى أن استمرار التفاهم بين المجموعة العربية والفلسطينيين على رفض التسليم بالإملاء الأمريكي حينها ستكون "إسرائيل" في ورطة سياسية وأخلاقية كبيرة، فهي لا تملك أي حل للكارثة الانسانية التي تسببت بها، وسوف يزيد تطرف حكومة نتنياهو من عزلتها وعزلة الولايات المتحدة أيضًا في العالم وفي الشرق الأوسط، خاصة إذا استمرت فعالية المقاومة في قطاع غزة والجنوب اللبناني.

وأكد أن كل ما يحتاجه الفلسطينيون والعرب في مواجهة هذه الصدمة القادمة التي يريد ترامب أن ينقذ من خلالها "إسرائيل" ويجنبها الإدانة العالمية وانكشاف سياستها الفاشية هو الصمود والاستمرار في حشد القوى الدولية وراء القضية الفلسطينية والعربية التي لم تكن في أي وقت أكثر وضوحًا في عدالتها مما هي عليه اليوم.