في غزة، حيث يلتقي الموت بالحياة، وتصبح اللحظات كالعمر بأسره، يواصل أكثر من مليون فلسطيني العيش في خيام تحت تهديد القصف والمطر والجوع. ما زال هذا الكابوس يمتد لأكثر من عام وشهرين، وتحت ظروف لا إنسانية، يواجه أطفال ونساء وآباء الموت يوميًا، ليس فقط في جبهات الحرب، ولكن أيضًا في صمت الطبيعة القاسية. ما بين غياب الأمان وانعدام الأمل، تصبح خيام النازحين بمثابة مأوى مؤقت لآلام لا تنتهي، وملجأ هشًا لقلوب يعتصرها الألم.
الأمطار التي تتساقط بغزارة، تحوّل الخيام إلى مستنقعات من الطين والمياه، لتغمرها بشكل كامل، وتزيد من معاناة من يعيشون داخلها. أطفال يولدون في ظروف لا تحتمل، لا يجدون ما يأكلونه، ولا ما يقيهم برد الشتاء القارس. النساء الحوامل يواجهن خطرًا مضاعفًا، ولا يجدن طعامًا يغذيهن أو دفئًا يحمي أجسادهن المتعبة. الشوارع تغرق في المياه، والأطفال يلعبون في الطين ببراءة، لكنهم يجهلون أن هذا الطين قد يكون هو آخر ما يلمسونه في حياتهم.
ومع كل تلك المآسي، تبقى الخيام نفسها هدفًا للهجمات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. لا رحمة، لا تمييز، فالقتال لا يتوقف، ولا