قائمة الموقع

تقرير غزيون يفضلون الإقامة بين الركام على اللجوء إلى الخيام

2024-12-02T17:07:00+02:00
نازحون .. دمار .. نساء غزة .. الحرب .. حرب.webp
شمس نيوز - جريدة الأيام

اختار أفراد أسرة فرحات مسكناً صغيراً بطرف بناية مدمرة في منطقة الرمال الغربي ليؤويهم من برد الشتاء من جهة، ولضمان عدم قصف ركام المبنى من جهة أخرى.

وقال الشاب سامي (22 عاماً)، الابن الأكبر لأسرة مكونة من ثمانية أفراد، إنهم نزحوا من مخيم جباليا وسط القصف والدمار وبعدما انهارت عليهم بناية كانوا يلوذون إليها في المخيم فوق رؤوسهم.

وأضاف: "تعقدنا من قصف المبنى فوق رؤوسنا مثلما حصل مرتين في المخيم"، مشيراً إلى أنه في المرة الأولى انهارت جدران المنزل عليهم وفي الثانية تم قصف بناية مرتفعة بجوارهم وانهالت عليهم الحجارة والركام.

وتابع سامي: "نزحنا إلى مركز إيواء في مخيم الشاطئ ومن كثر الازدحام معرفناش نعيش والمطر أغرق خيمتنا التي كانت مقامة وسط ساحة المدرسة".

استطاع أفراد أسرة فرحات، وبقليل من الأقمشة أن يهيئوا مكاناً لا تزيد مساحته على 50 متراً مربعاً تعلوه كومة من الركام للسكن والنوم.

وقالت الفتاة بيسان، الابنة الصغرى (19 عاماً): "الآن إحنا عايشين تحت سقف منزل مدمر بالكامل، حوالينا أحجار وقطع ركام ضخمة وضامنين أنو مش راح يصير قصف وكمان محميين من البرد والمطر".

وأشارت إلى أنهم ضجوا من السكن في مركز إيواء بالمدرسة، بسبب الازدحام وانتشار الأمراض المعدية، وفضلوا تهيئة ركام منزل لا يعرفون من صاحبه للسكن.

وقلل فرج (55 عاماً) رب الأسرة الذي يعاني من شلل نصفي ويحتاج للكثير من المعينات، من مخاوف أفراد أسرته الناجمة عن إعادة قصف المنزل، كما حدث في منازل أخرى، مؤكداً أن المخاوف لا تكمن في إعادة قصفه بل في احتمال انهيار الركام عليه وعلى أفراد أسرته لسبب أو لآخر.

أما الشاب صابر أغا (30 عاماً) الذي فقد والديه وأشقاءه ونجا فقط هو وشقيقته الصغرى، فقرر النزوح من بيت لاهيا إلى مدرسة في منطقة الرمال غرب مدينة غزة بعدما أجبرهما الاحتلال على النزوح من خيمة سكناها عند أنقاض منزلهما، تحت وقع القصف والتهديد.

وحسب شهود عيان فإن الشاب اغا وشقيقته ينزحان في غرفة صغيرة ملاصقة لمنزل مقصوف في منطقة الرمال، وسط منطقة تعرضت للتدمير.

ونقل الشهود عنهما أنهما يأمنان عند النوم تحت الركام أكثر من النوم في خيمة في العراء، من صواريخ الاحتلال ومتفجراته من جهة، ومن سيول الأمطار وبرد الشتاء من جهة أخرى.

وذكرت مصادر محلية أن الكثير من النازحين باتوا يفضلون النزوح تحت منازل مدمرة وبين أنقاضها هرباً من مخاطر استهداف مراكز الإيواء أو استئجار أو استخدام منازل قد يتم استهدافها وقصفها.

ومع دخول فصل الشتاء شرع مواطنون بترميم منازل متواضعة كانت تضررت بفعل القصف الإسرائيلي.

وقال المواطن فريد الترامسي (33 عاماً) إن المقصود بالترميم هو وضع ما هو متاح من "الشوادر" و"النايلون" حول كومة الركام والاحتماء من سقوط المطر، معتبراً أن ذلك أفضل من السكن في خيمة قد تتطاير مع هبوب الرياح أو تكون هدفاً جانبياً لصواريخ الاحتلال.

وبيّن أنه أقام في مركز نزوح لمدة أربعة أشهر، وسط بيئة مزدحمة تسببت بأمراض خطيرة، حتى قرر مغادرة المركز والتخلي عن مكان خيمته فيه والعودة للسكن بين الركام.

 

اخبار ذات صلة