لا تزال قوات الاحتلال تواصل حصارها وهجومها على مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وارتكبت جرائم مُروعة بحق الأطقم الطبية، والمرضى، ودمرت ولا تزال تدمر مرافق المستشفى، خاصة الحيوية منها.
ووفق مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، فإن الهجوم الأخير على المستشفى كان بأكثر من 100 قذيفة وقنبلة، استهدفت مباني المستشفى، وتسببت بأضرار جسيمة، موضحاً أن أحد مباني المستشفى بدون كهرباء أو أكسجين أو ماء، وسط استمرار القصف في المنطقة المحيطة، ما يحول دون إجراء الإصلاحات على شبكات الأكسجين والكهرباء والماء.
وأكد أبو صفية أن ثمة مرضى في وحدة العناية المركزة، وهناك آخرون ينتظرون إجراء العمليات، ولا يمكن الوصول إلى غرف العمليات إلا بعد تأمين الكهرباء والأكسجين.
ولفت أبو صفية إلى أنه يتواجد في المستشفى حاليا 112 مصاباً، بما في ذلك 6 في العناية المركزة، و14 طفلا، وهناك مرضى في غرفة الطوارئ بسبب القصف، وهم في انتظار الدخول للأقسام الممتلئة.
وقال أبو صفية، "لا ندرك ما ينتظرنا وما يريده جيش الاحتلال من المستشفى، وقد دعونا العالم لحماية النظام الصحي وعامليه، ومع ذلك لم نتلق أي استجابة من أي جهة، ما يُمثل كارثة إنسانية تحدث ضد العاملين في مجال الصحة والمرضى".
في حين تعرض المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، لقصف وإطلاق نار إسرائيلي مُكثف، ما تسبب بإصابة 6 من المرضى المنومين في المستشفى، أحدهم وصفت جراحه بالحرجة.
ولم يكتفِ الاحتلال باستهداف مستشفيات الشمال، إذ لاحق الأطباء والممرضين العاملين في المستشفيات، وقتلهم وعائلاتهم، فقد استشهد، أول من أمس، الطبيب ناصف أبو العمرين وزوجته وأطفاله، جراء قصف الاحتلال منزله بمحيط مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع.
كما استشهد المُسعف في الخدمات الطبية، علي القرعة، بقصف إسرائيلي استهدفه، قرب مستشفى العودة في شمال قطاع غزة.
في حين استنكر مركز حماية لحقوق الإنسان الهجوم الإسرائيلي الجديد على مشفى كمال عدوان، والمستمر منذ يومين، وقد أكد المركز أن الجيش الإسرائيلي أمطر المشفى وأقسامه ومرافقه بعشرات القذائف، ما أسفر عن اشتعال النيران فيها، وتدمير بعضها الآخر، وبما يشكل خطراً داهماً على المرضى والعاملين داخل المشفى.
وأكد المركز أن هذا الهجوم يُعد تكراراً لنهج جيش الاحتلال تجاه مشافي قطاع غزة، والتي لم تسلم جميعها من الحصار والاقتحام والتدمير والتخريب، واعتقال المرضى والعاملين، والتسبب بخروجها عن الخدمة مراراً.
وأكد المركز أن الهجوم الإسرائيلي يمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي، واتفاقيات جنيف، مستهجناً الدور المتراخي للمجتمع الدولي ومنظومته الأممية والدولية في حماية مشافي قطاع غزة، لا سيما منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف.