غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حماس: ليست لدينا مشكلة بحكومة محلية لإدارة غزة كفكرة كردستان

شمس نيوز - متابعة

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم، اليوم الأربعاء، إنه "ليس لدينا مشكلة بحكومة محلية لإدارة غزة كفكرة كردستان".

وأضاف نعيم في سياق مقابلة مع شبكة "رووداو" في كردستان العراق، "نحن ليس لدينا مشكلة وأبلغنا الإخوة المصريين لأنهم جاءوا بعرض أبلغونا بأنه نرى في ظل عدم إمكانية قيام حكومة فلسطينية موحدة أن نذهب إلى جسم يدير قطاع غزة، وهذا الجسم يعني هو يشبه حالة الإقليم في كردستان حكومة محلية، ولكنها مرتبطة بالمركز، كمرحلة انتقالية إجبارية إلى أن تنتهي حالة الاحتلال لقطع غزة".

وأوضح أنها "حكومة واحدة تبقى الحكومة الفلسطينية في  رام الله هي الحكومة الرسمية ويصدر الرئيس مرسوماً رئاسياً بتشكيل جسم إداري أي حكومة محلية إدارة محلية مثل فكرة الإقليم في وكردستان يدير الشأن الفلسطيني وهو ليس جسماً سياسياً يعني لا يتعلق عمله بالملف السياسي هو بيعمل في الصحة والتعليم وإدارة شؤون المعابر ودخول الناس والجوازات والأمن والشرطة وغيرها، لكن هذا الجسم يشرف على إغاثة الناس يشرف على إعادة العمار يكون عنده نوع من الاستقلالية الإدارية والمالية حتى يستطيعوا، لكن مرجعية هذا الجسم السياسية هو الرئيس ومرجعية الإدارية هو الحكومة الفلسطينية في رام الله".

فيما يلي نص الحوار كما نشرته الشبكة:

رأى عضو المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية باسم نعيم، أن احتمال قيام اسرائيل بقصف العراق أمر "غير مستبعد"، معرباً عن أمنيته بعدم حصول ذلك. 

وقال باسم نعيم، في حوار لشبكة رووداو الاعلامية، أجراه معه سنكر عبد الرحمن، إن "اسرائيل اعتدت على كل دول المنطقة"، مشيراً الى أن هذه الاعتداءات هي "سياسة وعقيدة عسكرية راسخة عند الكيان وهو يعطي لنفسه الحق بناء على قراءته للمشهد، أن يضرب أينما كان وحيثما كان".

نص الحوار:

رووداو: ما هو وضعكم الآن في قطر. هل ترى أي تغيير على وجودكم في قطر؟

باسم نعيم: وجودنا هنا في قطر هو ليس جديد، ومرتبط بهذه المعركة نحن موجودون منذ أكثر من 10 أو 12 سنة بشكل رسمي داخل الدولة، وبالتنسيق مع المؤسسات الرسمية، وبالتأكيد دولة قطر كدولة عربية شقيقة داعمة للشعب الفلسطيني عموماً وليس لحماس خصوصاً وتعتبر أن هذا جزء من دورها في إسناد كل مكونات الشعب الفلسطيني دون تمييز بين فلسطيني وفلسطيني. في الفترة الأخيرة نعرف وسمعنا بأن قطر تتعرض لضغوطات من جهات مختلفة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية للضغط على حركة حماس من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، وقد يكون أحد أشكال هذا الضغط هو الضغط المتعلق بالوجود في المكان. أعتقد أن قطر تدرك جيداً أولاً أن وجود قيادة حركة حماس هنا في قطر هو مصلحة لهذا الملف. يعني إذا تريد أن تتفاوض مع طرف من أجل الوصول الى وقف إطلاق النار من الأفضل أن يكون الطرف الذي تتفاوض معه موجود معك ويستطيع التواصل بسهولة، يعني لو خرجت حماس إلى أي مكان آخر قد نجد صعوبة كبيرة في التواصل. هذا الأمر يحتاج إلى تواصل يومي وأحياناً على مدار الساعة. الشيء الثاني قطر مشكورة وتدرك جيداً أن على مدار سنة أو 14 شهراً من التفاوض من أجل الوصول إلى وقف اطلاق النار أبدت حركة حماس كل المرونة والإيجابية والموقف البناء من أجل الوصول إلى وقف اطلاق النار، لأننا من اللحظة الأولى كان لدينا هدف وقرار يجب العمل على وقف اطلاق النار حماية لشعبنا من العدوان، ولذلك قطر تعرف التفاصيل كيف أن حماس في كل محطة كانت تتجاوب وتعطي مرونة وتقدم مرونة. نحن كحركة مقاومة فلسطينية تسعى إلى تحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين نعرف أن هذا الموقف في ظل هذه المعادلات الدولية سيكون له أثمان، وجزء من هذه الأثمان قد يكون هو التحرك يعني نحن دفعنا أثماناً كبيرة في سبيل تمسك بموقفنا من أجل التخلص بالاحتلال. قيادات الحركة الرئيسية اغتيلت على مدار سنوات وآخرهم كان رئيس الحركة الأستاذ اسماعيل هنية وبعده رئيس الحركة في غزة ورئيس الحركة العام الأستاذ يحيي السنوار. نحن نعرف أن لهذه أثمان، وقد يكون جزء من هذه الأثمان هو الاضطرار للتحرك من مكان إلى آخر. نحن كنا في الأردن ثم انتقلنا إلى سوريا ثم انتقلنا إلى الدوحة، ونعتبر أن هذا الثمن قد نضطر لدفعه في أي لحظة من اللحظات، لكن بالتأكيد إقامتنا في أي مكان لن تكون على حساب موقفنا الثابت من النضال والمقاومة من أجل إنهاء الاحتلال وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وأنا أعتقد أن إخواننا في قطر مشكورين هم أيضاً يتمسكوا بهذا الموقف أن الشعب الفلسطيني من حقه أن يصل إلى دولة مستقلة وعاصمتها القدس ومن حقه تقرير المصير وحقه في عودة اللاجئين باعتبار أن هذا هو أصلاً القرار الدولي وهذه هي القرارات الدولية.

رووداو: حول وقف اطلاق النار اتفقت إسرائيل وحزب الله على وقف اطلاق النار. لماذا لم يتحقق هذا في غزة لحد الآن؟

باسم نعيم: أنا كممثل لهذه الحركة وقائد في هذه الحركة أعرف التفاصيل كيف أننا كنا مرات عديدة منذ الأسابيع الأولى ونحن على وشك أن نصل إلى اتفاق، وآخر اتفاق في الثاني من تموز كان الاتفاق جاهز للتوقيع، ولكن في كل مرة كان نتنياهو يفشل هذا الاتفاق، وأعتقد اليوم لو راجعنا تصريحات بعض المسؤولين الأميركان والأهم تصريحات كثير من المسؤولين الإسرائيليين مثل وزير الدفاع الحالي ووزير الدفاع الأسبق ورئيس الموساد ورئيس الشاباك وغيرهم من المسؤولين المطلعين على تفاصيل الأمور قالوا وبنص صريح بأننا في أكثر من محطة كنا على وشك أن نصل إلى اتفاق، ولكن نتنياهو هو الذي يماطل هذا الاتفاق. لماذا؟ طبعاً في أسباب شخصية لأنه يدرك أنه إذا صار وقف اطلاق النار في غزة ستبدأ إجراءات التحقيق في ماذا حدث 7 أكتوبر ولماذا فشلت داخل إسرائيل أو خارج إسرائيل وبالتالي قد يذهب به الأمر إلى السجن. هناك تحالف يميني متطرف حتى بعض قيادات اليمين المتطرف اليوم الموجود في إسرائيل كانت على قوائم الإرهاب في إسرائيل وليس في أوروبا ولا أميركا، وبالتالي هو يعرف أن اتفاق وقف اطلاق النار قد يؤدي إلى تفكك التحالف ويعني سقوط الحكومة، وبالتالي إلى الذهاب الى الانتخابات، وهذا قد لا يؤهل إلى النجاح مرة أخرى. الشيء الثالث أنه نتنياهو طبعاً وضع هدفاً أو وضع مجموعة من الأهداف تحطيم حماس وطرد السكان الفلسطينيين من قطاع غزة واستعادة الأسرة. هو اليوم بعد 14 شهراً فشل في تحقيق أي من هذه الأهداف. يعني صحيح أنه دمر مئات الألاف من البيوت والجامعات والمساجد والكنائس والمدارس وقتل الالاف من الفلسطينيين، 70% منهم من النساء والأطفال حوالي 45 ألف المسجلين ولازال 10 ألاف أو أكثر تحت الأنقاض و120 ألف جريح، كما أن هناك عملية كبيرة في منطقة شمال غزة التي يحاصرها منذ ستين يوماً بلا طعام ولا شراب ولا دواء ولا مستشفى ولا إسعاف ولا شيء. عملية كبيرة أدت إلى استهداف ناقلة جند ضخمة وبدأ العدو يعترف بقتل وجرح الكثير من الجنود، يعني هو بعد 14 شهراً حتى في المناطق التي يضعها تحت سيطرته الكاملة هو غير قادر على إثبات سيطرته. حتى هذه اللحظة لم يتمكن من استرجاع الأسرى لأنه حاول مرات عديدة بالقوة أن يأخذ الأسرى.

رووداو: كم عدد الأسرى الآن؟

باسم نعيم: لا يوجد تأكيد على أرقام، لأن القصة ليست قصة تخمين والحديث كان سابقاً على 120 يعني من 110 إلى 120 أسيراً أحياء هم المتبقين في قطاع غزة، ولكن مع القصف المتكرر لمساحات واسعة وانقطاع الاتصال في بعض الأحيان بالآسرين والمأسورين بالتأكيد هذه الأرقام أصبحت غير مؤكدة. يعني بالأمس اعترف جيش الاحتلال الاسرائيلي بأنه هنالك ستة من الاسرى هو قتلهم في قصف شمال قطاع غزة، والان هنالك تقارير تشير الى أن ستة آخرين هو قتلهم ايضاً في القصف في رفح، ولذلك هو حاول مرات عديدة بالقوة أن يأخذ الأسرى. ففي غالب الأحيان هو لم ينجح إلا في مرة واحدة أنه أخذ أربعة من الأسرى لكن هؤلاء الأسرى الذين أخذهم قتل إلى جانبهم ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين، وقتل 250 فلسطينياً ودمر مساحة واسعة، وبالتالي حتى العملية التي يعتبرها بطولة هي عملية فاشلة بالمعنى العسكري، ولذلك عدم قدرته على تحقيق الأهداف لأنه وضع أهداف عالية جداً غير قابلة للتحقيق تجعله يتردد. نحن اليوم لأجل أن نكون أكثر إيجابية وموضوعية في هذا المجال نحن نقول مرة أخرى هناك خطاب الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن ونحن جاهزون للذهاب فوراً لتطبيق هذا القرار، الذي ينص على وقف اطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطع غزة ولو بالتدريج، وعودة النازحين إلى بيوتهم، و فتح المعابر لإدخال المساعدات واعادة البناء، والذهاب إلى صفقة بين الطرفين لتبادل الأسرى بحيث يعود الأسرى الإسرائيليون إلى أهلهم، نستغرب من الإعلام الدولي وحتى كثير من وسائل الإعلام في المنطقة تتحدث عن الأسرى الإسرائيليين تتكلم عن 100 أو 120 على أحسن الأحوال وقد يكون الآن أقل يمكن 70 أو 80 إذا قتل بعضهم، بينما ينسون أنه هناك حوالي 15 ألف أسير فلسطيني في السجون 7 إلى 8 الاف منهم بدون أحكام، ومجرد اعتقال إداري يتعرضون للتعذيب المستمر و35 فلسطينياً من الذين أخذوا من بيوتهم من غزة ماتوا في السجون تحت التعذيب، إما بالتعذيب أو بالجوع، وانتهاكات جنسية واغتصاب للرجال والنساء ونتكلم عن حالة إنسانية ولا أحد يذكرهم. هناك منهم أطفال هناك منهم نساء هناك منهم مرضى منهم كبار بالسن، ولذلك نحن جادون أن نذهب فوراً إلى اتفاق لوقف اطلاق النار إذا كان هو يريد أن ينهي هذه الحرب ويعود أسراه ونأخذ أسرانا.

رووداو: بعد الانسحاب الإسرائيلي هل اتفقتم مع حركة فتح على شكل إدارة بغزة بعد انسحاب إسرائيل من غزة؟

باسم نعيم: كانت عدة لقاءات في القاهرة بين حركة فتح وحركة حماس برعاية مصرية، والهدف الأساسي منها إضافة إلى التفكير في الوضع الفلسطيني العام وكيفية توحيد الفلسطينيين وإنهاء الانقسام وإلى آخره، التفكير في كيفية إدارة قطاع غزة في اليوم التالي للحرب. نحن موقفنا واضح وأعلناه في أكثر مرة الهدف أو الخيار الأول بالنسبة لنا هو قيام حكومة فلسطينية موحدة تدير الشأن الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، وإذا كان هذا الخيار غير متاح لأسباب كثيرة لأن نتنياهو يقول أنا لا أريد في غزة لا فتح ولا حماس، وهناك قد تكون في صعوبات في وجود حكومة فلسطينية رسمية، فنحن ليس لدينا مشكلة أو أبلغنا الإخوة المصريين لأنهم جاءوا بعرض أبلغونا بأنه نرى في ظل عدم إمكانية قيام حكومة فلسطينية موحدة أن نذهب إلى جسم يدير قطاع غزة، وهذا الجسم يعني هو يشبه حالة الإقليم في كوردستان حكومة محلية، ولكنها مرتبطة بالمركز، كمرحلة انتقالية إجبارية إلى أن تنتهي حالة الاحتلال لقطع غزة.

رووداو: تقصد حكومتين من فلسطين؟

باسم نعيم: كلا. حكومة واحدة تبقى الحكومة الفلسطينية في رام الله هي الحكومة الرسمية ويصدر الرئيس مرسوماً رئاسياً بتشكيل جسم إداري أي حكومة محلية إدارة محلية local government مثل فكرة الإقليم في وكردستان يدير الشأن الفلسطيني وهو ليس جسماً سياسياً يعني لا يتعلق عمله بالملف السياسي هو بيعمل في الصحة والتعليم وإدارة شؤون المعابر ودخول الناس والجوازات والأمن والشرطة وغيرها، لكن هذا الجسم يشرف على إغاثة الناس يشرف على إعادة العمار يكون عنده نوع من الاستقلالية الإدارية والمالية حتى يستطيعوا، لكن مرجعية هذا الجسم السياسية هو الرئيس ومرجعية الإدارية هو الحكومة الفلسطينية في رام الله.

رووداو: هل هذا هو طلبكم من حركة فتح؟

باسم نعيم: هذا هو المشروع في الأصل جاءنا من مصر، يعني مصر قدمت هذا المشروع وتم النقاش حوله ونحن وافقنا على ذلك. الإخوة في حركة فتح لازالوا مترددين يعني في إعطاء جواب وبالأمس كانت هناك أخبار أنه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رفضت الفكرة. نعتقد أنه في ظل التعنت الإسرائيلي وفي ظل الموقف الأميركي وعدم قدرتنا على إنشاء حكومة فلسطينية جامعة الآن خاصة وأن الحرب قد تنتهي في أي لحظة وقد نصل إلى وقف اطلاق النار غدا أو بعد أسبوع أو بعد شهر لا نعرف، فالأصل إذا صار وقف الاطلاق النار، كيف سندير قطاع غزة ومن سيدير قطاع غزة ولذلك لابد أن يكون هناك جسم مقبول فلسطينياً وفي نفس الوقت مقبول دولياً ومقبول أميركياً.

رووداو: السنة القادمة سيكون دونالد ترمب رئيساً لأميركا، هل تتوقعون تغييراً في سياسة إسرائيل بعد مجيء ترمب إلى الرئاسة الأميركية؟

باسم نعيم: هي ثلاثة نقاط ممكن أذكرها في هذا المجال. أول شيء الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية عموماً هو موقف ستراتيجي ثابت لا يتأثر كثيراً بالإدارات، يعني لو رصدنا الموقف الأميركي على مدار آخر خمسين عاماً سواء إدارات ديمقراطية أو إدارات جمهورية لن نلحظ فرقاً كبيراً، يعني سواء في الإدارة الجمهورية أو الإدارة الديمقراطية كان الموقف المعلن الأميركي دعم إسرائيل بلا حدود، رغم أنه هناك كانت انتفاقية أوسلو وكان بالإمكان أن نصل إلى دولة فلسطينية بعد خمس سنوات من عام 1993 فالموقف الأميركي العام هو موقف ثابت لن يتأثر كثيراً. النقطة الثانية مجيء الرئيس ترمب فيه وجه إيجابي وفيه وجه سلبي. الوجه الإيجابي أنه قال أنا أريد أن أنهي كل الحروب ولا أريد أن أرى حرباً وأنا وبالأمس كان في تصريحات أنه أبلغ نتنياهو وأبلغ آخرين أنا أريد قبل أن أصل إلى المكتب في 20 كانون الثاني القادم أن تكون انتهت قصة الحرب في غزة، وهذا شيء إيجابي نتمنى أن يمارس ضغطاً كافياً على نتنياهو وحكومته المتطرفة للوصول إلى وقف اطلاق النار، ولكن الوجه الآخر السلبي أن موقفه من حل القضية الفلسطينية عموماً خطير، لأنه هو يقول أنه إسرائيل دولة صغيرة والمكان لا يسعها وهو يؤيد كما في الدورة الأولى له ضم القدس عاصمة لدولة إسرائيل وأيد ضم الجولان أصلاً وهو الآن يعلن عن تأييده أو المستشارين حاولوا يعلنوا عن تأييدهم لضم بقية الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل، وبالتالي الوجود الفلسطيني فيها سيصبح وجود ( غير قانوني غير شرعي) يعني عبارة عن مواطن يقيم على هذه الأرض لكن هو ليس صاحب هذه الأرض وليس من حقه التطلع إلى دولة، وبالتالي هذا الموقف يعني شطب القضية الفلسطينية وشطب قدرة الفلسطينيين على أن يكون لهم دولة، بمعنى أنه قد يحل المشكلة في غزة ولكن على حساب الحل الطويل الأمد للقضية الفلسطينية.

رووداو: لكن ترمب حذّر حماس من جهنم إذا لم تطلق سراح الرهائن بعد خمسين يوماً. كيف تنظر الى هذا التحذير؟

باسم نعيم: أولاً هو التصريح الذي ذكر على لسان الرئيس ترمب لم يحدد حماس وهو قال يجب أن يطلق سراح الرهائن وإلا الشرق الأوسط سيتعرض إلى جهنم.

رووداو: لكن الرهائن عند حماس.

باسم نعيم: لكن إطلاق سراح الرهائن متعلق بعدد من الأطراف. الشيء الثاني أنا لا أعتقد بأن بايدن وإدارته الديمقراطية كان وضع الفلسطينيين في قطاع غزة بما فيهم حماس في الفردوس وفي الجنة، والآن ترمب سينقلهم إلى جهنم. نحن أصلاً نعيش في قعر جهنم اليوم بسبب سياسات الولايات المتحدة الأميركية. أميركا أرسلت أكثر من 550 ألف طن من المواد المتفجرة والسلاح وأرسلت على الأقل 30 مليار دولار واستعملت حق النقض الفيتو أربع مرات خلال 14 شهراً لمساندة إسرائيل، والأهم من ذلك رئيس الدولة ووزير الدفاع ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ورئيس هيئة الأركان كل هؤلاء كانوا مشاركين يعني يجلسون في مجلس الحرب في الكيان للتخطيط لضرب قطاع غزة، ولذلك الالاف الذين قتلوا في قطاع غزة وهذه الحمم الجهنمية التي نزلت على قطاع غزة هي صناعة أميركية وقرار أميركي، وبالتالي أنا لا أعتقد أنه بعد هذه الجهنم التي وصلنا إليها بالصناعة الأميركية بإدارة ديمقراطية سيكون هناك شيء أسوأ من ذلك. مشكلة الأميركان أو غير الأميركان مشكلتهم ليست مع حماس، واليوم مشكلتهم قد تكون مع حماس قبل عشرين عاماً كانت مع فتح قبل أربعين عاماً كانت مع الجبهة الشعبية قبل مائة عام كانت مع الشيخ عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وبالتالي هي مشكلتهم مع الشعب الذي يتطلع إلى الحرية والاستقلال. نحن نقاتل ونناضل من أجل تحرير الأرض وقيام دولة مستقلة وحق تقرير مصير وعودة اللاجئين ولذلك حتى هو لو تمكن أن يقضي على حماس سيأتي جيل جديد ويعيد لأن هذه الدورة منذ وعد بلفور قبل حوالي مائة عام ونحن في نفس الدورة، يعني نخرج من دورة قتال إلى دورة هدوء مؤقت ثم نعود إلى القتال، لأنه في النهاية هناك شعب مصر على الحياة ومصر على الحرية والكرامة وبالتالي أنا لا أعتقد أن الموضوع متعلق بحماس. أبو عمار (الرئيس ياسر عرفات) الذي وقع معهم اتفاق السلام هم الذين قتلوه، وأبو جهاد الذي وافق على الحل السلمي أو حل الدولتين أيضاً هم قتلوه، وبالتالي لا أتصور القصة هي قصة حماس، أو أنهم ممكن يعملوا شيء أكثر مما يفعلونه الآن.

رووداو: من قتل السيد ياسر عرفات؟

باسم نعيم: نحن نعتقد يقيناً بأن الذي قتل السيد ياسر عرفات هي إسرائيل.

رووداو: لكنه كان مريضاً.

باسم نعيم: هو مريض طبعاً، والقتل أنواع، كما يقول البعض هنالك قتل رحيم وقتل عنيف وقتل يعني ممكن عبر بعض السموم لأن كل التحقيقات تشير إلى أنه تم وضع سم للرئيس ياسر عرفات في الطعام، وهذا السم عبارة عن مواد مشعة تظهر أثارها مع الوقت ولذلك هناك اجماع فلسطيني وعربي على أن السيد الرئيس ياسر عرفات قتل مسموماً بسم لا يمكن الحصول عليه إلا من من دولة تمتلك مواداً مشعة أو مواداً خطيرة.

رووداو: كيف هي علاقتكم مع تركيا الآن؟

باسم نعيم: نعتقد أن علاقتنا مع تركيا علاقة مميزة وعلاقة قوية وتركيا كدولة عموماً ليس جديداً أو في عهد الرئيس أردوغان هي تركيا على مدار عشرات السنين كانت مساندة للموقف الفلسطيني العام، ولكن بالتأكيد هذه العلاقة في عهد الرئيس أردوغان وحكومته تطورت وأصبحت أكثر قوة ومتانة، باعتبار أن الرئيس يؤمن أيضاً بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة من أجل التحرير أو النضال من أجل الحرية والاستقلال. يعني الحمد لله علاقة طيبة.

رووداو: الدول والمنظمات الشيعية ساندت حماس ولكن موقف الدول والأحزاب السنية كانت مختلفة. كيف تنظرون إلى ذلك؟

باسم نعيم: يمكن أن أقول نقطتين. النقطة الأولى عامة ثم النقطة الخاصة. النقطة الأولى العامة أن هذه المنطقة هي مرت على مدار قرون بمراحل سياسية وحكم مختلفة، شيعي وسني، وتداخلت الشعوب والأديان والأعراق في هذه المنطقة واختلطت بحيث أنه أعتقد هذه الخارطة في المنطقة لا يمكن أن يستقر إلا بالتفاهم على قاعدة الشراكة في المنطقة في الحقوق والواجبات، ولا يمكن لأي طرف كان سواء عرق أو دين أو طائفة أو توجه سياسي أن يشطب الآخر. نحن اليوم في المنطقة نفتخر بأنه عندنا مجموعات صغيرة قد تعد بالالاف موجودة من الاف السنين وتمارس حياتها. المنطقة هي بطبيعتها تقوم على الشراكة والتعايش واحترام الآخر، وفكرة ان أحداً يشطب الثاني انا اعتقد هذه فكرة مجنونة، وانا اتصور لو دخل اي عرق مقابل عرق او طائفة مقابل طائفة لحرب عشرات السنين عشرين وثلاثين سنة، فبعد ثلاثين سنة لن يجدوا إلا خيار واحد هو أن يجلسوا إلى الطاولة ويفكروا كيفية التعايش، ولذلك أي معارك بين مكونات هذه المنطقة على أي أساس كان هي معارك ضارة وغير مفيدة وعبثية، ونحن بالنسبة لنا كفلسطينيين لا يستفيد منها إلا العدو الصيوني لأن تفكك المنطقة وضعفها هو يمكنه أيضاً من البقاء والاستمرار، اذن هذه المنطقة لو قويت بالتأكيد هو سيتراجع وسيضعف لأنه أحد خططه الرئيسية دائماً هو إضعاف المنطقة وإشغالها بمعارك عبثية. أما فيما يخصنا نحن نعتبر وهذا مثبت في وثائقنا السياسية أن قضية فلسطين واحتلالها قضية مركزية وأن الأمة بكل مكوناتها والمنطقة بكل مكوناتها يجب أن تساعد الشعب الفلسطيني على الوصول إلى حقه بالحرية والاستقلال، ولذلك في الطريق لتحقيق هذا الهدف يجب أن نتجنب أي معارك هامشية أو جانبية وأن نركز على الهدف الأساس وهو تحرير فلسطين وتخليص فلسطين من الاحتلال، لذلك نحن رحبنا بكل مساعدة سواء من الشيعة أو من السنة أو من العرب أو من الكورد أو من الترك أو من أي كان، حتى من أبعد من ذلك من روسيا من الصين. المساعدة كل شعب يقرر لنفسه ما هو الممكن يعني أنا لا أستطيع أن أقرر للكورد أو للعرب أو للأتراك أو لغيرهم ماذا يمكن أن يساعدونا، ونحن نطالبهم بالمساعدة وبإسنادنا، ونحن أيضاً كفلسطين ساهمنا في مساندة الكثير من الشعوب من أجل أن تصل إلى حريتها. بعض الدول وبعض الشعوب قررت أن تساعدنا سياسياً.

رووداو: من بينهم الكورد؟

باسم نعيم: نحن ندعو كل شعوب الكرة الأرضية أن تساندنا في هذه المعركة لأن معركة الحرية والكرامة هي ليست معركة شعب ولا معركة دين هي معركة إنسانية يعني كل إنسان يحترم نفسه يجب أن يقف أو يساند أي إنسان يطمح نحو الحرية والاستقلال، لأن أصل الوجود الإنساني هو الحرية هو الكرامة، وربنا سبحانه وتعالى عندما خلقنا خلقنا أحراراً وكرماء، وبعد ذلك تأتي قصة الدين والعرق، يعني أنا مفروض أساند أي إنسان على هذه الكرة الأرضية يناضل من أجل حريته وكرامته وهناك مقولة مشهورة لسيدنا عمرو بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) نحن ولدنا أحراراً وبعد ذلك نختار بقية الخيارات. الآن هناك دول وشعوب قررت أن تساندنا سياسياً، يعني مثلا اليوم الموقف الصيني والموقف الروسي يساندنا سياسياً في مجلس الأمن بدعم موقفنا السياسي، وهناك دول تساندنا على المستوى المالي يعني كثير من الشعوب تجمع الأموال.

رووداو: شعوب أم حكومات؟

باسم نعيم: بعض الشعوب وبعض الحكومات، يعني بعض الحكومات، وهناك إيران تدفع المال غير المساندة العسكرية، وهناك أموال وهناك دول أخرى أيضاً تدفع أموال بدون أن نذكر أسماء، وهناك شعوب تدفع المال وهناك مساعدة على مستوى المجتمع المدني والاحتضان، يعني اليوم نحن نقيم في تركيا نقيم في قطر ونوجد في القاهرة ونوجد في العراق، يعني هذا التواجد هو نوع من المساعدة والاحتضان، ولكن هناك دول مساحة الإسناد بالنسبة لها مفتوحة أكثر، مثل إيران قررت أن تسند القضية الفلسطينية عموماً وليس حماس. حماس والجهاد وغيرهم والجبهة الشعبية والجبهة الشعبية توجهاتها يسارية قررت أن تسندهم بالمعنى العسكري المباشر، يعني بمعنى السلاح والتدريب والموقف، لذلك نحن كفلسطينيين نطالب جميع شعوب الكرة الأرضية أن تساندنا في هذه المعركة لأنها معركة الإنسانية ضد الظلم من أجل الحرية والاستقلال. كيف ومتى وأين والشكل الذي يمكن أن تساعد فيه الشعوب؟ هذا متروك للدول ولشعوبهم.