بات التعرض لشاحنات المساعدات في قطاع غزة ممارسة تخلق حالة فوضى كبيرة، وتؤدي في كل مرة إلى سقوط ضحايا في صفوف المواطنين، وتهدد حياة وسلامة السائقين وفرق التأمين، عدا الخوف والهلع في صفوف الأطفال والنساء جراء أصوات الضجيج وإطلاق النار.
فقد اتخذت المؤسسات الدولية طريقاً جديداً لسلوك شاحنات المساعدات، بدلاً من شارع صلاح الدين الذي تُسيطر عليه عصابات اللصوص، فللمرة الثانية، خلال أسبوع، وصلت عشرات الشاحنات من خلال محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، المقام على الحدود المصرية الفلسطينية جنوب محافظة رفح، إذ تُواصل الشاحنات سيرها داخل المحور الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال الكاملة، ثم تتحرك باتجاه شارع الرشيد، مروراً بمواصي خان يونس، حتى تصل إلى المخازن التي تُفرغ فيها حمولتها من المساعدات، ليتم توزيعها لاحقاً على النازحين.
لكن رغم البعد عن عصابات اللصوص، لم تسلم تلك الشاحنات من الهجمات والسرقة، وهذه المرة كانت العملية عبر أعداد من المواطنين الذين يُجبرون الشاحنات على التوقف، ويسرقون المساعدات منها.
لكن فرق التأمين التي رافقت الشاحنات حاولت في المرتين حمايتها، وأطلقت العناصر المسلحة النار في الهواء، بينما حاول السائقون إكمال طريقهم، ما تسبب بصدم عدد كبير من المواطنين، وإصابة آخرين بأعيرة نارية من طواقم التأمين.
وقال المواطن محمود صيام، الذي يقطن على شارع الرشيد، غرب محافظة خان يونس: إنه رغم تأخير تحرك الشاحنات حتى الساعة الثانية والثالثة فجراً، إلا أنها تتعرض لهجوم من قبل المواطنين، وللأسف تم في الأيام الماضية سرقة العديد من الشاحنات، منها شاحنات طحين، وأخرى تحمل طروداً غذائية.
وبيّن صيام أنه وغيره من النازحين فرحوا حين علموا بتحويل مسار الشاحنات إلى محور "فيلادلفيا"، ما يُبعدها عن تواجد اللصوص، لكن هذا لم يمنع الهجوم عليها.
وشدد على ضرورة منع سرقة الشاحنات، لأن السارق يحرم غيره من مساعدة هو بأمسّ الحاجة إليها، خاصة في هذه الفترة العصيبة وحاجة المواطنين للطحين وكل أشكال المساعدات لمواجهة المجاعة القائمة.
وأشار إلى أن وجود عناصر التأمين في المرة الأخيرة خفف من السرقات، لكن لم يمنعها، معتقداً أن الأمر بحاجة إلى تشكيل لجان حماية أهلية، تُؤمّن وصول الشاحنات للمخازن، تمهيداً لتوزيعها.