قائمة الموقع

نازحو الشمال يبحثون عن خيام لنصبها فوق بيوتهم المدمّرة

2024-12-20T11:50:00+02:00
أمطار على خيام النازحين .. شتاء منخفض جوي في خيام النازحين.webp
شمس نيوز - صحيفة الأيام

دفعت الشائعات الكثيرة عن قرب التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، نازحي محافظة شمال غزة الموجودين في مدينة غزة للبحث في أروقة المؤسسات القائمة ووزارة التنمية الاجتماعية عن خيام لاصطحابها عند العودة إلى مناطقهم ونصبها فوق ركام منازلهم المدمرة.

وتزدحم مكاتب المؤسسات ومخازن التنمية بآلاف النازحين الذين يتسابقون للفوز بالحصول على خيمة في ظل النقص الكبير في أعداد الخيام، كما أفاد مسؤولون لـ"الأيام"، أمس.

ودفع الواقع المزري والقاسي الذي يعيشه النازحون في أماكن نزوحهم الحالية غالبيتهم للبحث عن بديل يظن البعض أنه يتمثل في نصب خيمة فوق ركام منازلهم أو أمامها إن أمكن، كما ذكر النازح أحمد نازك الذي فقدَ منزله ومنازل جميع أشقائه في منطقة الهوابر شمال بلدة جباليا.

وقال نازك: لا يمكن البقاء نازحاً في أحد المنازل المدمرة جزئياً برفقة عدد كبير من المواطنين ودون الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وأوضح نازك، الذي يعاني إعاقة بصرية، أنه وعائلته بصعوبة بالغة يتدبرون أمورهم ويعانون من البرد الشديد بسبب طبيعة المنازل المدمرة.

ويشاركه الرأي المواطن محمود الدهري الذي فقد منزله ومنازل جميع أقاربه في منطقة النزلة.

ويزاحم الدهري من أجل الحصول على خيمة ثانية بعد أن حصل على الأولى قبل عدة أيام، مبيناً أن كِبر أسرته يحتاج إلى أكثر من خيمة خاصة في فصل الشتاء.

وأوضح الدهري وهو نازح في حي النصر بمدينة غزة، أنه لم يحتمل ظروف النزوح بسبب فقدانه أدنى مقومات الحياة، مبيناً أن الإقامة على أنقاض منزله أو بجانبه أفضل بكثير من النزوح في منازل غير مهيئة وتعج بنازحين آخرين.

وقال إنه يتوق للخصوصية والحماية من البرد الشديد الذي يسيطر على جميع أماكن الإيواء سواء الصغيرة أو الكبيرة، معتبراً أن الخيمة يمكن أن تكون الحل الأمثل والأقل ضرراً له ولنظرائه النازحين.

فيما يسابق المواطن سامي النجار الزمن من أجل الحصول على خيمة في ظل التهافت الشديد من النازحين عليها، ومحدودية ما هو متوفر لدى المؤسسات الإغاثية والوزارات المعنية.

وذكر النجار أنه بدأ بتجهيز مستلزمات إقامة الخيمة لنصبها بجانب منزله في حال عاد إليه بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما يشاع في وسائل الإعلام، وأبدى تفاؤله بالتخلص مما سمّاه جحيم النزوح في منازل مدمرة ومهجورة.

ولم يخفِ النازحون في منازل مهجورة بمدينة غزة قلقهم من عودة أصحابها إليها إذا ما وافقت قوات الاحتلال على عودة نازحي منطقة غزة وشمالها من الجنوب في الاتفاق المرتقب.

ويحاول جميع النازحين البحث عن بدائل أخرى إلى جانب الحصول على الخيمة، ولكن تبقى الخيارات محدودة جداً في ظل ندرة الشقق الجاهزة للإيجار أو مستلزمات إقامة غرف مؤقتة.

واضطر أكثر من مئتي ألف مواطن أجبرتهم قوات الاحتلال على الخروج بالقوة العسكرية من منازلهم في محافظة شمال غزة على مدى ثمانين يوماً، إلى اللجوء لمنازل مدمرة جزئياً نزح منها أصحابها إلى محافظتي الجنوب والوسط بداية الحرب لعدم وجود بدائل أخرى.

ويعيش هؤلاء أوضاعاً مأساوية في ظل النقص الشديد في المواد الغذائية والمياه والازدحام الشديد، وينتظرون بفارغ الصبر التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء أو التخفيف من معاناتهم.

ورغم علم هؤلاء بتدمير قوات الاحتلال منازلهم وسحقها إلا أنهم يعتبرون أن مجرد الوصول إليها يخفف من عذاب النزوح.

اخبار ذات صلة