بعد أربعة عشر شهراً من التشرد والنزوح والمعاناة وضعت صواريخ الاحتلال حداً لحياة المواطنة شهندا بشير خلة، وبناتها الجميلات الثلاث، في مجزرة راح ضحيتها 12 طفلاً وامرأة من عائلة خلة وسط حي النزلة ببلدة جباليا مساء أول من أمس.
حتى في الموت لم تترك شهندا بناتها وقد عثر على جثمانها بعد 13 ساعة من البحث، وقد قذفته قوة الانفجار في شرفة أحد المنازل المجاورة برفقة ابنتها الصغيرة غنا (ثلاث سنوات) فيما عثر على جثمان الجميلة سلسبيل (عشر سنوات) ممزقاً، وكذلك على جثمان الطفلة ألما (سبع سنوات) أشلاء.
لجأت شهندا، في أواخر العشرينيات من عمرها، بسبب ظروف عائلية وظروف الحرب، إلى منزل أحد أقاربها ظناً منها أنه يوفر لها الحد الأدنى من الدفء والأمان في ظل الوضع الأمني المتوفر، ووقوع منزلها في قلب العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في جباليا، ولكنها لم تكن تعرف أنها آخر ليلة ستقضيها برفقة بناتها.
لم تتأخر شهندا كثيراً باللحاق بوالدتها التي استشهدت في ظروف مماثلة قبل 65 يوماً وشقيقها أيضاً.
فلم تكف شهندا عن رثاء والدتها ولوعتها لفراقها حتى لحقت بها على بعد أقل من مائة متر من نفس المكان الذي لا تزال جثة والدتها ترقد فيه.
شكّل استشهاد شهندا المبدعة في مجال عملها وبناتها صدمة لزوجها الذي كان في أحد مراكز الإيواء القريبة، كما شكّل صدمة لوالدها الذي حالت الظروف الأمنية دون وصوله إلى مكان المجزرة.
وفي تفاصيل الجريمة، كما يرويها صلاح خلة أحد الناجين لـ"الأيام" فقد قصفت قوات الاحتلال منزلاً يعود لأسرة المواطن أشرف خلة وأشقائه بعدة صواريخ، ما أدى إلى تدمير المبنى الذي كان يؤوي عشرات النازحين من الأقارب والجيران.
وأوضح خلة الذي أصيب بجروح طفيفة في كتفه، أن كتلة نارية ضخمة صدمته وهو يستعد للنوم، وذلك في حدود الساعة السابعة من مساء أول من أمس، ليتفاجأ فيما بعد بتهاوي معظم أركان المبنى المكون من عدة طوابق، مبيناً أنه شعر بأنه تعرض لصعقة كهربائية هو وابن عمه الذي أصيب بشلل كامل.
وقال إنه تمكن من الخروج من المنزل بصعوبة ليتفاجأ باستشهاد معظم أفراد أسرته والعديد من أقاربه وجميعهم من الأطفال والنساء.
وبسبب محدودية إمكانات الدفاع المدني وطواقم الإنقاذ لم يتم انتشال الشهداء من المكان إلا في اليوم الثاني فيما تم إجلاء الجرحى من المكان بصعوبة بالغة.
وشهداء المجزرة هم، شهندا بشير خلة، والطفلة سلسبيل حارث خلة، والطفلة غنا حارث خلة، والطفلة ألما حارث خلة، وروان بكر خلة في العشرينيات من عمرها، والطفلة ريما محمد خلة، والطفل مهند محمد خلة، والفتى قصي بكر خلة، والطفل يوسف بكر خلة، والطفلة رغد أشرف خلة، والطفلة أروى أشرف خلة، والطفل عبد الله أشرف خلة.