مع دخول موسم فصل الشتاء، تتفاقم أوضاع النازحين، وخاصةً الأطفال وكبار السن، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، حيث يعيشون في خيام لا تقي برد الشتاء، وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وتزايدت حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، مع غرق عشرات آلاف الخيام التي جرفت مياه الأمطار، في أول اختبار لها هذا العام، ما أدى إلى وفاة خمسة أطفال رضع، لم تتحمل أجسادهم الرقيقة زمهرير البرد القارس.
وقال الأخصائي في قسم الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، "د. مصطفى يوسف"، إنَّ ثمَّة انتشار واسع للعديد من الأمراض في أوساط النازحين، وتحديداً فئة الأطفال، معظمها تتعلق بأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، مثل النزلات المعوية، والتهاب الصدر، والشعب الهوائية.
وأضاف "د. مصطفى يوسف"، لـ"شمس نيوز"، أن الأطفال النازحين يعيشون في ظروف بيئية وصحية متردية داخل المخيمات، التي تعاني من نقص الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أنه "مع حلول فصل الشتاء وغرق العديد من الخيام، أصبح الأطفال عرضة مباشرة للأمراض الناتجة عن البرد والرطوبة، ما أدى إلى زيادة حالات الإصابة بالأمراض التنفسية والهضمية".
وأوضح "طبيب الأطفال"، أن النزلات المعوية غالباً ما تكون ناتجة عن تلوث المياه وغياب النظافة العامة، في حين تتسبب الظروف الجوية الباردة في التهابات الجهاز التنفسي.
وقدَّم "الدكتور مصطفى"، عدة نصائح للنازحين؛ للمحافظة على حياة أطفالهم والوقاية من البرد والأمطار، أبرزها العمل على تدفئة أطفالهم بالملابس الملائمة -قدر الإمكان-، والحرص على الانتقال المتسلسل من مكان لآخر للحفاظ على استقرار حرارتهم وتعزيز مناعته أمام برودة الأمطار والرياح.
كما رأى أن الانتظام في إطعام الأطفال الأطعمة الغنية بالفيتامينات والسكريات، والحرص على نظافتهم الشخصية، من أهم العوامل التي تساهم في تقوية مناعتهم ضد تلك الأمراض.
ومقارنةً بين العام الحالي والماضي (منذ السابع من أكتوبر)، لفت "د. مصطفى" إلى أن الوضع الصحي للأطفال ازداد سوءاً في ظل استمرار استنزاف الموارد والكوادر الصحية: "الوضع من سيء إلي أسوأ، فالكوادر مستنزفة والمستلزمات الطبية شحيحة".
وثمّن -في الوقت ذاته- جهود منظمات إغاثة الطفل، ودعاهم إلى المزيد من العمل لرعاية الأطفال وحمايتهم في ظل هذه الحرب المدمرة، واشتداد المعاناة.