قائمة الموقع

خبر هل تأخذ إسرائيل رشوة أوباما بشأن صفقة إيران؟

2015-05-26T16:36:09+03:00

تقرير: مجلة كومنتاري 

منذ عدة أشهر، حاول الرئيس أوباما إيجاد وسيلة لإسكات الاعتراضات الإسرائيلية حول الاتفاق النووي مع إيران. وحتى الآن، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على معارضته لما يشعر، وكثير من الأمريكان، أنّها محاولة لاسترضاء النظام الإسلامي ستكون لها عواقب كارثية على أمن الولايات المتحدة وإسرائيل. ولكن، إذا كانت التقارير صحيحة، فإنّ الحكومة الإسرائيلية تستعد للاستفادة القصوى من هذه الحالة المزرية من خلال قبول حزمة مساعدات عسكرية ضخمة من الولايات المتحدة في مقابل ما وصفه مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، لم يذكر اسمه، “بعض الصمت من الإسرائيليين”.

ويمكن القول إنّ المصلحة تقتضي أن يسعى نتنياهو للحصول على المساعدة الأمريكية، ولكن في ظل عدم معرفة نتائج المفاوضات النووية، فإنّ هذه ليست اللحظة المناسبة لأن تخسر إسرائيل لصالح أوباما بشأن إيران.

وفقًا لتقارير الصحافة الإسرائيلية، فإنّ الأمريكان على استعداد لدفع ما وصفه مسؤول في الإدارة الأمريكية، بأنّه “ثمن باهظ” مقابل صمت إسرائيل في الأشهر المقبلة في ظل مناقشة الاتفاق النووي في الكونجرس. وهذا السعر من المفترض أن يشمل ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة F-35 المتطورة، وبطاريات مضادة للصواريخ. ونظرًا لأهمية الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل على خصومها في الشرق الأوسط وإيران، فإنّه عرض مغري بالنسبة للإسرائيليين، إلى جانب احتمال تقديم مزيد من بطاريات القبة الحديدية إضافة إلى تمويل شراء منظومة صواريخ ديفيد سلينج قصيرة المدى ومنظومة الدفاع الصاروخي “أرو 3” طويلة المدى.

وإذا لم يوجد شيء يمكن أن تفعله إسرائيل لمنع الولايات المتحدة من استرضاء إيران وتوقيع اتفاقية ضعيفة قد لا تضمن إجراء عمليات تفتيش صارمة، فربما يكون البديل المنطقي الوحيد هو قبول رشوة من الإدارة الأمريكية مقابل صمتها. وقد أدى هذا المنطق إلى حضور بعض الدول العربية قمة الأسبوع الماضي والتي، على الرغم من عدم حضور ملوك كل من المملكة العربية السعودية والبحرين، أسفرت عن وعد الولايات المتحدة لبيعها معدات عسكرية متطورة. وحتى لو كان هذا الوعد مصحوبًا بضمان ضعيف لأمن هذه الدول لم ينل إعجاب أي شخص، ناهيك عن الإيرانيين، فإنّ العرب لا يرفضون المساعدات الأمريكية.

وعلاوة على ذلك، يمكن القول إنّه إذا لم تقبل إسرائيل رشوة أوباما الآن، فربما ينتهي العرض بمجرد حسم الاتفاق النووي. وقد هدّدت الولايات المتحدة صراحةً بالتخلي عن إسرائيل في الأمم المتحدة بمجرد التوصل إلى الاتفاق النووي. وليس من المرجح أنها ستقدم المساعدة في العام ونصف القادم. وبالنظر إلى التهديد المستمر للحرب مع حزب الله وحماس، فإنّ أي شيء يمكن أن يساعد على زيادة الترسانة الدفاعية المضادة للصواريخ في الدولة اليهودية هو أمر حيوي.

ولكن، على الرغم من أن نتائج المحادثات النووية مع إيران تبدو وكأنها محسومة الآن؛ إلّا أنّها ستكون حماقة لو استسلم نتنياهو لليأس بشأن القضية النووية. وهناك أربعة أسباب رئيسة لذلك.

السبب الأول: مهما كانت مفاوضات إيران محسومة، ما زال هناك ما يضمن أنّ الإيرانيين لن ينسحبوا من المفاوضات. ونظرًا للصفقة الجيدة التي أبرمها معهم أوباما، فإنّ هذا لا يبدو منطقيًا.

ويرغب الرئيس في خلق التناغم مع طهران ولكن ليس من السهل توقع سلوك إيران. ومن الممكن أنّ تدمر إيران هذه المحادثات أملًا في الحصول على عرض أفضل من إدارة بحاجة ماسة للتوافق مع النظام الإسلامي. وحتى يثبت العكس، يجب ألّا يفعل الإسرائيليون أي شيء من شأنه أن يُعدّ موافقة على مزيد من التنازلات الغربية.

السبب الثاني: على الرغم من أنّ العملية التي سوف يصوّت من خلالها الكونجرس على اتفاق محتمل مع إيران تتجه نحو ضمان إتمام الاتفاق، لكن لا تزال هناك بارقة أمل في أنّ المعارضين للصفقة سوف يستطيعون وقف تأييد الرئيس إلى أقل من ثلث مجلس النواب ومجلس الشيوخ؛ وبالتالي منع الفيتو الرئاسي. إذا أخذ الإسرائيليون رشوة أوباما، فإنه سيكون من الصعوبة إقناع العديد من الديمقراطيين للتصويت ضد رغبات الرئيس. كما سيعطي انطباعًا خاطئًا بأن الحجج القوية التي أثاروها ضد المُداراة في صفقة إيران كانت غير صادقة.

السبب الثالث: رغم أهمية الطائرات والبطاريات المضادة للصواريخ، لكنها ليست الجواب الحقيقي عن التهديد الاستراتيجي الذي تشكّله إيران بالنسبة لإسرائيل. وكما أدركت الدول العربية، فإنّ محاولة إيران للهيمنة الإقليمية تلقت ضربة من أوباما. ومن ثم، فإنّ مناقشة المغامرة الإيرانية الخطيرة في المنطقة تتطلب أكثر من مجرد صفقة أسلحة.

السبب الرابع: رغم ضعف موقف إسرائيل أمام أوباما، لكنها لا يجب أن تيأس. وكما يبدو الوضع بائسًا في الواقع، لا يزال الكونجرس يدعم إسرائيل، ومن المرجح أن يصوّت لتزويد إسرائيل بجميع الأسلحة التي تحتاجها، حتى لو كانت الإدارة لا تطلب ذلك. وبنفس القدر من الأهمية، فإنّ أوباما لن يكون رئيسًا للأبد. في غضون 20 شهرًا، سيكون هناك شخص آخر يجلس في المكتب البيضاوي. وعلى الرغم من أنّه لا توجد أية ضمانات، لكن هناك احتمال بأن خليفته لن يرتكب نفس الخطأ بإبعاد الولايات المتحدة عن إسرائيل. أي شيء يعرضه أوباما الآن من المرجح أن يكون متاحًا لإسرائيل في المستقبل؛ لذا، فالتنازل عن موقف مبدئي بشأن إيران لا يستحق المعدات العسكرية التي يعرضها أوباما على إسرائيل. وعلى الجانب الآخر، يجب أن يصمد نتنياهو ويأمل في مستقبل أفضل، ويتمنى أن يكون الرئيس المقبل شخصًا يمكن أن يثق به أكثر من أوباما.

اخبار ذات صلة