غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"جدار جابوتنسكي" يُطل على حدود لبنان: هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار؟

شمس نيوز -

مع انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، يعود إلى الواجهة ملف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، وسيكون الجميع أمام انتظار الإدارتَين الأميركيتين الحالية والجديدة لتنفيذ التزامهما بتنفيذ الاتفاق قبل نهاية هذا الشهر. علماً أن الملف يبدو متصلاً بتطورات أخرى، بينها ما يتعلق بالعدو نفسه، ولا سيّما أن جيش الاحتلال، صار ينظر من جديد إلى عقيدة دفاعية جديدة، تقوم على التقدم في أراضي العدو من أجل خلق مناطق عازلة أمنياً أو بشرياً، وذلك بحجة عدم حصول هجوم شبيه بعملية 7 أكتوبر.

في هذا السياق، نشرت صحيفة «معاريف» مقالاً باسم بوعز غولاني، يتحدث فيه عن الأفكار الإستراتيجية لحماية الكيان. وقال «بعد نحو 100 سنة على نشر زئيف جابوتنسكي المقال التأسيسي عن الحائط الحديدي، حيث بسط مذهبه عن الشكل الذي تتمكّن فيه الحركة الصهيونية من تحقيق حلمها وإقامة دولة يهودية في بلاد إسرائيل. كان جابوتنسكي أول من فهم بأن الطريقة الوحيدة التي ستجعل العرب يوافقون على أن يعترفوا بحق اليهود في دولة هنا ستكون عبر قوة عسكرية – الحائط الحديدي».

وأضاف «أن قادةً مثل «بن غوريون» آمنوا أنه يمكن الوصول إلى دولة بالطرق السلمية». لكنّ الذي حصل – بحسب المقال – أنه «جاء 7 أكتوبر ومعه الصحوة، وأن إسرائيل ملزمة بأن تُقيم وتثبّت حائطاً حديدياً هائلاً كي تتمكن من مواصلة الوجود في المحيط المتصلب الذي توجد فيه».وتطرّق المقال إلى النقاش حول ميزانية الدفاع للسنوات القادمة لافتاً إلى أن «القرارات التي اتخذت في الموضوع ستقرر كيف سيكون شكل الحائط الحديدي الإسرائيلي في العقد القادم. كي يفي هذا الحائط بالتوقعات، سيتطلب الأمر استثماراً مكثفاً بوسائل قتالية، بقدرات تكنولوجية وبتطوير العنصر البشري. في عصر الذكاء الاصطناعي، القدرات العسكرية في الفضاء، سلاح الليزر وما شابه يخيل أحياناً أن الاستيلاء على منطقة عازلة والاحتفاظ بها يمثلان تفكيراً قديماً، بينما العكس هو الصحيح، لأن أحد الأسس الحيوية التي استخلصناها من حرب غزة، هي الحاجة إلى خلق مناطق عاجلة خلف حدودنا، طالما لا يوجد في الطرف الآخر اعتراف كامل بانعدام القدرة على إلحاق الهزيمة بنا بالقوة. مثل هذه الأحزمة الأمنية التي أقيمت أخيراً في قطاع غزة، في جنوب لبنان وشرقي هضبة الجولان».

وفي السياق نفسه، نشرت القناة السابعة العبرية حواراً مع العميد في الاحتياط أمير أفيفي مؤسس حركة «الأمنيين»، وسبق له أن شغل منصب النائب العسكري لمراقب المؤسسة الأمنية، وقائد مدرسة الهندسة العسكرية، ورئيس مكتب رئيس الأركان السابق موشيه يعلون. وتناول الحديث «التهديد الذي يشكله حزب الله، وعن نياته، والمواجهة معه».

وبحسب الحوار يقول أفيفي: «يجب وضع الأمور في حجمها الصحيح. الجيش الإسرائيلي موجود على الخط الأول للبلدات في لبنان، حيث دُمرت بالكامل كل المنطقة التي أعدّها حزب الله للهجوم على إسرائيل، ويواصل الجيش تدميرها، وهو موجود في داخل لبنان، وفعلياً، لا يستطيع حزب الله شن عملية برية تشبه ما حدث في 7 أكتوبر».

ويضيف: «يجب أن نأخذ في الحسبان، والجيش يفعل ذلك، احتمال عدم صمود وقف إطلاق النار، وعودة القتال والصواريخ والمسيّرات، وربما أيضاً أن تحاول خليةٌ التسلل واجتياز الخطوط. المقصود ليس سيناريو 7 أكتوبر جديداً، لكن سبب عدم طلب الدولة من سكان الشمال العودة إلى منازلهم، هو أن الوضع لا يزال هشاً، وغير مستقر إطلاقاً، ومن غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار سيستمر، أم سنضطر إلى الدخول في جولة قتال جديدة، واغتيالات للقيادة الحالية لحزب الله، بمن فيها أمينه العام، من الصعب تقدير الوضع».

ويشير أفيفي إلى «أن الأحداث في لبنان مرتبطة بالتغييرات المهمة التي تحدث حوله، وفي طليعتها دخول ترامب إلى البيت الأبيض والسياسة التي سيعتمدها، أيضاً من شأن الأحداث في سوريا أن تؤثر في لبنان»، ويضيف: «الآن، نرى معارك على الحدود السورية اللبنانية، وتقوم الميليشيات السنّية باستفزازات، ويجب أن ننتظر كيف ستتطور الأمور».

ويضيف أفيفي: «قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بصوته إنه إذا واصلت إسرائيل هجماتها وخرقها لوقف إطلاق النار، فإن حزب الله قد يرد. يجب أن نكون يقظين ومستعدين. الجيش الإسرائيلي يتابع انتشار الجيش اللبناني عن كثب، ورأينا خروج الجيش الإسرائيلي من الناقورة ودخول الجيش اللبناني إلى هناك. يواجه الجيش اللبناني صعوبة في الانتشار، بحسب المطلوب منه في الاتفاق، كما أن هذا الانتشار يجري ببطء أكثر مما هو مخطّط له، لكن في الأماكن التي يدخل إليها الجيش اللبناني، ويُمنع دخول المسلحين إليها، تجري إعادة الانتشار، وفقاً للاتفاق. لا يعلّق الجيش الإسرائيلي آمالاً كبيرة على زمن صمود هذا الوضع، وهو يدرك أنه قد يضطر إلى العودة إلى القتال والسيطرة على مناطق معينة».

وحول ما يمكن أن يكون عليه موقف حزب الله إن فسّر الانسحاب البطيء لجيش الاحتلال بأنه خرق للاتفاق، ما يبرر شنّ هجوم من جانبه قال افيفي «إسرائيل تقول بوضوح إن ما يقرر ليس مهلة الستين يوماً، بل انسحاب حزب الله من الجنوب اللبناني، ونزع بناه التحتية، وانتشار الجيش اللبناني، وما دام هذا لم يحدث، فإن الجيش الإسرائيلي سيبقى في لبنان، وحتى عندما يخرج من هناك، يقول الجيش الإسرائيلي إننا سنطبّق الاتفاق في كل لبنان، وأيّ محاولة لحزب الله بشأن تعزيز قوته عن طريق البحر والبر والجو، سيردّ عليها، وسيملك الجيش الإسرائيلي حرية مهاجمته».

وقال إن «من الأمور التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي اليوم، ولم يقُم بها في الماضي، إقامة مواقع في الجيب الواقع شمال السياج الحدودي. يقول الجيش الإسرائيلي إنه موجود على الحدود الدولية حتى المتر الأخير، وفي أماكن كثيرة تقع ما وراء السياج الحدودي، الأمر الذي يضمن إقامة منطقة عازلة بين المستوطنات الإسرائيلية وبين لبنان، بحيث إن الجيش الإسرائيلي حتى عندما ينسحب، فإنه سيبقى في أجزاء كبيرة ما وراء السياج، وسيفصل بين المستوطنات وبين لبنان».

المصدر: الأخبار اللبناينة