قائمة الموقع

س/ج || ما نعرفه حتى الآن عن تفاصيل اتفاق غزة المنتظر

2025-01-14T21:16:00+02:00
تفاصيل صفقة التبادل
شمس نيوز - غزة

ساعات يخالها الفلسطينيون عموماً، والذين يرزحون تحت الحرب منذ عام وشهرين خصوصاً، سنينَ، وهي تفصلهم عن إعلان وقف إطلاق النار المرتقب، والذي في إطاره من المزمع أن تضع هذه الإبادة أوزارها، لينام الفلسطينيون للمرة الأولى وقد كفّت المقتلة شرّها عنهم. ساعات مفصلية إذاً يشهدها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة، والذي ربما بات هذه المرّة أقرب من أي وقتٍ مضى، بعدما عرقله الاحتلال مرّات عديدة.

الاتفاق المرتقب يأتي بعدما طرأت تطورات دراماتيكية على المفاوضات في الأيام الأخيرة، على إثر ضغوط مارستها الإدارة الأميركية المنتخبة، والمزمع وصولها إلى البيت الأبيض بعد أيام، وسط ما يبدو أنه رغبة منها في "تنظيف" طاولة الشرق الأوسط من القضايا العالقة، بغية التفرّغ لمسائل مُلحّة أكثر سواء على مستوى القضايا الداخلية أم أخرى تتفاعل في أقصى جغرافيا الكرة الأرضية.

ويتضمن الاتفاق بنوداً عديدة في مقدّمتها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإسرائيليين، وتغييرات في تموضع قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة أقله في المرحلة الأولى من الصفقة. وعلى هذا الأساس، ثمة بعض الأسئلة الجوهرية المتصلة بالاتفاق بينها كم عدد من سيُطلق سراحهم؟ وكيف؟ وما هو مصير الاحتلال العسكري في قطاع غزة؟ وماذا بقي على إعلان الاتفاق؟

س: كم يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وما عدد المحتجزين والأسرى الإسرائيليين مقابلهم؟

ج: على مستوى الأسرى الفلسطينيين، تشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح 1300 أسير. ولأن إسرائيل لا تعرف بالضبط من هم الأسرى الأحياء في القائمة التي طالبت فيها، قد يتغيّر عدد الأسرى الفلسطينيين، بناء على مصير الأسرى الإسرائيليين. وتطالب إسرائيل بإبعاد الأسرى ذوي الأحكام المؤبّدة إمّا إلى غزة، وإما  قطر، وإما تركيا. في حين أن الأسرى الذين تصنّفهم "النخبة" والذين تحتجزهم منذ عملية "طوفان الأقصى" في سجن "ركيفت" تحت الأرض، لن يُشملوا في المرحلة الأولى من الصفقة. وبخصوص جثمان قائد حركة حماس في القطاع، الشهيد يحيى السنوار، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله "إنه لن نطلق سراحه، ونقطة".

على المقلب الآخر، سيُطلق في المرحلة الأولى سراح 33 أسيراً إسرائيلياً. وهم الأسرى الذين وردت أسماؤهم في قائمة أعدتها إسرائيل وسلّمتها لحماس. وتقدر إسرائيل أن غالبية الأسرى في هذه القائمة على قيد الحياة، ولكن لا تأكيد لذلك، إذ تنازلت عن شرطها بالحصول على أسماء الأحياء منهم، بعدما أكّدت حماس أكثر من مرّة حاجتها إلى وقتٍ يتضمن هُدنة للتواصل مع الآسرين ومعرفة مصير الأسرى.

س: كيف ستتم عملية إطلاق سراح الأسرى؟

ج: بداية ستطلق حركة حماس سراح النساء الإسرائيليات، والطفلين من عائلة بيبس، الذين يُقدّر أنهم لقوا حتفهم بقصف إسرائيلي على القطاع، فيما ظهر والدهم الأسير أيضاً في شريط فيديو بثّته حماس وهو يطالب الحكومة الإسرائيلية بتحريره وعائلته وبقية المحتجزين. بعد ذلك، من المفترض أن تطلق حماس سراح المجنّدات، ثم الرجال الإسرائيليين فوق سن 50 عاماً، ومن صُنّفوا جرحى ومرضى. ومن المفترض أن تتواصل عملية إطلاق سراح الأسرى على مدار المرحلة الأولى والتي ستمتد حتّى 42 يوماً.

س:ما الذي ينبغي حلّه قبل إعلان الاتفاق؟

ج: تحيط بالمفاوضات كما هو معروف حالة من السريّة، فيما ذكر في وقت سابق أمس مسؤول في حماس أنه "لا تزال هناك بعض النقاط العالقة، خصوصاً في مسألة الالتزام بوقف الحرب، وبخصوص محور صلاح الدين". واليوم أفادت مصادر طلبت عدم الكشف عن هويّتها، لـ"العربي الجديد"، بأنّ لقاءات انعقدت في مصر في الأيام الماضية بحثت تنسيق العمل في حماية الحدود بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المحور، ومنطقة معبر رفح. وبحسبها، فإن النقاش شمل مراحل الانسحاب الإسرائيلي والخطوات المنوط بمصر تنفيذها لضمان أمن الحدود خلال الفترة المقبلة. 

س: ما الذي سيجري في إسرائيل بعد لحظة الإعلان؟

ج: بعد إعلان التوصل إلى الاتفاق، من المفترض أن يُعرض الأخير على المجلس الوزاري للشؤون الامنية والسياسية (الكابينت)، ليوافق عليه، بعد ذلك، من المفترض أن تنشر سكرتاريا الحكومة قائمة الأسرى المنوي إطلاق سراحهم، ويُمنح وقت أمام الجمهور لتقديم الاستئنافات أمام المحكمة العليا. علماً أن القانون يمنح الجمهور 48 ساعة لتقديم الاعتراضات قبل التنفيذ.

 

س: هل يوجد أغلبية حكومية إسرائيلية مؤيّدة للصفقة؟

ج: الإجابة هي نعم. من غير المتوقع أن يُعارض أي وزير في "الليكود" الصفقة أو يصوّت ضدها، وهؤلاء أساساً يُشكلون الأغلبية في الحكومة. إلى جانب وزراء "الليكود"، سيصوّت وزراء الكتلتين الحريديم لصالح الصفقة كما أعلنوا. أمّا من أعلن معارضته للصفقة فهم وزراء "الصهيونية الدينية"، و"عوتسماه يهوديت" (قوة يهودية). بالنسبة للأخير، أعلن أعضاؤه أمس أن "كل السيناريوهات على الطاولة"، ولم يستثنوا من ذلك إمكانية الانسحاب من الحكومة، أمّا "الصهيونية الدينية" فلم تهدد بالاستقالة. مع العلم أن "عوتسماه يهوديت" الذي يتزعمه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والذي يحظى بستة مقاعد في الكنيست، يعرف حق المعرفة أن تهديداته بالاستقالة قل تأثيرها بعدما انضم حزب "اليمين الرسمي" الذي يقوده وزير الخارجية، غدعون ساعر. ومن جهة ثانية، بن غفير يحتاج بشدّة إلى الحكومة بتركيبتها اليمينية الفريدة لتمرير مخططاته وإرضاء جمهوره، وعلى الأرجح لا حكومة مثالية أكثر من الحالية لفعل ذلك.

س: ماذا يجري منذ صباح اليوم في الدوحة، وفي تل أبيب؟

ج: تتواصل المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة رؤساء البعثة الإسرائيلية التي تضم رئيسي "الموساد" و"الشاباك"، دافيد برنياع، ورونين بار. في المباحثات المستمرة، تنشغل الأطراف في التفاصيل الأخيرة، بموازاة مشاركة أميركية من الإدارتين، المنتهية ولايتها، والقادمة، ممثلة بمبعوث الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، ستيف ويكتوف، ومبعوث الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، بريت ماكغورك، ورئيس الوزراء القطري، محمد آل الثاني. وفي المقابل، يجتمع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع عائلات الأسرى الإسرائيليين.

س: ماذا بالنسبة للأسرى الإسرائيليين الذين لن تشملهم المرحلة الأولى؟

ج: الاتفاق كما صار معروفاً مؤلف من ثلاث مراحل، غير أن مصادر سياسية نقلت عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت إنه قد تُقلّص إلى اثنتين، ومن ثم قد تشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الأسرى الذين تحتجزهم حماس وبضمن ذلك الأحياء منهم، والأموات.

س: كم من الوقت سيستمر وقف إطلاق النار؟

ج: سيستمر وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، 42 يوماً. وفي اليوم الـ16، ستبدأ النقاشات حول المرحلة الثانية من الصفقة.

س: ماذا سيحّل بالاحتلال العسكري الإسرائيلي؟

ج: سيظل الجيش الإسرائيلي في المرحلة الأولى في محور صلاح الدين، على أن ينسحب حتّى المنطقة العازلة تدريجياً. كما سينسحب الجيش من محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وتُتاح عودة الفلسطينيين المُهجرين إلى بيوتهم المُدمّرة، على أن يجري ذلك ضمن آلية رقابة معيّنة لم تتضح معالمها بعد.

اخبار ذات صلة