نظمت جمعية "اقرأ الخيرية" مساء الجمعة (24 يناير 2025) حفلٌ لتكريم أكثر من 1000 طالب وطالبة ممن حفظوا القرآن الكريم وأجزاء منه، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي شنتها "إسرائيل" منذ (السابع من أكتوبر 2023 حتى 19 يناير 2025) ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأقيم الحفل القرآني البهيج على ملعب النجوم غرب دير البلح وسط القطاع، تحت شعار "قرآننا.. صبرٌ وصمود"، وسط مشاركة واسعة من أهالي الطلبة وأبناء شعبنا الفلسطيني، وبرعاية ودعم كريم من "مؤسسة إيران همدل".

وقال الشيخ أحمد صلاح البيوك أحد منسقي حفل التكريم البهيج في جمعية اقرأ الخيرية: "إن الجمعية تكرم اليوم أكثر من 1000 حافظ وحافظة لكتاب الله وأجزأ منه، إذ تم ذلك خلال فترة حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على شعبنا منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأوضح البيوك لمراسل "شمس نيوز"، أن تكريم مئات الحفظة لكتاب الله عز وجل خلال الأشهر التي مضت يعدُ إنجازًا مهمًا للجمعية في ظل العدوان الغاشم، مشيدًا بالتزام الطلبة في حفظ القرآن الكريم داخل مخيمات النزوح جنوب القطاع".

وأوضح البيوك بأن الجمعية حافظت على الإرث القرآني العظيم وتثبيته في قلوب هذا الجيل القرآني لتواجه من خلالهم سياسة التجهيل التي فرضتها آلة القتل الصهيوني باستهداف وتدمير المساجد ودور العبادة خلال حرب الإبادة".

ولفت البيوك إلى أن جمعية اقرأ الخيرية نفذت العديد من المشاريع القرآنية والدينية خلال العدوان الغاشم، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد نفذت الجمعية مشرود السرد القرآني لـ 500 طال وطالبة في مناطق المواصي، والعديد من الدورات الشرعية والاختبارات المتفرقة لأجزاء من القرآن الكريم".

وبين أن حفل التكريم الحالي هو ثمرة للإنجاز الكبير الذي قامت به الجمعية، ولم ينسَ الشيخ البيوك تقديم الشكر الجزيل إلى كل الداعمين والمساندين والراعين وصولًا للحفل القرآني البهيج وعلى رأسهم مؤسسة "إيران همدل" والشعوب العربية والإسلامي وأحرار العالم.

ودعا الشيخ البيوك كافة المساهمين والداعمين للقضية الفلسطينية بأن يُساهموا ويتبرعوا لإعمار مساجد قطاع غزة، مؤكدًا بان المساجد طالما كانت حواضن للمقاومة ويصنع فيها الرجال ومنها تخرج القادة والشهداء وحفظة كتاب الله عز وجل.

من جهته أكدت مسؤولة دائرة العمل النسائي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتورة أسمهان عبد العال، "أن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل وقتلت خلالها أكثر من 15 ألفًا من حفظة كتاب الله عز وجل لم تثنِ شعبنا العظيم في الاستمرار على النهج لحفظ كتاب الله.

وقالت لمراسلنا: "نخرج اليوم مئات الفتيات والأشبال والرجال من حفظة كتاب الله رغم الحرب والمأساة التي تعرض لها شعبنا، لنؤكد للعالم أجمع بأن سر قوتنا وصبرنا وثباتنا يمكن في حفظ القرآن الكريم والتمسك به مهما كلفنا من ثمن"

من جهتها أكد الشيخ الداعية في ملتقى دعاة فلسطين هاني لافي: "أن تكريم ثلة من حفظة كتاب الله عز وجل اليوم هي رسالة للعدو الإسرائيلي وللعالم أجمع بأن أهل قطاع غزة هم أهل الله وهم أهل القرآن وخاصته، فهم يقدمون أبنائهم على مذبح الحرية والبطولة والكرامة".

وأوضح الشيخ لافي لمراسلنا: "نحتفي اليوم بثلة من حفظة القرآن الكريم وأجزاء منه ونكرمهم، وفي نفس الوقت نحمل الشهداء ونودعهم فنقدم في المحراب كما نقدم في الحرب".

وأشار إلى أن العالم احتار في الإجابة على قدرة شعبنا الفلسطيني بالوقوف على أقدامه أمام الإبادة الجماعية التي تعرض لها طيلة أكثر من 15 شهرًا متواصلة، قائلًا: "أي صبر وأي ثبات هذا ونحن نخرج من تحت الأنقاض ونقف على ركام بيوتنا ثم ننطلق نحو حفظ القرآن والجهاد وننطلق لمساعدة الناس واغاثتهم، أي شعب هذا الذي يتحمل كل تلك المعاناة والمأساة".

وشدد لافي على تمسك أبناء شعبنا الفلسطيني في تلاوة وحفظ القرآن الكريم كاملًا مهما كلفه ذلك من ثمن، لأن المعركة الحالية هي معركة على أهل القرآن الكريم الصابرين الصامدين الثابتين على نهج الجهاد والمقاومة حتى التحرير".