أكد نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق الفريق قاصد محمود أن مشاهد تسليم الأسيرات الأربع لدى المقاومة الفلسطينية لا سيما "سرايا القدس وكتائب القسام" لمندوب الصليب الأحمر وسط حشود جماهيرية كبيرة من قلب مدينة غزة تحمل رسائل ودلالات عدة، مع إشارته إلى انها تثبت قوة المقاومة وقدرتها على التعافي بسرعة فائقة رغم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين خلال حرب الإبادة التي استمرت نحو 471 يومًا على التوالي.
وعبر الفريق محمود خلال حوارِ مع "شمس نيوز" عن فرحته واعجابه الكبير لقدرات المقاومة الفلسطينية على الصمود والصبر والتحدي والثبات طيلة أيام حرب الإبادة، وما تلاها من تسليم الأسرى الإسرائيليين بصورة عظيمة، قائلًا: "يحمل مشهد تسليم الأسيرات دلالات ورسائل سياسي واجتماعية وعسكرية، لم يسبق لها مثيل".
وأضاف: "أثبتت المقاومة من خلال مشاهد التسليم بانها ملتزمة تماما في اتفاق وقف إطلاق النار، وحريصة كل الحرص على أن يستمر الاتفاق، مستدلًا على ذلك بإرسال المقاومة قوائم أسماء الأسرى يوم أمس الجمعة، واستعدادها إعلاميا وسياسيا بكل ما يلزم.
وشدد على أن تسليم الأسيرات اليوم هو امتداد للدفعة الأولى من تسليم الأسيرات الإسرائيليات يوم السبت الماضي، لافتًا إلى أن مشاركة سرايا القدس وكتائب القسام في عملية التسليم يعكس مدى قوة التعاون والإدارة المشتركة بين الفصيلين الأكبر حضورًا في فلسطين.
وفيما يتعلق بمظهر الأسيرات اللاتي تم تسليمهن اليوم الأحد وهن في حالة صحية جيدة ويصعدن على منصة مرتفعة أمام حشود كبيرة من الفلسطينيين قال الفريق محمود: "إن مظهر الأسيرات وهن يصعدن على منصة مرتفعة أمام الفلسطينيين يعكس المظهر الحضاري والإنساني العظيم في تعامل رجال المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين على عكس ما تفعله إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات واذلال وعزل انفرادي وضرب وقتل للأسرى الفلسطينيين".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وفيما يتعلق بتسليم الأسيرات من قلب مدينة غزة التي تعرضت للإبادة الجماعية يُشدد الفريق محمود على أن غزة التي سويت بالأرض على مدار أيام حرب الإبادة تؤكد على قوتها وثباتها، قائلًا: "إن الالتفاف الجماهيري حول رجال المقاومة يدل على أن شعب غزة لا يزال على العهد مع المقاومة".
وأضاف: "الشعب لن يستسلم لأي ظروف أو ضغوطات كانت، فإن المظهر العسكري من حيث اللباس والأداء اللوجستي يعبر عن حالة دولة وليس حالة تنظيم يعيش تحت الأنفاق، وهذل يثبت قوة المقاومة".
وأشار إلى أن مشهد المقاومة والالتفاف الجماهيري حولها يؤكد على فشل الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على المقاومة وقادتها، ويعكس حالة معنوية عالية من جميع الجوانب العسكرية والاجتماعية والشعبية".
ولفت إلى أن المقاومة التي سلمت الأسيرات بشكل حضاري ومهني منظم من باص إلى باص إلى منصة التوقيع إلى هدايا تذكارية وشهادات للأسيرات يثبت بأن المقاومة حاضرة عسكريًا وسياسيًا وتنظيميًا واجتماعيًا، ويدلل على أن المقاومة لا يمكن أن تنكسر مهما فعل الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة.
ويرى الفريق محمود أن مشاهد تسليم الأسيرات والمظاهر العسكرية لكتائب القسام وسرايا القدس تحمل رسالة للمجتمع الإسرائيلي على وجه التحديد بأن مطالبات القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين للعودة إلى الحرب من جديد يؤشر على مخاطر جديدة لعائلات الإسرائيليين".
وبين، بأن تصريحات قادة الاحتلال لا زالت تشهد عنجهية وعتو كبير وواضح وهذا يدلل على الفشل الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، مشددًا على أن المقاومة الفلسطينية تثبت للعالم أجمع بقدرتها على التعافي من جريمة حرب الإبادة واغتيال قادتها ومقاتليها وقدرتها في التصدي للعدوان الإسرائيلي تحت عنوان: "وإن عدتم عدنا".
وسلَّمت المقاومة الفلسطينية في مشهد مهيب الأسيرات المجندات "الإسرائيليات" الأربع للصليب الأحمر في ميدان فلسطين بمدينة غزة، ظهر أمس السبت (25 يناير 2025) والأسيرات هن: "المجندة كارينا أرئيف، المجندة دانييل جلبوع، المجندة نعمة ليفي، المجندة ليري إلباج".
يُشار إلى أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الأحد الماضي (19 يناير 2025) ومن المقرر أن يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.