قائمة الموقع

جنين مدينة منكوبة: العدوان يتوسّع إلى طولكرم

2025-01-28T07:24:00+02:00
2 (1).webp
شمس نيوز -

يبدو أن عملية «السور الحديدي» التي شرع فيها جيش الاحتلال، بدأت تتدحرج من مدينة جنين ومخيّمها، المحاصريْن منذ سبعة أيام، إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية. ومع دخول العدوان الإسرائيلي على محافظة جنين، أسبوعه الثاني، شهدت مدينة طولكرم تصعيداً إسرائيلياً يشي ببدء عدوان مشابه لِما يجري في جنين، مع شنّ طائرات الاحتلال غارة في مخيمها استهدفت مركبةً كانت تقل قائد «كتائب القسام» في المخيم، إيهاب محمد عطيوي (23 عاماً)، ورامز بسام ضميري (24 عاماً). وتزامن ذلك مع تسلّل قوات خاصة إسرائيلية إلى مخيم نور شمس، والدفع بتعزيزات عسكرية إلى المدينة عقب اكتشاف تلك القوات. ونعت «القسام» عطيوي وضميري، مؤكدة أن «دماء الشهداء لن تذهب سدًى»، فيما دعت «جماهيرنا في الضفة إلى مزيد من الاشتباك وتصعيد المقاومة».

وعلى غرار ما فعلته في جنين من حصار للمستشفيات فور بدء عدوانها، فرضت قوات الاحتلال حصاراً على مستشفى «الشهيد ثابت ثابت» الحكومي، وسط تحليق مكثّف لطيران الاستطلاع على ارتفاعات منخفضة، في وقت ذكر فيه مراسل «القناة الـ14» العبرية، هليل بيتون، أن المستوى السياسي في إسرائيل أعطى تعليماته بتوسيع العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية. وفي طولكرم، طاولت العملية العسكرية بعض بلدات المحافظة وقراها، والتي عُرفت منها ضاحية شويك والبلدة القديمة في عنبتا، وسط تحليق مكثّف للطيران المروحي في سماء المحافظة. وفي المقابل، أعلنت «سرايا القدس - كتيبة طولكرم» تمكن مقاتليها في سرية مخيم طولكرم اكتشاف قوّة إسرائيلية خاصة في محور الربايعة وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص المباشر.

ومنذ ساعات صباح أمس، كثّفت قوات الاحتلال من تفجير المنازل وإحراقها في مخيم جنين، لتستكمل ما بدأت به منذ أيام، فيما استمرّ جيش العدو في الدفع بتعزيزات عسكرية وآليات ثقيلة، لتدمير البنية التحتية وتجريفها. كما دمرّت جرافات الاحتلال دوار السينما ومحيطه، وسط مدينة جنين، والبسطات التجارية في محيط الدوار، وجرفت الشارع. وقالت مصادر محلية إن عمليات تدمير المنازل ونسفها في مخيم جنين مستمرّة، وتركّزت بشكل كبير في حارة الدمج وحي البشر، إضافة إلى حارة عبدالله عزام، وطلعة الغبز، حيث غطى الدخان الأسود سماء المنطقة. وإذ يستهدف ذلك الضغط على الحاضنة الشعبية والجغرافية، بهدف تأليبها على المقاومة، ودفعها إلى النزوح من المخيّم الذي يمثل رمزاً لحق العودة والكفاح المسلح، فقد ناهز مجموع المنازل المدمّرة والمحروقة والمتضرّرة المئة، في ظلّ منع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الدخول إلى جنين.

ويأتي هذا في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال حصار مستشفيات المدينة، وتحديداً مستشفى جنين الحكومي الأكبر في المحافظة، والذي باتت جميع الشوارع المؤدية إليه مجرّفة بشكل كبير، وسط تحليق الطيران الحربي والمُسيّر في سماء المدينة والمخيّم، اللذين يعيشان شللاً شبه كامل. وعلى هذه الخلفية، تتصاعد التحذيرات من نذر أزمة إنسانية، والمطالبات بإعلان جنين «منكوبة»، في ظلّ غياب أيّ أفق لنهاية العملية التي تتخلّلها غارات جوية وهجمات خاطفة للقوات الخاصة، وعمليات تهجير طاولت آلاف الفلسطينيين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 16 مواطناً وإصابة 50 آخرين.

وحذّر رئيس بلدية جنين، محمد جرار، من انقطاع المياه عن 55% من السكان جرّاء استهداف أحد خطوط المياه الرئيسة، مبيّناً أن «مدينة جنين، ونتيجة الإغلاق الإسرائيلي، تعاني من صعوبة وصول المواد الغذائية والتموينية، إلى جانب تعطُّل مناحي الحياة فيها، بما في ذلك مؤسّساتها الخاصة والرسمية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية». وأكّد جرار وجود إحصائيات أولية تشير إلى «إحراق إسرائيل ما بين 70 إلى 80 منزلاً فلسطينياً، وتدمير ما بين 30 إلى 40 منزلاً بشكل كلّي، إلى جانب مئات المنازل التي دُمّرت جزئياً»، في وقت يقوم فيه جيش الاحتلال بتجريف وتخريب شوارع، وبنى تحتية، ويشقّ ممرّات لآلياته على أنقاض المنازل الفلسطينية المدمّرة. ولفتت تقديرات بعض المؤسسات المحلية في جنين أيضاً إلى وجود «نحو 70 حالة إنسانية، وعائلات فلسطينية ما زالت داخل المخيم وبحاجة إلى تدخل عاجل لإخراجها»، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال «ينكّل بكل من يجده داخل منزله ويجبره على مغادرة المخيم».

اخبار ذات صلة