انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، بشكل كامل من محور الموت "نتساريم" وسط قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد عام وثلاثة أشهر من السيطرة عليه خلال حرب الإبادة .
وبثت وسائل إعلام عبرية مقطع فيديو يظهر إصدار ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليمات لجنوده بالانسحاب النهائي من محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أنه "بموجب الاتفاق، يتعين على إسرائيل أن تستكمل الانسحاب من آخر البؤر الاستيطانية على محور نتساريم، والتي تمثل رمزاً لمناورات الجيش الإسرائيلي في غزة ورمزاً لتطلعات المستوطنين للاستيطان في القطاع".
وبينت أن المواقع المزمع إخلاؤها تقع شرق شارع صلاح الدين، مما يعني أن جيش الاحتلال لن يبقي على أي وجود له في وسط وشمال قطاع غزة، باستثناء قوات الفرقة 162 التي تنتشر على طول المنطقة العازلة قرب الحدود.
وأضافت: "من الآن فصاعداً، لن تبقى القوات في القطاع إلا في المنطقة العازلة وفيلادلفي". وكانت قوات جيش الاحتلال قد نفذت أول عملية انسحاب جزئي من محور نتساريم في اليوم السابع من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
أشارت الصحيفة إلى أن محور نتساريم كان يمثل نقطة إستراتيجية للمناورة العسكرية الإسرائيلية، فضلا عن أهميته لدى المستوطنين الذين كانوا يطمحون للعودة إلى الاستيطان في شمال القطاع.
وعرضت هيئة البث الإسرائيلية مشاهد قالت إنها تظهر حرق الجنود الإسرائيليين أمتعة ومعدات في محور نتساريم قبل انسحابهم.
وقبل أسبوعين، بدأ جيش الاحتلال سحب قواته تدريجيا من محور نتساريم، وتمكن أكثر من نصف مليون فلسطيني من المهجرين من العودة إلى شمال قطاع غزة من مناطق الجنوب والوسط.
وحسب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يتعين في اليوم الـ22 من بدء تنفيذ الاتفاق، أن تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط غزة، بما في ذلك محور نتساريم ودوار الكويت، مع تفكيك المنشآت العسكرية بشكل كامل.
ويشمل الاتفاق أيضا منح حرية التنقل لأهالي قطاع غزة في جميع مناطق واستمرار عودة النازحين إلى أماكن سكنهم.