قائمة الموقع

مسؤول في "الأورومتوسطي" لـ"شمس نيوز": مخطط تهجير الفلسطينيين هدية ترامبية لنتنياهو وحرف للأنظار عن "المصائب" في البنية الأميركية

2025-02-11T16:45:00+02:00
تصميم موقع شمس (1).jpg
شمس نيوز - خاص

قال مسؤول البرامج والاتصال في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، محمد شحادة، إن تصريحات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ومخططه الرامي لتهجير الفلسطينيين من غزة هي محاولة لخلق زوبعة من لا شيء، هدفها إشغال الراي العام الأميركي والعالمي بموضوع التهجير؛ وإغفاله عن القضايا الداخلية والتغييرات الكبيرة و"المصائب" التي تعمل إدارته على تنفيذها، مما يؤدي إلى تغيير جوهري في بنية المجتمع الأميركي.

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية، وكان الرئيس الأميركي الجديد كشف في 4 فبراير/شباط الجاري، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير سكانها من الفلسطينيين إلى دول أخرى.

ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لتنفيذ خطته، متوقعاً أن تكون للولايات المتحدة ملكية طويلة الأمد في القطاع الفلسطيني، فيما رحب نتنياهو بخطة ترامب معتبراً أنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات"، على حد وصفه.

وقال: "في الأثناء، سأملك أنا هذه (الأرض). فكروا فيها كمشروع تطوير عقاري من أجل المستقبل. ستكون قطعة أرض رائعة. لن يتم إنفاق كثير من المال". وأضاف: "سنبني مناطق سكنية آمنة على مسافة معينة من أماكن وجودهم الحالية. في هذه الأثناء، سأكون أنا صاحب هذه المنطقة (غزة). فكروا في الأمر كمشروع تطوير عقاري للمستقبل، ستكون قطعة أرض رائعة".

وأضاف "شحادة"، في حواره مع "شمس نيوز"، أن إدارة ترامب الجديدة فككت قطاعات أميركية حيوية، من ضمنها إغلاق أكبر مؤسسة أميركية للدعم وهي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس آيد ("(USAID، كما تحاول تفكيك الدعم الصحي للأميركيين أنفسهم، مشيراً إلى أن ترامب "معتاد على مثل هذه الحركات التي تثير البلبلة وتثير الجدل".

وأدخل الرئيس الأميركي بلاده في أزمة قضائية غير مسبوقة بعدما قرر إغلاق  (USAID) ووقف نشاطها في الداخل والخارج، وتسريح ما يصل إلى مليوني موظف فدرالي.

ولجأت نقابة الموظفين الفدراليين إلى القضاء الذي أوقف قرارات التسريح والإغلاق بشكل مؤقت، "مما خلق صراعاً غير مسبوق في تاريخ البلاد".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وأوضح "شحادة"، أن هذا المخطط الأميركي لتهجير الفلسطينيين هو بمثابة هدية يقدمها ترامب لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لتثبيت ركائز ائتلافه الحاكم، ودعمه، وزيادة رصيده الانتخابي شعبياً مبيِّناً أن "خطة ترامب لتهجير سكان غزة، فتحت شهية الأحزاب الإسرائيلية التي رحبت بالمخطط، ومن ضمنها حزب بن غفير، الذي أبدى استعداده للعودة مجدداً إلى الحكومة بعد أن قدَّم استقالته منها على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة.

وكان حزب القوة اليهودية بزعامة بن غفير قدم استقالته من الحكومة الإسرائيلية، بعد إقرارها اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبراً الاتفاق بمثابة "استسلام للمقاومة بغزة"، ومندداً بـ"إطلاق سراح مئات القتلة والتخلي عن إنجازات الجيش الإسرائيلي" في الحرب" -على حد زعمه-.

ويحاول ترامب صناعة خطر من لا شيء، -كما يقول مسؤول البرامج والاتصال في "الأورومتوسطي"-، حتى يحصل على تطبيع عربي سعودي مع إسرائيل بدون ثمن، "بمعنى أنه سيصعد تهديداته باستئناف الحرب على غزة، ويكرر مخططاته حتى توافق السعودية على تطبيع العلاقات مقابل إلغاء مخطط التهجير ووقف الحرب على غزة نهائياً، وبالتالي يكون قد حصل مراده بلا أي ثمن فعلي، فالسعودية كانت تشترط إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة كثمن لهذا التطبيع، وهو ما لا يتوافق مع رؤية ترامب ونتنياهو". 

وأشار "شحادة" إلى أن "مخطط التهجير نفسه مجنون حتى من وجهة نظر أميركية، وأن أحداً من أعضاء حزب الرئيس الأميركي (الحزب الجمهوري) لم يستطع حتى اللحظة تفسير الفكرة من ناحية عملية أو كيفية تطبيقها على أرض الواقع، كما يحاول حزب ترامب التشكيك في ذلك المخطط والتبرأ منه؛ لأنه أبعد ما يكون عن المنطق.

اخبار ذات صلة