غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

قمة إقليمية في الرياض الجمعة | أميركا للعرب: لا بديل من "خطة ترامب"

2 (2).webp
شمس نيوز -

تستحوذ الرياض، هذه الأيام، على معظم الحركة السياسية، والهادفة إلى التملّص من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، درءاً للمخاطر التي تمثّلها على عدد من الأنظمة العربية. ومع استقبال ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، أمس، وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي نقل إليه إصراراً أميركياً وإسرائيلياً على الخطة، واستضافتِه المتوقّعة الجمعة قمة لعدد من قادة الدول العربية للرد على الخطة، تنشغل صحافة العدو بتفكيك ألغاز موقف القيادة السعودية العائد إلى التشدّد في المسألة الفلسطينية.

وكانت خطة ترامب على رأس جدول أعمال روبيو الذي وصل إلى السعودية آتياً من إسرائيل، في لقائه ابن سلمان، ووزير خارجيته، فيصل بن فرحان. وصحب الوزير في زيارته مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. وإذ تقول واشنطن، إنها منفتحة على مقترحات بديلة من الحكومات العربية، فإن روبيو أكّد أن «الخطة الوحيدة في الوقت الحالي هي خطة ترامب». وفي المقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر سعودي قوله إن الرياض ستستضيف قمة إقليمية الخميس لمناقشة الرد على خطّة ترامب، قبل أن يتقرر إرجاء القمة إلى الجمعة، إفساحاً في المجال أمام مشاركة أوسع تشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست، إلى جانب مصر والأردن.

وفي السياق، أكّد الملك الأردني، عبدالله الثاني، أن موقفه من مسألة تهجير الفلسطينيين لم يتغيّر منذ اعتلائه العرش قبل 25 عاماً، وهو «كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل»، بحسب ما نقل عنه بيان للديوان الملكي. أما نتنياهو فاعتبر، في بيان أصدره مكتبه، أنه يتعيّن عليه الالتزام بخطة ترامب، مضيفاً: «كما تعهّدت، فإنه بعد الحرب في غزة، لن تكون هناك لا حماس ولا السلطة الفلسطينية»، بينما طالبه كل من وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، باستئناف فوري للحرب على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه تماشياً مع خطة ترامب. وقال الأول إنه سيطالب «بالتصويت لتبني الخطة، أي أن تفرج حماس فوراً عن جميع الأسرى وتغادر غزة إلى بلدان أخرى وتسلّم أسلحتها»، مهدّداً بأن «إسرائيل ستفتح أبواب الجحيم» في حال رفضت الحركة ذلك.

وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر انعقد، أمس، لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع «حماس»، قبل إرسال مفاوضين إلى القاهرة لمناقشة مواصلة تنفيذ المرحلة الأولى، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادي في «حماس» ومصدر آخر مطّلع على المحادثات، القول إن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية يمكن أن تبدأ هذا الأسبوع في الدوحة.

وبالعودة إلى الموقف السعودي، انشغلت الصحافة الإسرائيلية بمحاولة فك ألغازه؛ إذ كتب موقع «واينت» الإسرائيلي أن «القضية الفلسطينية أصبحت مركزية بالنسبة إلى الرأي العام السعودي والعربي، وأن النظام غير قادر على تجاهل هذا الواقع». وقال إن «اللهجة السعودية تجاه إسرائيل أصبحت أكثر انتقاداً، وإن المملكة صارت مؤيدة للفلسطينيين بشكل لم تكنْه في السابق، في محاولة لركوب موجة العداء لإسرائيل والتي تجتاح المنطقة، وسعياً لتقديم نفسها بوصفها قائدة للجهود لاستعادة الفلسطينيين حقوقهم». وأضاف أن الرياض «أنشأت تحالفات عالمية لتأييد قيام دولة فلسطينية، وترغب في الظهور بأنها هي من وضعت الأساس لقيام تلك الدولة».

وتابع الموقع أن «السعوديين في ظل إدارة ترامب سيكون أسهل عليهم التراجع عن مواقفهم المعلنة تجاه القضية الفلسطينية، إلا أنهم سيضعون شروطاً للقيام بذلك، بما فيها وقف إطلاق نار دائم وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وبدء إعادة إعماره، حيث ترغب الرياض في أن تكون جزءاً من الآلية الدولية المسؤولة عن إعادة البناء، كما أنها تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع لتحل محل حماس». واعتبر أن «موقف ترامب في موضوع إيران يؤثّر على الموقف السعودي من المسألة الفلسطينية»، موضحاً أن «تحسين الوضع الاستراتيجي للمملكة يتيح لها ركوب مخاطر أكبر، وأنه كلما كان موقف الرئيس الأميركي من إيران أكثر تصلباً، كان أسهل على السعوديين، وربما الإسرائيليين، إظهار مرونة أكبر إزاء الموضوع الفلسطيني».

ورأى الموقع أن «ابن سلمان يأمل في أن يصبح ملكاً، ربما هذا العام، وذلك يتطلّب شرعية داخلية وخارجية، والقضية الفلسطينية هي مفتاح هذه الشرعية في السعودية وباقي أنحاء العالم العربي»، مضيفاً أن «الرياض تعلم أنه لن تقام دولة فلسطينية قريباً، ولكنها تريد رؤية الولايات المتحدة وإسرائيل تتخذان خطوات ملموسة حتى وإن بشكل تدريجي، وفي المقابل يمكن أن توافق على تطبيع تدريجي مع إسرائيل يعرّض النظام لمخاطر أقل».

المصدر: الأخبار اللبنانية