قائمة الموقع

غزَّيون يخترقون نفق الإعمار المظلم ليزرعوا الأمل ويُعيدوا الحياة لمنازلهم المدمرة

2025-02-18T15:25:00+02:00
شمس نيوز - مطر الزق

تحت سقف معكوف وجدران متساقطة يجلس أبو عبدالله حسنين وأبنائه رغم الخطر الداهم فوق رؤسهم، في محاولة لاستصلاح الحجارة والبلاط من قلب العمارة السكنية المدمرة باستخدام أدوات بدائية للحفاظ على الحجارة والبلاط من الكسر لإعادة تدويرها.

ويضرب حسنين المطرقة بيده اليمنى فوق "قضيب حديدي" لإزالة الشوائب العالقة في الحجارة والبلاط بشكل بطيئ وبطريقة متأنية للحفاظ على ما تبقى من ركام العمارة بهدف استخدامه لبناء غرفة ومنافع لوالديه المسنين.


 

ودمر الاحتلال عمارة حسنين المكونة من 4 طوابق سكنية وبدرم وحواصل تجارية قرب مستشفى صبحة الحرازين في حي الشجاعية في نهاية شهر 12 عام 2023 ليفترش أكثر من 80 فردا من أبناء العائلة الأرض ويلتحفون السماء بعدما قطعت بهم السبل.

تشتت أبناء العائلة بين مدارس الإيواء والمخيمات وفي مناطق متفرقة، إلا أن حسنين بقى قرب عمارته السكنية مع والديه المسنين محاولا صناعة المستحيل لتوفير الراحة لهما ومنع بقائهما في خيمة داخل إحدى مراكز الإيواء، وقال ل"شمس نيوز": "الوالد مصاب والوالدة كبيرة في السن ولا يستطيع الوالدين العيش في خيمة او داخل فصل مدرسي لذلك قررت بناء بيت صغير لهما من باطون رغم عدم انتهاء الحرب".


 

ومع دخول وقف إطلاق النار بين العدو والمقاومة حيز التنفيذ لجأ حسنين بشكل عاجل للبحث عن مكان مناسب لايواء والديه حتى تمكن من ايجاد الحل المناسب بازالة الركام من أحد البيوت السكنية التي يملكها والقريبة من العمارة واستصلاح بعض من الحجارة والبلاط لبناء ما يلزم لوالديه.

وتمكن حسنين وأبنائه على مدار الاسبوعين الماضيين من بناء غرفة ومنافع "حمام ومطبخ" على مساحة صغيرة جدا لا تتجاوز ال(7 امتار طولا بعرض 4 أمتار) لتوفير الراحة لوالديه.

ويرفض حسنين فكرة انتظار اعادة الاعمار قائلا: "لو نريد انتظار اعادة اعمار ما دمره الاحتلال سنحتاج سنوات طويلة لنعيش في خيمة لا توفر ادنى مستلزمات الحياة الادمية".

ورغم صعوبة الحياة في قطاع غزة إلا أن حسنين ناشد الجهات المسؤلة بضرورة الاستجابة العاجلة لاحتياجات الناس لصيانة البنية التحتية من مياه ومصارف المجاري والكهرباء وازالة الركام لمواجهة ما هو قادم من مخططات التهجير القسري والطوعي.


 

 وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الاشغال العامة أول أمس الأحد، فإن من المتوقع أن يتجاوز عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً، أو تلك المتضررة جزئيا بشكل بليغ 280 ألف وحدة سكنية، جراء الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على مدار أكثر من 15 شهرا.

 وفي بيان اشتمل على أرقام حول عمليات التدمير الكبير التي طالت القطاع، ذكرت وزارة الأشغال أن عدد الحالات التي تم حصرها ميدانيا حتى الآن تبلغ قرابة 250 ألف وحدة سكنية؛ منها 170 ألف وحدة سكنية هدم كلي، و 80 ألف وحدة سكنية غير صالحة للسكن.

اخبار ذات صلة