قائمة الموقع

بالفيديو والصور شهر رمضان في غزة.. أجواء مبتورة وفرحة منقوصة!

2025-03-06T13:02:00+02:00
زينة رمضان في غزة تشتكي قلة المشترين - تصميم.jpeg
شمس نيوز - مطر الزق

تزينت أسواق قطاع غزة لا سيما سوق الزاوية الأثري وسط مدينة غزة بجزءٍ يسيرٍ من زينة شهر رمضان المبارك، إذ انتشرت أكلاته وحلوياته الشهية من "تمور، ومخللات، وقطايف، وفلافل" أمام أبواب المحال الأثرية رغم ما أصابها من دمار خلال حرب الإبادة الجماعية، في مشهد يحمل رسالةَ صبر وصمود أمام آلة القتل والدمار الإسرائيلية.

وينهمك الشاب "يحيى أبو نحل" في ترتيب بضاعته من مخللات "الفلفل، والزيتون، والطراشي بأنواعها المختلفة"، فيما يترك لسانه يردد وسط ازدحام المارة: "قَرِّب جاي وقية الطراشي بـ7 شيكل يا بلاش"، وعلى عجلة من أمره يخترق أحد المارة الصفوف ليطلب وقية وهو يقول: "رمضان ما بيكمل إلا بالطراشي هتلك وقية".

وعلى يمين البسطة التي يديرها "يحيى"، وقف مراسل "شمس نيوز" لرصد حركة إقبال الناس على شراء المخللات؛ فتباينت رغبات المشترين، إذ قال أحدهم لمراسلنا: "لا يوجد أجواء لرمضان كما كانت قبل الحرب، كيف بدي أفرح وانبسط وعندي شهداء وبيتي مدمر".

واستدرك الشاب حديثه مسرعاً، فقال: "رغم الشهداء والدمار؛ إلا أننا مجبرون على رسم الفرحة على وجوه أطفالنا وتذكيرهم بحياتنا الجميلة قبل الحرب".

وبالعودة إلى البائع "أبو نحل"، فهو يخرج منذ ساعات الصباح الباكر لشراء المخللات؛ وعرضها على المشترين بتنسيق جميل وملفت، يقول: "صحيح تزينت الأسواق بزينة رمضان وأكلاته وحلوياته الشهية إلا أن هناك غصة في القلب، نعيش رمضان هذا العام بدون أخوة وأصدقاء وجيران لأول مرة في حياتنا، ونعيش في خيمة وبعيداً عن بيوتنا التي دمرت بالكامل".

وعن إقبال الناس على الشراء من بضاعته، يقول "أبو نحل": "هناك إقبال كبير على شراء المخللات سواء في السلم أو في الحرب، فهي عبارة عن مقبلات للطعام خاصة في شهر رمضان المبارك".

وفيما يتعلق بالأسعار أوضح أن أسعار المخللات مرتفعة عن الأعوام السابقة بحكم إغلاق الاحتلال للمعابر ومنع إدخال المساعدات، إذ يبلغ سعر الوقية منها بـ7 شيكل، أما سابقاً كانت تصل إلى 3 أو 4 شيكل".

وتختلف أجواء رمضان هذا العام عن أعوام ما قبل الحرب -كما يرى البائع أبو نحل-: "بخروج الناس في الأسواق لساعات متأخرة من الليل فقد بات الليل موحشاً ومرعباً هذا العام بسبب تداعيات الحرب من انقطاع الكهرباء بالكامل".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وفي زاوية أخرى، من أسواق قطاع غزة يجلس الشاب "إبراهيم حلس" على بسطة لبيع زينة رمضان، يقول: "هناك أجواء لشهر رمضان، لكنها بسيطة جداً لا ترقى مطلقاً للأجواء المطلوبة، كل شيء كان جميلاً قبل الحرب، لكن الأجواء الموجودة فقط تحمل رسالة نحن هنا صامدون، لن نركع ولن نرحل، سنعيش رمضان الحزين بأجواء جميلة رغم كل المآسي والصعاب".

وأشار إلى أن ما تحتويه بسطته من زينة رمضان قديمة لها ثلاث سنوات، ومع ذلك أسعارها مرتفعة جداً، مثلاً "سعر الفانوس الصغير جداً بدلاً من شيكل واحد أصبح 5 شيكل، حبل الزينة مترين يصل إلى 40 شيكل بدلاً من 12 شيكل".

وعن إقبال الناس على شراء زينة رمضان، يُبَيِّن "حلس" أن الكثير من الناس لا يشترون زينة رمضان، فقد انخفضت نسبة الشراء عن قبل الحرب ما نسبته (نحو 50‎%‎).
ويروي الشاب "حلس"، والألم يعتصر قلبه، موقفاً حصل أمامه لأحد الأطفال الذي جاء مع والدته: "طلب الطفل فانوساً وعندما علمت والدته بسعره غضبت وتراجعت، لكن الطفل بكى كثيراً، وأمام هذا المشهد المؤلم بعته الفانوس بسعر أقل مما اشريته من التاجر فقط من أجل الطفل".

ولفت "حلس" إلى أن العائلات تحاول باقل المستطاع رسم البسمة على وجوه أطفالهم والعيش مع أجواء رمضان رغم الألم الذي يعتصر قلوبهم".

بينما تحاول السيدة "ديانا الجمال" تعليق حبل زينة رمضان على خيمتها، يحمل طفلها الصغير فانوساً صغيراً، وقد ارتسمت الفرحة على قلبه وهو يردد: "رمضان جانا أهلاً رمضان".

وتُعِيل الجمال 6 أطفال، وجاء رمضان هذا العام وهي تعيش في خيمة لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، تقول: "الوضع صعب جداً؛ لكن أحاول قدر المستطاع أن أرسم الفرحة على وجوه أطفالي؛ فهم لا ذنب لهم فيما حصل، وعلينا جميعاً أن نفرح؛ لأن شهر رمضان هو شهر من أفضل وأعظم الشهور عند الله".

وتضيف: "مهما كانت الظروف قاسية من دمار لبيوتنا وشهداء أعزاء على قلوبنا وآلام تعتصر قلوبنا لغلاء الأسعار، لكن يجب أن نفرح ونغيظ الأعداء"

اخبار ذات صلة